مـسـاعـي بـايـدن ولاريـجـانـي لـتـشـكـيـل الـحـكـومـة الـخـامـسـة فـي الـعـراق/ مـحـمـد الـيـاسـيـن

كـاتـب وسـيـاسـي عـراقـي مـسـتـقـل

مع دخول الحراك السياسي في العراق دائرة الفراغ الدستوري بنفاذ المهلة التي نص عليها الدستور لتشكيل الحكومة, لايزال شكل الحكومة الخامسة المنبثق من رحم العملية السياسية يكتنفه الغموض,مما لاشك بآن عواقب وخيمة ستجرعلى مجمل هذه العملية وقادتها ورموزها وكل الذين طبلوا وزمروا وهللوا لها ,وكذلك ملامح بوصلة القرار السياسي للحكومة الجديدة غامضة من حيث التقارب آو التباعد عن النفوذ الإيراني, رغم المحاولات الأمريكية والعربية في آنتشال المشهد السياسي من دائرة النفوذ الإيراني والنجاح الهش والمحدود في ذلك والمهدد بالآنهيار في حال لم تطبق مساقاته وتحول إلى حقيقة ملموسة على آرض الواقع وساحة الحدث خاصة وآن الشعب العراقي هو صاحب الفضل في تحقيق هذا النجاح عندما دفع بالقائمة العراقية إلى المقدمة من خلال الإنتخابات الآخيرة .

آلا آن الفشل في جر العراق من دائرة النفوذ الإيراني مستمر ,ولاتزال لإيران الباع الطولا فيه بفرض إرادتها الخبيثة ونفوذها الواسع على كافة الملفات المعقدة سياسياً,امنياً,اقتصادياً, وتعتبر إيران الداعم الأكبر لديمومة الفوضى والإرهاب في العراق ...

وبلا شك آنها المستفيد الآكبر من بقاء الإحتلال على آرض العراق وآستمرار الوضع الراهن على ماهو عليه لغايات تتعلق بالمصالح الإقليمية والدولية لإيران, فأبقاء الساحة العراقية تحت سيطرتها ونفوذها العميق كملف مقايضة وورقة تفاوض وضغط على الغرب والأمريكين في آزماتها مع المجتمع الدولي وفي مقدمتها الملف النووي وكذلك كمتنفس إقتصادي في ضل العقوبات الدولية المفروضة عليها من خلال عمليات التهريب الواسعة للنفط العراقي إلى إيران الآمر الذي كشفته صحيفة نيويورك تايمز.

حيث آن آبقاء قوات الإحتلال في ساحة حرب مفتوحة على المدى بعيد يستنزف من قواها ويضعفها للحد من النفوذ الأمريكي في العراق مقابل تعاظم النفوذ الإيراني على الساحة العراقية يآثر على الموقف الأمريكي دولياً في ما يخص ملفات إيران الدولية حيث آن الأمريكيون من المستحيل آن يتقبلوا الأمر الواقع بسحب قواتهم بشكل كامل من العراق وتقويض نفوذهم في ضل تعاظم النفوذ الإيراني وبقاءه على ما هو عليه من قوة تتحكم في زمام الأمور ,لذا فآن الرهان الإيراني على هذا الآمر كبير والساحة العراقية تعتبر ساحة وقاعدة إنطلاق آساسية لتحقيق أهدافهم الستيراتيجية .

قبل آيام غادر جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي العراق بعد زيارة قصيرة لم يخفي بايدن الغاية من ورائها بتعجيل تشكيل الحكومة ,آلا آنه غادر يجر ورائه آذيال الخيبة والأحباط من الساسة في العراق . من جانب آخر لم تروق هذه الزيارة لإيران الآعب الأقوى على الساحة العراقية ’وآستنكروا زيارة بايدن إلى العراق !

وفي الآونة الآخيرة تسربت معلومات وأخبارعن قرب زيارة خلال الآيام القليلة القادمة لرئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني إلى العراق.وكما يبدوا آن الآمر الذي شجع الإيرانين على تحريك عجلتهم والدفع بـ لاريجاني إلى العراق في هذا الظرف الحرج هو فشل تحقيق آهداف زيارة بايدن بالإسراع بتشكيل حكومة قوية بين " العراقية ودولة القانون" بعيدة عن النفوذ الإيراني وكذلك الأزمة التي لاتزال قائمة بين الساسة العراقين على تشكيل الحكومة. هذا الأمر الذي لم يخفيه الوسط السياسي في العراق الذي كشف عن تولي لاريجاني " ملف تشكيل الحكومة العراقية" كبديل عن قاسم سليماني بعد فشل الأخير في لجم الهوه الحاصلة بين " دولة القانون والإئتلاف الوطني" وتقريب وجهات النظر بعصا لاريجاني بعد آن فشلت عصا سليماني وبايدن ,والخروج بمرشح لرئاسة الوزراء!...

ومن المؤكد في حال نجاح زيارة لاريجاني في حمل الإئتلاف "دولة القانون و الإئتلاف الوطني" في الإتفاق على مرشح لرئاسة الوزراء من داخل الخط الحليف لإيران ستكون بمثابة ضربة قاضية للأمريكين في العراق وعامل آحباط كبير للشعب العراقي الذي خرج لإنتخاب القائمة العراقية محاولتاً للحد من النفوذ الإيراني الذي عاث في الآرض فساداً, فأنهاء هذه المرحلة الكارثية من عمر البلاد آصبح مطلب شعبي جماهيري واسع لابد من تحقيقه .

وبذلك نستنج شكل المشهد السياسي القادم في العراق فيما لو نجح لاريجاني في تحقيق آهداف زيارته المرتقبة بتشكيل حكومة ورسم خارطة سياسية آقوى من السابق تدين بالولاء المطلق لولاية الفقيه في إيران !!!. Moh.alyassin@yahoo.ca

CONVERSATION

0 comments: