رسالة باريس.. وإن كان من ثورة جديدة نطالب بها فهي ثورة الفلاسفة والمثقفين الفلسطينيين/ نافز علوان

الدكتور أفنان القاسم هو أحد فلاسفة فلسطين وقد يكون أهمهم على الإطلاق ولن نعرف قدره إلا عندما يموت - بعد عمر طويل - وكعادتنا سنجلس نعدد محاسنه ومناقب علمه وفلسفته وسنلقي عليه أنواط وأوسمة ربما فرح بها وشعر بنتاج عمله لو ألقيناها عليه ومنحناه إياها وهو معنا، المهم ، الدكتور أفنان القاسم تعرفت به صدفة ورغم شدة صيته عالمياً إلا وأنني كنت في مصاف المتأخرين في معرفة هذا الفيلسوف الفلسطيني، ولقد استغربت أن معظم دول العالم تعرف هذا الفيلسوف الفلسطيني حتى المخابرات الأمريكية هنا في الولايات المتحدة تعرف الدكتور أفنان القاسم وبجوار إسمه لون أخضر وهذا بالمناسبة أفضل من أن يكون بجوار اسمه لون أحمر وهذا أقصى ما أستطيع أن أقوله لكم، أقرأ له أشياء أفهمها من أول سطر وكلمة وأقرأ له أشياء تشبه الطلاسم ولكن كل ما أستطيع أن أقوله عن الدكتور أفنان القاسم هو أنه يبحر في موضوعاته إلى حدود قد تجعل منه ( ملحدا ) أو ربما يؤمن بوجود الله ولكن على طريقته الخاصة والفلاسفة بشكل عام يسود الإعتقاد أن لهم ( ربا ) غير الذي لبقية البشر، صاحب نرجسية في كتاباته، لا يحسن التواضع ولكن يعلم أين يقف. مصادر موضوعاته مستوفاة وتستند إلى الحقائق واقعي إلى درجة الخيال، مشاغب في وقار يتناسب مع سنه، مرهق للعقل ربما من شدة تمسكه بالعقلية الفرنسية بحكم مكان إقامته يحب النساء بلا هوادة والذي يزور موقعه الإلكتروني يعرف أن له تعاطيا خاصا مع جسد المرأة ويتضح هذا التعاطي في اللوحات النسائية التي يتوج بها بعض المقالات تعبر عن المرأة وهي في أشرس حالات أنوثتها وكأنه يقول لنا إن الذي يكره النساء هو كذاب إبن كذاب، ولست أدري إن كان القدر هو ما جعل إسمه أفنان وجعل منه فنان إلا أن الرجل فنان بمعني الكلمة، ذواقة يستمتع بالأشياء حتى الثمالة، دبلوماسي حتى في سبابه وشتائمه التي يصبها على من يكره ويأتي بعبارات إهانة تجعلك تدرك أن هناك فن حتى في الشجار.

طبعاً الجميع يعرف أطروحة الدكتور أفنان القاسم عن فكرة الدولة الفلسطينية التي تجمع الجميع في دولة واحدة فلسطينيين وإسرائيليين، ولست أدري لماذا شعرت عندما قرأت فكرته وأحسست أن الفكرة مسروقة من أفكاري ولكني اكتشفت أن هناك الآلاف من المفكرين الفلسطينيين كتبوا عن نفس الفكرة ونفس النهاية للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي أن ينتهي بهم الأمر بدولة واحدة يتداولون فيها السلطة. ورغم معارضتي التي يعرفها الدكتور أفنان القاسم حول بعض النقاط في خطة طريق الدكتور أفنان القاسم صوب الوطن الكبير الذي يجمع الفلسطينيين والإسرائيليين وتدريجياً يجعل من الوطن العربي ولايات متحدة عربية مبحراً بنا في حلم جميل ومستحيل أو ربما هو أقرب من التحقيق مما نتصور إنما يبقى البعد الفلسفي في فكرة الدكتور أفنان هو المسيطر والإستمتاع بالتحليق في خيال الفكرة ممتع أكثر من قسوة الإرتطام باستحالة تحقيق ذلك الحلم.

والمشكلة من وجهة نظري هي أن ألدكتور أفنان القاسم كقيمة علمية فلسطينية مهمل ومهمش، يتعمد الكثيرون تجنب الخوض معه في مناقشات أو حوار ربما رهباً من الموسوعة العلمية التي تحتويها عقلية ألدكتور أفنان القاسم وربما غيرة مما وهبه الله وسلح نفسه به من علوم وربما لأنهم يكرهون الدكتور أفنان القاسم. وسواء كانت الأسباب أي من تلك التي تقدم لا يجوز أن نترك هذه القيمة العلمية الفلسطينية تضيع بدون أن نستفيد منها وكم استفادت دول في العالم ممن هم أقل بكثير في الدرجة العلمية من الدكتور أفنان القاسم بل ويتنشقون على مثله لاحتضانه وصقله ونحن نملكه وبين أيدينا ولا نقوم بالإستفادة منه على الإطلاق، انحدار وهبوط وقتل للذات ما نمارسه تجاه الدكتور أفنان القاسم وبكل تأكيد غيره من قمم العلوم الفلسطينيين المشردين في أصقاع الأرض استفادت منهم الدول التي يقيمون على أراضيها ويحمل معظمهم جنسياتها ونحن متمسكون بالمَعَاتيه ومحترفي الإجرام يتحكمون في مصائرنا يكتبون لنا تاريخا أسود، ما كان من الأساس أن يمسكوا بقلم التاريخ الفلسطيني ويكتبوا به حرفاً واحداً، وإن كان من ثورة جديدة نطالب بها فهي ثورة الفلاسفة والمثقفين الفلسطينيين ضد ظاهرة بصمجية القيادة الفلسطينية للشعب الفلسطيني. يجب أن تتم عملية استقطاب لكل العقول الفلسطينية لإعادة بناء ما قام بهدمه أنصاف المتعلمين من الشعب الفلسطيني.

- لوس أنجليس

CONVERSATION

0 comments: