متى يتدخل الرئيس؟/ مجدى نجيب وهبة

** خبر تناقلته المواقع الإلكترونية مساء الإثنين 19 يوليو بإختفاء زوجة الكاهن تداوس سمعان كاهن كنيسة الشهيد مارجرجس بدير مواس وذلك فى تمام الساعة التاسعة مساء الأحد 18 يوليو حيث خرجت الزوجة كاميليا شحاتة زاخر من منزلها متوجهة إلى منزل والدها الذى لا يبعد أكثرمن100 متر ، ومنذ تلك اللحظة لا يعلم أحد عنها شيئا ، فهل إختفت برغبتها ام أنها إختطفت ؟! .. وقد أفاد نيافة الحبر الجليل الأنبا أغابيوس أسقف دلجا وديرمواس عن أسفه الشديد من الطريقة التى أدارت بها الجهات الأمنية الأزمة فقد صرحوا بتواجد زوجة الكاهن تحت حوزتهم ووعدوا بتسليمها لأهلها خلال ساعات ثم عادوا والكلام لنيافة الأنبا أغابيوس وتراجعوا عن تصريحاتهم لنيافته وسحبوا وعودهم .. لذلك فقد قرر أهالى دير مواس الحضور إلى الكاتدرائية فى أفواج تضم 10 أتوبيسات للإعتصام داخل الكاتدرائية لوضع حد لتلك الأزمة والأزمات السابقة ، وناشد الأنبا أغابيوس جميع الأقباط للإنضمام لتلك الوقفة ...
** على صعيد أخر قدم والد كلا من مريم وسامرية فتاتين فى عمر الزهور 13 ، 15 سنة خرجن لقضاء إحتياجات الأسرة ولم يعودا بلاغا إلى أقسام الشرطة كما ظل يطرق كل الأبواب ولا يوجد مجيب أو مصغ والأم تصرخ ولا حياة لمن تنادى ومحل إقامة الأسرة "بهتيم" ولكن والد الفتاتين من قرية البدرمان بمركز دير مواس .
** وفى واقعة أخرى فقد نشر على أحد المواقع الإلكترونية للأقباط " إستغاثة من أسقف نجع حمادى بمبارك لإنقاذه من ضابط بأمن الدولة " ، حيث أفاد الخبر أن الأنبا كيرلس أرسل عديد من الشكاوى لجميع السادة المسئولين وكبار ضباط الداخلية ضد رئيس مكتب مباحث أمن الدولة مؤكدا بأنه السبب الرئيسي فى كل قضايا الفتن الطائفية التى حدثت بالمدينة بما فيها مذبحة "نجع حمادى" ، وأكد الأسقف أنه مستعد أن يواجه وزير الداخلية بأعمال هذا الضابط مضيفا مسئوليته عن هذا الكلام ولأن الإتهام خطير فهو يعنى تورط أحد ضباط مباحث أمن الدولة فى قضايا التطرف ... ولمعرفتنا الوثيقة بالسيد اللواء حبيب العادلى وهو أحد ضباط أمن الدولة السابقين بأنه لن يتقاعس عن إحالة ملف هذا الضابط لجهات التحقيق بمعرفة الوزارة .
** لقد توالت الأحداث الساخنة فى محافظات الصعيد وهو ما يعنى نجاح الإرهاب فى الوصول إلى تلك المناطق وبسط نفوذهم عليها ، والكارثة أن يتواطئ بعض ضباط أمن الدولة ، أو ربما يتقاعسون عن القضاء على تلك البؤر .
** السيد الرئيس حسنى مبارك ... لقد تعودنا معكم وفى خطبكم ومن خلال كلمات بسيطة وأنتم تؤكدون أنك لن تسمح بإثارة النعرات الطائفية أو السماح لإنسان أيا كان أن يكدر السلام الإجتماعى بين أبناء الأمة أقباطها ومسلميها وهى التى تثلج قلوبنا ولكن ما نراه على الساحة قد يكون مختلفا لتوجهات سيادتكم فهناك تحريض مستمر ضد الأقباط وضد العقيدة ولم نعد نعرف على أى أرض تقف المواطنة وهل تحولت الوحدة الوطنية إلى شعار زائف بلا مضامين مرفوع من الخدمة يثير السخرية .. هل إنتقل شعار "الدين لله والوطن للجميع" إلى الرفيق الأعلى .
** السيد الرئيس .. نحن نعلم أن سيادتكم عقب توليكم حكم البلاد أقسمتم على الدستور والقانون .. أن تكون أمين على مصالح الوطن والشعب وهو ما يضعك أمام مسئولية تاريخية امام الضمير والعالم ... وها هى سيدى الرئيس الوحدة الوطنية بين أبناء الشعب تداس بالأقدام وتحرقها نيران الفتن الطائفية .
** السيد الرئيس .. هل تعلم أن كل الأقباط بل جميع طوائف الشعب يكنون كل الولاء والحب لأبناء الشرطة فهم أبنائنا وأصدقائنا ولكن ربما يشذ منهم البعض وقد أعلنت سيادة الرئيس مرارا أنه لا تستر على فساد مهما كان مركزه ومكانته وهو ما يدعو إلى تدخلكم السريع والحاسم لبتر تلك الأصابع الفاسدة فى جهاز الشرطة قبل أن يتوغل المرض فى جميع أنحاء الجسد .
** السيد الرئيس .. ليس حالة الأسقف الذى يستغيث بسيادتكم هى التى تريد تدخلكم الحاسم ولكن هناك ملايين الحالات التى تحتاج إلى قراركم الحاسم والسريع .. لقد تحولت بعض اجهزة الداخلية إلى سيف مسلط على رقاب الأقباط بل وصارت هذه الأجهزة تدعى أنها تنفذ أوامر عليا رغم معرفتنا الجيدة بطهارة يد السيد وزيرالداخلية والذى لا يسمح بتجاوزات بعض الضباط بإستغلال سلطة القانون للإدعاء بالباطل على بعض المواطنين .
** سيدى الرئيس .. نحن نضم صوتنا إلى أسقف نجع حمادى أملين أن تتدخل بصفتك رئيس لكل المصريين أن تعيد الأمور إلى نصابها الصحيح فالأمن والأمان والسلام الإجتماعى والقضاء على الإرهاب والفساد هو دستورنا وقانوننا فمصر دائما عظيمة بشعبها وأبنائها ولن تستطيع طيور وخفافيش الظلام أن تزعزع الإستقرار بين أبناء الوطن .
** سيدى الرئيس .. لن نرد على دعاوى المتطفلين وفتاوى الجهلاء ولكنى أقول لسيادتكم أن الأقباط على مر جميع العقود لم يسعوا للإستيلاء على نظام الحكم ولم يحشدوا أى شخصيات سياسية للتحريض ضد شخصكم النبيل ولم ينسجوا المؤامرات لإغتيال رموز النظام .. إن الأقباط سيدى الرئيس على مر العصور قد يختلفون مع بعض السياسات ولكنهم ليسوا خونة ولا يستقووا بأمريكا أو الدول الغربية بل يستقوون بالدستور والقانون فهم وطنيون شرفاء حتى النخاع .. ليس بينهم من يكفر الأخر وليس بينهم من يحمل مدفع رشاش ليغتال خصومه فى الرأى والشريعة وليس بينهم من يحمل بين طيات ملابسه سلاح الغدر والخديعة ليطعن البعض فى ظهورهم بل أن أقباط مصر هو سنابل القمح وورد الحب الملئ بالأمل والمستقبل .
** سيدى الرئيس ليس بين الأقباط من هو متواطئ مع الإخوان المسلمين والذين يسعون لهدم أركان الدولة المدنية وإقامة الدولة الدينية بهدف قيام الحكم الوهابى أو الشيعى أو السلفى .
** سيدى الرئيس عليكم التدخل لوقف نزيف المتاجرة بقضايا الأقباط بحكم السلطات الممنوحة للسيد رئيس الدولة بالدستور والقانون وليس لنا إلا أن نرفع عيوننا إلى عدل الله وقاضى القضاة طالبين الرحمة وإزاحة الغمة الجاثمة على صدورنا .
*** أما عن نيافة الأسقف الأنبا كيرلس ..
فنقول لنيافتكم أنه أثناء أحداث نجع حمادى حدثت من نيافتكم أشياء لا يصح أن تصدر من رجل دين ..
أولا : لقد أعلنت أن نيافتك لم تقم بزيارة مكتب السيد محافظ قنا منذ توليه مهام منصبه وذلك لوجود خلافات بينك وبين السيد المحافظ وعدت وأنكرت كل ذلك بل وظهرت لك بعض الصور وأنت فى مكتب السيد المحافظ عقب الأزمة الأخيرة .
ثانيا : أعلنت أن النائب الغول هو من وراء الكمونى وهو المحرض لهذه الفتنة الطائفية وتلك الجريمة البشعة ثم عدت وأنكرت كل ما قلته وإستقبلت الغول فى مكتبك بالكنيسة بل وهاجمت النائبة جورجيت قلينى وقلت عنها أن هذه السيدة ليست وش خير بل وش خراب وتساءلت نيافتكم "هل جورجيت قلينى وصية على الأقباط" ويومها قلنا لكم "لا نيافتكم ولا النائبة جورجيت ولا أى كائن أيا كان وصى على أقباط مصر" ..
** لقد تسببت تصريحاتكم فى إهتزاز الرأى العام بل وتركتم إيبارشيتكم للسفر بصفة دائمة إلى القاهرة والأسكندرية بزعم حضور عظة قداسة البابا وهو ما حذرنا منه للمرة المليون والأن تقوم لترسل إستغاثة على أحد مواقع الأقباط لتستنجد بالسيد رئيس الدولة ونحن ننشرها كما قرأناها فى الوقت الذى نناشد فيه رئيس الدولة للتدخل لوضع حد وحل سريع لأزمة زوجة الكاهن الذى أعلن عن إختفائها مساء الأحد 18 يوليو 2010 ومناشدته بوضع حد حاسم لتلك المشاكل من قبل بعض السادة ضباط أمن الدولة .
رئيس مجلس إدارة جريدة النهر الخالد

CONVERSATION

0 comments: