الحكومة داخلة فينا شمال/ عطا مناع

البعض يتهم الحكومة أنها "داخلة" في الشعب شمال، والبعض الآخر يقول أن حالنا كحال الذي يسمع الجعجعة بدون طحين، وهناك من يقول يكفيكم تجنيا على الحكومة فيكفينا توزيع الابتسامات فهي مهمة وتدخل الطمأنينة إلى القلوب، والبعض لا يعجبة العجب ولا الصيام في رجب فشغلة الشاغل كيل الانتقادات والاتهامات للحكومة رغم أن حكومتنا سجلت الرقم القياسي في خروجها إلى الشعب حرصاً على مصلحته؟ لدرجة أنها تستحق وبجدارة الدخول في كتاب غينس.

الحكومة تعبانة، ومشاكلها كثيرة، لذلك تنسى أحيانا الوعود التي تقدمها للشعب؟؟ وعلى الشعب أن يتحمل حكومتة، فنحن ليس لنا إلا الحكومة من بعد اللة، والمطلوب منا أن نغض النظر عن بعض" الاخفاقات" التي يسميها جهابذة القانون انتهاكات والمعارضين قمع للحريات والشعب الغلبان صابر ينتظر فرج اللة.

علينا أن ننظر للنصف المليان من الكأس ولا نقف أمام كل شاردة وواردة لننتقد حكومتنا، وعلينا أن ندعوا للحكومة كلما وقفنا بين يدي اللة، البعض يدعي على الحكومة تجنيا وفي قلبه، هذا البعض خلق ليعارض.

الشعب "مش فاهم"!!!! وعلية أن ينظر إلى الأهداف الحقيقة للحكومة؟؟ فالحكومة تفكر عن الشعب! والحكومة تقاوم عن الشعب! والحكومة تحمي الشعب من الشعب! والحكومة ترسخ الأسس الديمقراطية التي ستريح الشعب! والحكومة تقمع الشعب من اجل الشعب! والحكومة "تكافح" الفساد المستشري في أوساط الشعب!

علينا أن نشكر الحكومة! فقمع المعارضة من مصلحة الشعب وحماية للمعارضة من نفسها وللشعب! ومنع التجمعات لأكثر من واحد يدلل على رجاحة عقل الحكومة! واعتقال المعارضة واستخدام"بعض" العنف اتجاه "أعداء" الوطن من حق الحكومة! واقتحام المؤسسات الصحفية ومنع الصحف من الصدور حماية للشعب من انتشار"فيروس" الحقيقة لان الحقيقة "بتوجع الرأس".
تعالوا نأخذ من حزب التحرير مثالاً، حزب التحرير قرر عقد مؤتمر في عزة ورام اللة، الحكومة وحفاظاً على حزب التحرير والأمن والنظام العام منعت المؤتمر، وأغلقت الطرقات، واعتقلت نشطاء الحزب بالمئات، وحولت المدارس لساحات احتجاز، واقتحمت تلفزيون وطن، واستخدمت العصا المستجلبة من" الجنة" لتفريق أنصار الحزب في غزة؟؟؟؟ الحكومة بهذا الفعل قامت بواجبها لحماية حزب التحرير من نفسة! وحماية الشعب من حزب التحرير! الحكومة الموقرة تسهر على راحة الشعب وعلية أن يتحمل بعد التجاوزات حتى لو أن هذه التجاوزات تعبر عن نهج من وجهة نظر المعارضة!!! لكن كما أسلفت علينا أن ننظر إلى نصف الكأس المليان وان لا تكون نظرتنا سوداوية، ولذلك العصا أفضل ألف مرة من الرصاصة رغم اعتبار البعض أن العصا تمهد الطريق لاستخدام الرصاصة.

البعض وبالتحديد المعارضة ينتقدون قرار الحكومة بتأجيل الانتخابات المحلية، وقالوا أن هذا انقلاب على الديمقراطية، وقالوا أن الحكومة خائفة من نتائج الانتخابات، وان الحكومة تجاوزت لجنة الانتخابات المركزية، السؤال للمعارضة؟؟؟؟؟ أليس من حق الحكومة أن تخاف من نتائج الانتخابات؟؟؟ في اعتقادي من حقها لان المؤمن لا يقع في الحفرة مرتين، وإيمان حكومتنا سكر زيادة!!

من حق الحكومة أن تعلن عن الانتخابات؟ ومن حقها أن تؤجلها؟ ومن حق المعارضة التوجه إلى القضاء وتنظيم الاعتصامات، أليس هذه هي الديمقراطية؟!! أم أن الديمقراطية حكراَ على المعارضة دون الحكومة؟؟ بصراحة نحن نتجنى على الحكومة ولا نقدر ظروفها؟؟؟؟ نحن لا نرى أن التفاصيل الصغيرة التي تراها الحكومة؟؟؟؟ الحكومة تتابع حتى المقاهي والأماكن العامة وتعمل جاهدة للحفاظ على الشعب من الشعب؟؟؟ الحكومة تنادي بحقوق الفرد وبحرية حركة في بضعة السنتمترات المخصصة له، لكن الحرية لا تعني أن تدخن المرأة "الشيشة" في الأماكن العامة؟؟؟ بصراحة هذا عيب!!! وبصراحة أكثر إذا بليتم فاستتروا!! بمعنى مسموح أن تدخن المرأة الارجيلة في البيت والأماكن المغلقة !!! بصراحة يجب أن نصفق وبقوة للحكومة وقراراتها الرشيدة، يا سيدي مسموح لك أن تمارس ما شئت من الموبيقات، ولكن في الخفاء!!! أكررها للمرة الألف في الخفاء!!!

على الشعب أن يثق بالحكومة!! إذا قالت الحكومة للشعب قاوم علية الانصياع لها!! وإذا وصفت المقاومة بالعبثية فهي الأعرف!! على الشعب ان يتعلم من الحكومة أصول المقاومة!!! ويعرف أن الصمت مقاومة!!! ولعن المحتل في المساجد مقاومة!!! وإنجاب الأطفال مقاومة!!! على الشعب أن لا يخاف الجوع!! صحيح أن غالبية الشعب يعيش من المساعدات الاغاثية لكنها مرحلة وبتعدي على رأي إخوانا المصيريين، على الشعب أن يفكر قبل أن يفكر ولا ينساق وراء"المشاغبين" وان يحمد اللة على أحوال العباد والبلاد! وان يبتعد عن الوسواس الخنساس، وان يحيا ينجب بصمت ويجوع بصمت وينجب بصمت ويمرض بصمت ، علية أن يحيا بصمت ويموت بصمت، لان لغة الصمت هي الابلغ.

على الشعب أن ليتطاول على الحكومة! فالحكومة مرآة الشعب! وهي من الشعب إلى الشعب! والحكومة نتاج للممارسة الديمقراطية للشعب! وديمقراطية الشعب أنجبت حكومتان، وما على الشعب ألا تقبل أمر اللة، فاللة لا يبتلي إلا الشعب المؤمن انطلاقاً من قولة تعالى وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا للة وإنا إلية راجعون.



CONVERSATION

0 comments: