إسرائيل علي حق ونحن علي ألف خطأ/ نافزعلوان

يا أخي إسرائيل علي حق ونحن علي ألف خطأ. إسرائيل إلي الأمام ونحن هناك في آخر الصف، إسرائيل تقيم مشاريع وتدفع رواتب موظفيها ونحن في مضائق مالية تمنع بعض دولنا العربية - حتي الغنية منها - من دفع رواتب موظفيها للشهر الثالث علي التوالي، قولوا أن إسرائيل يدعمها الغرب وحتي الشياطين فنحن أيضاً يدعم دولنا العربية الغرب وحتي الشياطين، الفرق هو أن إسرائيل ناجحة ونحن فاشلون.

تعالوا نشاهد مثال قيام إسرائيل، قامت إسرائيل من لاشيئ ، نعم ، من لا شيئ إجتمع دينهم مع عصاباتهم وأصبحوا دولة. في المقابل إجتمع ديننا مع عروبتنا وأصالتنا فأصبحنا دول مشرذمة لا نقوي حتي علي الدفاع عن أنفسنا، يا أخي لكل شيئ .. شيئ مقابل، فمن أجل أن تنجح يجب أن تؤمن بمقومات هذا النجاح وأن تصمد عليه وأن لا تتأثر بنزعات وآراء ونزاعات داخلية، في إسرائيل الكل علي قلب رجل واحد يختلفون ومهما إشتد الخلاف بينهم قافلتهم تسير لا تتأثر ولا ينحرف خط مسارها. أما نحن فنحن ساعة قوميون وساعة متدينون وساعة أخري علمانيون وساعات لا نعرف ما نحن بالظبط ، وكلما تغير مسار لنا أخذتنا خطة تغيير المسار عشرة سنين وربما أكثر وعشرة سنين هنا وعشرة سنين هناك تكون إسرائيل كما ذكرنا لكم سبقتنا في كل شيئ، ونحن لا نستطيع أن نقول أننا نراوح في أماكننا بل نحن في تقهقر بالخطوة السريعة.

تسعة عشر سنة قضيناها وراء الخط الناصري ثم إكتشفنا أن عبد الناصر كان ( شيوعياً ) كافراً لا يجوز إتباعه وكنا في مسيرنا ورائه مغسولون عقلياً كما كان الإتحاد السوفييتي يصنع بكل المنقادين وراءه، ثم إلتزمنا نهج ما كانوا يطلقون عليه ( نهج الوسط ) أي نمسك العصا من النصف نتعامل مع الشرق ولا نقاطع الغرب ونتعامل مع الغرب ولكن لا نقاطع الغرب حتي إكتشف الشرق والغرب أننا

( نصابون ) فلم يتعامل معنا ولا مع قضايانا لا شرق ولا غرب ثم جاء دهاة العرب بفكرة ( المرجحة ) ساعة مع الغرب وساعة مع الشرق وساعات نغلق حدودنا علي أنفسنا مقاطعين الشرق والغرب معاً، ثم نكتشف أننا أضعنا أيضاً عشرات السنين في ( المرجحة ) لنعود مرة أخري نحاول إصلاح ما قامت بتخريبه ( المرجحة ) وعزل النفس وإسرائيل هناك هناك في المقدمة البعيدة ونحن هناك هناك في سحيق المؤخرة.

ربما هذا ما دفع المحيطون بإسرائيل هذه الأيام مراجعة أنفسهم في مسألة التعامل مع إسرائيل برمتها، إكتشفوا أن لا خوف من دين إسرائيل علي أديانهم وإكتشفوا أيضاً أن لا خوف علي إقتصاد إسرائيل علي إقتصادهم فاليهود مسيطرون أساساً علي إقتصاد العرب ويديرونه لهم في داخل بلدانهم حتي وإن كان هؤلاء اليهود يقيمون في خارج تلك البلدان العربية وإكتشف الملاصقون لإسرائيل كالفلسطينيون وسلطة رام الله بالذات كما أخذ يلوح رئيس سلطة رام الله لدول الغرب أن ربما من الأفضل لهم أن يندمجوا مع إسرائيل في دولة واحدة والكف عن إضاعة كل هذا الزمن الباهض التكلفة من موت وخراب لا يقع إلا علي الملاصقين لإسرائيل ويبدوا أن في نهاية المطاف سنكتشف أن إسرائيل علي حق ونحن علي ألف ألف خطأ.

 - لوس أنجليس

CONVERSATION

0 comments: