نحو تعامل عربي و إسلامي و انساني أفضل مع سکان أشرف/ محمد علي الحسيني

لم تبق سوى مدة وجيزة على الذکرى الاولى لمجزرة تموز التي أرتکبت بحق سکان أشرف مخيم اللاجئين الإيرانيين في العراق والتي راح ضحيتها ١١ شهيدا و مئات الجرحى، تلك المجزرة التي سلطت الاضواء بشدة على خلفية و حقيقة الدور الخبيث و الاجرامي للنظام الايراني في العراق وبينت و بشکل جلي ان نظام ولاية الفقيه لايتورع عن الاقدام على أية خطوة او إجراء إنتقامي مهما کان شکله او مضمونه ضد معارضيه حتى لو أدى ذلك الى إنتهاك حرمة أراضي و اجواء الغير.

مجزرة تموز الدامية و البشعة و المرفوضة بمختلف الاعراف و المقاييس و الموازين و القيم المتعارف عليها، أکدت بأن هٶلاء المعارضين لنظام الدجل و الارهاب في طهران، وعلى الرغم من أنهم يتواجدون على أرض العراق(بصفة قانونية)منذ أکثر من عقدين، مازالوا لايتمتعون بأية حقوق و ليست هنالك أية قوانين اساسية معترف بها تکفل لهم حياة حرة کريمة حتى تحين ساعة عودتهم بسقوط و إنهاء النظام الاستبدادي في إيران، وانهم کلاجئين معترف بهم دوليا، لايزال التعامل معهم محصور في زوايا ضيقة تتحکم فيها الظروف و الاوضاع و الضغوطات الدولة، وهم"أي سکان أشرف"، محرومون من أية حقوق اساسية لهم اسوة باللاجئين السياسيين في مختلف دول العالم و مازالوا يعيشون في أجواء تهيمن عليها ظروف و ملابسات قد تقود في أية لحظة الى تفجير الوضع و تضع من جديد حياتهم في خطر کبير.

صحيح ان الکثير من الدعوات و النداءات و البيانات المتباينة وعلى عدة أصعدة قد صدرت هنا و هناك، وصحيح ان هنالك العديد من اللجان و الهيئات الاقليمية و الدولية المشکلة من أجل الدفاع عن حياة و حقوق سکان أشرف، لکن تفعيل کل ذلك على أرض الواقع و في ظل التدخلات السافرة و غير المسٶولة لنظام ولاية الفقيه في الشٶون الداخلية العراقية، مازال بحاجة الى جهود جبارة و کبيرة ليس بالامکان مطلقا إيجاد الارضية المناسبة لها حاليا، وان الاجدر بالمساعي الاقليمية و الدولية المبذولة من أجل نصرة سکان أشرف أن تتخذ سياقا قضائيا إنسانيا و تسلك مختلف السبل من أجل حث السلطات العراقية على إصدار قوانين خاصة تمنح لسکان أشرف شيئا من الحقوق الاساسية في مجالات السکن و التملك و السفر و ماإليها، وان نظرة الى مايجري في لبنان، حيث تتجه النيات نحو منح الفلسطينيين المقيمين فيها حقوقا متباينة في التملك و التوطين و ماإليه، وهو أمر فرض نفسه جراء الظروف الخاصة التي عاشها و يعيشها هٶلاء اللاجئون الفلسطينيون، وان منحهم هکذا حقوق لايسلبهم او يجردهم من هويتهم الفلسطينية وانما تمنحهم المزيد من القوة و الامل للوقوف على أقدامهم لمواصلة مشوارهم الصعب بوجه الکيان الصهيوني المتغطرس و دفعه للإعتراف بکامل حقوقهم و إنتزاعه منها، وان هذا الامر، يجب أن يکون دافعا و حافزا و منطلقا للسلطات العراقية کي تتجه بنفس الاتجاه و تصدر قوانين تضمن حقوق و کرامة سکان أشرف بعيدا عن ضغوطات و الاعيب النظام الايراني.

ان الاتجاه السائد على الصعيد الدولي، سيما في المحافل السياسية و البرلمانات و المنظمات الحقوقية او ذات الصلة بحقوق الانسان، هو نصرة و دعم موقف سکان أشرف بوجه الانتهاکات العراقية الحاصلة بطلب من النظام الايراني، وان البيان الذي أصدره لجنة أصدقاء إيران الحرة في البرلمان الاوربي في الرابع عشر من تموز الجاري، والذي وقعه ٣٥٠٠ نائب اوربي و امريکي بينهم اغلبية اعضاء البرلمان الاوربي، طالبوا فيه بدعم أشرف و الانتفاضة الشعبية في إيران واعتبر هذا البيان ان أشرف يعتبر معقلا لأناس يٶمنون بالديمقراطية إيمانا عميقا و يناضلون في الخط الامامي ضد الفاشية الدينية الحاکمة في إيران بإسم الدين مٶکدا بأن دعم أشرف يعتبر واجبا سياسيا و انسانيا و اخلاقيا لنا جميعا، ان هذا البيان بما حمله من معاني و إشارات و عبر عميقة، حري بالحکومة العراقية التمعن فيه و الاتعاظ به و عدم الانسياق و الانجراف خلف اراجيف و اباطيل و مزاعم الملالي الحاکمين في إيران و التمسك بموقف سياسي إنساني عراقي منصف يٶکد للعالم أجمع حقيقة و معدن الاصالة العراقية في إکرام و إيواء الغريب.
أننا کمرجعية إسلامية للشيعة العرب، في الوقت الذي نحيي فيه الموقف الانساني و النبيل للشعب العراقي و قواه الوطنية الداعمة لسکان أشرف ونشيد به بقوة، فإننا ندعو الحکومة العراقية و الاطراف السياسية المعنية فيها الى ضرورة وضع حد نهائي لمعاناة سکان أشرف من خلال قوننة حقوقهم و منحها صبغة دولية معترف بها کي يعيشون حياتهم بهدوء و استقرار و امان بعيدا عن التهديدات الرعناء لنظام ولاية الفقيه واننا نعتبر منح السلطات العراقية لسکان أشرف حقوقا من هذا النوع، سيکون بداية تقليم الاظافر الايرانية و تقليص نفوذ الولي الفقيه في العراق وهو يوم يحلم به و يتمناه کل عراقي غيور على أرضه و وطنه.

• المرجع الاسلامي للشيعة العرب.


CONVERSATION

0 comments: