الاقباط والجمهوريات الاسلامية/ لطيف شاكر


في ضوء تولي د.محمد مرسي رئاسة مصر وتكليفه للدكتور هشام قنديل بتشكيل حكومة من 35 وزيرا  السمة الغالبة لها انها اسلامية الفكر ودينية الهوي  , وفي تحدي سافر اسقط نصيب او كوتة الوزراء الاقباط من التشكيل الوزاري واكتفوا بتعيين امراة واحدة لاحول لها ولا قوة , وللاسف لم ترفض المنصب وتقدم استقالتها كرامة للاقباط   , اسوة بالمناضل الفارس منيرفخري عبد النور الذي استطاع في فترة وجيزة ورغم الظروف الحالكة بالوطن ان يشد من ازر السياحة ويبعث فيها نبضات الحياة بعد ان لفظت انفاسها الاخيرة , الا ان السيدة زخاري فضلا عن انها وزيرة دولة ووزارة خدمية ليس لها تواجد حقيقي واسم ليس علي مسمي فلا يوجد ابحاث ولا يحزنون ولم تقدم اختراعات او ابتكارات او مساهمات للانسانية.  الا ان سيادتها قبلت المركز استهانة بالاقباط . 
واصبح الاقباط لايستحقوا تمثيلهم الا  بامراة عديمة الجدوي. وليكن هذا تقليدا اسلاميا للحكومات المتعاقبة لاقدر لها لو استمر الحكم الاسلامي في البلاد .
لقد عمد رؤساء الجمهوريات السابقة بتاسيس تقليدا معينا للاقباط بتولي وزيرا واحدا او اثنين في التشكيل الوزاري علي ان تكون في اغلب الاوقات  وزارات خدمية  باستثناء القلة منهم وكانها ذرة في عيون الاقباط وكواجهة مدنية اما العالم , و من اجل تمثيل شكلي للاقباط في المجالس التنفيذية والتشريعية وهذا الارث  بدأ  منذ الانقلاب العسكري الذي كان نكسة علي البلاد ووكسة علي الوطن..
لكن لو تصفحنا ورقات التاريخ المصري الحديث سنجد اختلافا واضحا لهذا التقليد  ولناخذ من التاريخ درسا مفيدا لو قراناه ليكون بمثابة عبرة ونبراسا نهتدي به , لكن للاسف نحن لانقرا واذا قرانا لانفهم واذا فهمنا لانعمل كما يقول المثل اضرب في المتبلم يصبح ناسي .
بتاريخ 28 يناير 1924 كلف الملك فؤاد الزعيم سعد زغلول بتشكيل الوزارة  وقدم الاخير في خطاب قبوله تاليف الوزارة برنامج  الحكومة واسماء الذين احتارهم من الوزراء. وكان بينهم قبطيان لاول مرة من تشكيل الوزارة  وهما:
مرقص حنا بك لوزارة الاشغال العمومية
واصف بطرس غالي افندي لوزارة الخارجية
فقال الملك لسعد زعلول عند اعتماده لاعضاء الوزارة : توجد غلطة فيما قدمته  ان الوزراء عشرة بينهم وزيران قبطيان ,مع ان التقاليد المتبعة ان يكون في الوزارة قبطي واحد مقابل تسعة وزراء مسلمين.
فاجابه الزعيم قائلا:
هذه ليست وزارة تقاليد وانما هي وزارة ثورة وعندما كان الانجليز يطلقون الرصاص علي الشعب لم يلاحظوا نسبة واحد علي عشرة بين الاقباط والمسلمين , وعندما نفونا الي سيشيل لم يراعوا النسبة ايضا فكنا اربعة مسلمين واثنين اقباط, وعندما حكم الانجليز علي اعضاء الوفد بالاعدام لم يراعوا النسبة كذلك فكانوا ثلاثة من المسلمين واربعة من الاقباط.. فكيف نراعي نحن الان هذه النسبة؟!
فهز الملك فؤاد راسه بالموافقة مضطرا امام هذه الحقائق الا انه عاد وقال:
ان في الوزارة اثنين من الافندية(لم يحملوا البكوية او الباشوية) هما واصف غالي وزير الخارجية ومحمد نجيب الغرابلي وزير الحقانية ولم تجر التقاليد علي ان يصبح الافندية وزراء ولهذا فانني اري ان انعم عليبهما برتبة البشوية ويصدر المرسوم باسماء الوزراء جميعا باشوات.
فقال سعد :
هذا فضل عظيم ولكنني اريد ان يصدر المرسوم وفيه افندية واقباط يتولون الوزارة وبعد  ان يصدر المرسوم يمكن لجلالتكم ان تنعموا عليهما برتبة الباشوية
واستقبلت الامة المصرية وزارة سعد زغلول بالغبطة والابتهاج واسمتها " الوزارة الشعبية "
وفي وزارة عبد الخالق ثروت باشا الثانية وكان عدد الوزراء تسعة تم تعيين مرقس حنا باشا وزيرا للخارجية
وفي وزارة النحاس باشا كان  واصف غالي وزيرا للخارجية  واختير ويصا واصف رئيسا لمجلس النواب
و في وزارة عبد الفتاح يحي عين صليب سامي وزيرا للخارجية  وتقلد هذا الوزير المناصب التالية في عدة وزارات
1933  وزيراالخارجية
1934 تقلد صليب سامي وزارة الحربية والبحرية
وعين بجانب جميع مناصبه السياسية وبامر الملك فؤاد عام 1928 عضوا بمجلس الجامعة المصرية
1940 وزيرا للتموين وهو الذي وضع نظام الكيروسين بالبطاقات  بسبب ظروف الحرب  وبعدها عمم هذا النظام في توزيع السكر والزيت والشاي (لكل الشعب كله وليس رشوة لشراء الاصوات )
1941 تعين صليب سامي وزيرا للتجارة والصناعة  ومنحع الملك فاروق الباشوية
1942 تعين صليب سامي وزيرا للخارجية
1946 تولي وزارة التجارة والصناعة والتموين
ثم وزيرا للمواصلات ووزيرا للتجارة والصناعة ثم وزيرا للزراعة في وزارات متعاقبة
كثيرا من الاقباط تولوا وزارات سيادية وكان عدد الوزراء تسعة او عشرة وكان نصيب الاقباط واحد او اثنين .
ماذكرته غيض من فيض فمن يتصفح تاريخ الزمن الجميل  يجده مشرفا وجميلا... لكن ماذا سيذكر التاريخ عن مملكة الاخوان وجمهورية العياط  ووزارة   الغزاوي, الا تعيين امرأة  قبطية ضعيفة في وزارة عديمة الاثر من تشكيل يضم 35 وزيرا اسلاميا ,
هل  الاقباط  في نظرتهم الضيقة المتعصبة  مجرد  اعباط  لايصلحون  في تولي وظائف في مجلس المخابيل اللقاط   و ودولة اخوان مرسي العياط  وحكومة هشام  قنديل الاحتياط .. فمثلهم لن يكون   مصيره الا الزوال و الاسقاط .
اقرأوا التاريخ انه مرآة الأمم ، يعكس ماضيها، ويترجم حاضرها ، وتستلهم من خلاله مستقبلها، هل لكم اذانا للسمع وعيونا للبصر وعقولا للفهم ..لا اظن لان  الكراهية والحقد ملأت قلوبهم السوداء,  وسددت اذانهم  الصماء  وغمضت عيونهم العمياء, ومحت عقولهم الاغبياء ..وبئس المصير يامصر في حكمهم القصير..
من اقوال سعد زغلول: لولا وطنية الاقباط لتقبلوا دعوة الاجنبي لحمايتهم وكانوا يفوزون بالجاه والمناصب بدل النفي والسجن والاعتقال , ولكنهم فضلوا ان يكونوا مصريين معذبين محرومين من المناصب والمصالح , ويساقون للضرب ويذوقون الموت والظلم و علي ان يكونوا محميين لاعدائهم واعداء الوطن.

CONVERSATION

0 comments: