كلما أطل علينا شهر رمضان بروائحه العطرة وروحانياته الطاهرة ملأ الجو صفاءا ونقاءا ويطهر النفوس فينتشر الزهد وترتدى النفوس تيجان الشرف وأردية العفة وترى الشباب يرتادون المساجد مع كل صلاة وتسمع همهمة التسابيح فى الطرقات وفى وسائل المواصلات وتشعر أن هذا الجو هو ما يليق بالبشرية وأننا نحيا فى المجتمع المثالى الذى نعمل من خلاله لنتقن عملنا وتديننا ونرى الله عملنا ورسوله ويباهى بنا الله ملائكته فى علاه ولكن لا يخلو هذا الوجود المتناغم من بعض الشوائب - المتمثلة فى عروض جهاز التلفاز المثيرة المقززة الخارجة عن حدود المنهج والمخالفة لكل أبجدياته - التى تداعب الغرائز وتغويها وتلاعبها لتستجيب لها فى كبت متعمد واقع تحت تأثير القرآن والصلاة والصيام
ومن الشوائب التى أحاطت بمجتمعنا فى السنة الماضية والتى من ضمنها ما تركز فى أحكام قضائية سواء تثبت أو تنفى علاقات مشبوهة غرائزية لبعض رجالات الدين والذين من الحتمى إرتباط أسمائهم بالتقوى والورع والزهد بينما يواجهوننا بعنف وفظاعة بأفعالهم الصبيانية التى تتفوق فى فسوقها ومراهقتها عن الأطفال وعن قليلى التدين
ومع إستمرار الصراع بين هذا الإغواء وذاك الكبت لمدة شهر رمضان , يفاجئنا البركان السنوى بإنفجاره صباح يوم العيد وبعد صلاة العيد مباشرة متمثلا فى إنتهاك صارخ لكل قيم رمضان وكل مبادئه السامية مترجما فى عبث الشباب وتحرشاتهم بكافة من تمر عليهم أو من يرونها من الشابات فى غير إقتناء ولا تمييز فقد تتساوى المحجبة مع المتبرجة وكأن شيطان الشهوة الذى يحتل العقول المريضة لا يفرق فهو يحصد ويشير أصبعه الى كل أنثى تخرج من بيتها فى ذلك الوقت من النهار
ودائما ومع كل سنة وفى هذا الوقت تعلو علامات إستفهام ومعها علامات تعجب تتساءل وتستغرب الموقف ولا تعيه , هل هذا الشاب المسلم الذى كان يتعبد هو نفسه من خلع العباءة وهتك ستر الإسلام بهتك عرض المسلمات ؟؟؟
والسؤال الذى يفرض نفسه على العقول مفسرا لما يحدث هو هل ما يجرى من أفعال يقوم بها هؤلاء الشباب يكون بفعل الشيطان ؟؟ وهل للشيطان كل هذا التأثير على بنى آدم !!!! حتى أنه فى غيابه يقترب الإنسان من الملاك وتضىء روحه نورانية ويتبرأ من غوغائية الشهوة وإحتلالها للعقول
وهل إيمان المسلم بهذا الضعف حتى وإن لاح الشيطان بوجهه القبيح أظلمت الدنيا فلم يعد الإنسان يفرق بين الخير والشر ويهتك ما أمره الله بستره , ألم يأمرنا الرسول بستر أنفسنا والحفاظ على آدميتنا , ألم يقل لنا بأن كل المسلم على المسلم حرام ماله ودمه وعرضه ............ ألم نتعلم صغارا بأن المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده
فكيف يا مسلم تختزل السنة فى شهر تكون فيه مسلما بينما باقى السنة تكون من أشباه المسلمين !!!!!!!؟
كيف يا مسلم تنتهك حرمة أخيك المسلم ألم تدرى بأنك كما تدين تدان !!!!!؟
ومن الأهمية بمكان أننا نفتقد دور المساجد فى التوعية والحث على التمسك بالفضيلة والأخلاق الحميدة , تلك المساجد التى تحولت الى السياسة والإنخراط فى العمل السياسى وتقمص أدوار لها منابر أخرى وأناس أكثر دراية وقدرة على إدارتها
أعتقد أننا نريد أن تعود المساجد مرة أخرى للدعوة للإسلام بأخلاقه الكريمة بأفعاله الحميدة وتحبيب المسلم فى كونه مسلما بحق وليس بإشارة الى الديانة فى بطاقة الرقم القومى أو حتى بمجرد علامات تدل على أنه مسلما فى حين أن طباعه الداخلية والتى تنضح عليه فى الأوقات الحرجة لا تدل على ذلك وما يظهر منها لا يعطينا إلا إنطباعات عن كل متحرش منتهك لمعانى الأخلاق الحميدة
أعتقد أننا بحاجة لأن نهيب بكل شيخ أو عالم دينى فى مجتمعنا بكل مربى فاضل بكل أب وكل أم أن يعيد النظر مرة أخرى فى غرس مكارم الأخلاق فى نفوس الأبناء فى محاولة لإحياء النخوة والحفاظ على شرف كل مسلم ومسلمة وإعتباره واجب دينى يبذل فى سبيله الغالى والنفيس لأن بدون هذه القيم لا ندرى الى أين تأخذنا الأيام ولا نعلم ماذا يخبأ لنا الغد !!!!!؟؟؟
ألا هل بلغت اللهم فإشهد
0 comments:
إرسال تعليق