إيران تذهب إلى الغطاء السياسي لفعلها العسكري القبيح/ محمد فاروق الإمام

بعد فضح إيران على تدخلها السافر في سورية بتأييد النظام الفاشي فيها عبر تزويده بأحدث ما أنتجته ترسانتها العسكرية من أسلحة التدمير والقتل، وما وصلت إليه من تقنيات تجسس وتشويش ووسائل اتصال حديثة، وسند ألوية النظام وفرقه العسكرية المنهكة بآلاف من الجنود المرتزقة من فيلق القدس والحرس الثوري، الذين يفجرون رؤوس أطفالنا ونسائنا برصاص قناصتهم، ويتقنون نحر المقيدين وذبحهم والتمثيل بأجسادهم بعد اعتقالهم ثم إحراقهم بدم بارد دون أن تأخذهم فيهم أي شفقة أو رحمة، وقد تبلدت الأحاسيس عندهم وأعماهم حقدهم الأسود على الإسلام والمسلمين.
بعد فضح إيران بأسر العشرات من فلول حرسهم الثوري في دمشق على يد أبطال الجيش الحر، وإدلاء هؤلاء باعترافات تدين نظام الملالي في طهران وتورطهم في سفك دماء السوريين، وتأكيد المسؤولين العسكريين والمدنيين الإيرانيين على أنهم لن يتركوا بشار لمفرده يجابه شعبه الثائر، بل وأن من واجبهم دعم بشار ومساندته بكل الوسائل التي تكفل بقاءه حتى وإن قتل نصف الشعب السوري، مقدمين له الفتاوى التي تجيز له فعل ذلك.
أقول بعد كل هذه الفضائح خرجت علينا طهران على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجيّة الإيرانيّة "رامين مهمانبرست"، أمس السبت 25/8، معلناً "أن بلاده ستقدّم خطة سلام شاملة بشأن سوريا في قمة عدم الانحياز المزمع عقدها الخميس المقبل بالعاصمة الإيرانيّة طهران".
لم يفصح رامين مهمانبرست عن مضمون الخطة، إلا أنه قال ستتضمن الكثير مما جاء في خطة كوفي عنان، والهدف الواضح من هذه الخطة إطالة عمر النظام والحيلولة دون التسريع في إسقاطه، وإتاحة المزيد من الفرص والمهل ليوغل في ذبح الشعب السوري ودك مدنه وتهجيره، علّه - كما يظنون – أن يقضي على هذه الثورة التي يروجون لها على أنها مجموعات مسلحة إرهابية تعمل على تنفيذ مؤامرة كونية صهيونية أمريكية تهدف إلى كسر معسكر المقاومة الذي يضم قم الولي الفقيه والضاحية الجنوبية نصر اللات والقرداحة بشار الأسد.
مؤتمر قمة عدم الانحياز التي دعت إليها إيران تفتقد إلى الشرعية التي أسست من أجلها هذه المنظمة العالمية والتي سميت بـ(منظمة عدم الانحياز) وطهران هي في مقدمة الدول المنحازة إلى معسكر الشر الذي تقوده موسكو في مواجهة الشعوب المقهورة والمظلومة على يد أنظمتها الفاشية المستبدة، وبالتالي فقد فقدت هذه المنظمة شرعية بقائها بعد أن أصبحت رهينة بيد معسكر الشر المدعوم عسكرياً بآلة القتل والدمار التي تقدمها بلا حساب لهذه الأنظمة المستبدة، وتحميها بما تملكه من حق النقض في المحافل الدولية، للحيلولة دون تدخل المجتمع الدولي لحقن الدماء فيها ووقف القتل والتدمير الممنهج، ومن هذه الدول سورية الذبيحة بيد جزارها المدعوم من معسكر الشر هذا لأكثر من 17 شهر، سارت فيه الدماء أنهارا وسويت أحياء المدن والبلدات والقرى بالأرض على رؤوس ساكنيها، وفاقت الضحايا الثلاثين ألفاً، وأضعاف هذا الرقم من الجرحى والمفقودين والمعتقلين، إضافة إلى ملايين النازحين داخل الوطن والمهجرين خارجه.
لعبة مكشوفة لا يمكن أن تستر عورات إيران البشعة والدنيئة.. لعبة لا أعتقد أنها ستنطلي على قادة الدول التي ستلتقي في طهران تحت قبة منظمة عدم الانحياز، وبالتالي مزيداً من الفضائح لهذا النظام الظلامي الذي أوهم العالم لسنوات أنه نظام يسعى لمواجهة الاستكبار العالمي والصهيونية، وإنصاف المظلومين والوقوف إلى جانب المقهورين.. كشفته الثورة السوورية وعرته وفضحته وأسقطت كل ورق التوت التي حاول الاختباء وراءها لسنوات وبانت حقيقته العنصرية والمذهبية، ونكست أعلامه وديست صور أبالسته في كل شوارع وأزقة العواصم العربية والإسلامية بعد أن رفعتها ووضعتها في صدر مجالسها لسنوات، كردة فعل لهذه الشعوب تجاه الفعل الشرير الذي تقوم به في دعم النظام الفاشي القاتل في دمشق وتعمل على إطالة عمره والحيلولة دون سقوطه.

CONVERSATION

0 comments: