** منذ نكبة "25 يناير" .. وفى كل صباح أسأل نفسى .. لماذا ولمن أكتب ؟!!.. وهل هناك أمل ؟!!.. وهل هناك من يقرأ أو يفهم ؟!!.. هل هناك مصريون يدافعون عن هذا الوطن ؟!! .. هل هناك من يدرك معنى كلمة وطن ينهار ويسقط ؟!!.. وفى كل صباح تأتى نفس الإجابة عبر بعض الصحف المأجورة والممولة ، وعبر الإعلام المفضوح والموالى لجماعة الإخوان المسلمين .. أنت خائن للثورة المجيدة التى إندلعت فى 25 يناير .. وأنت عميل للنظام السابق .. أنت عدو للإخوان .. وعدو الإرهاب .. ومع ذلك فقد ألتمس لكل هؤلاء العذر .. ولكن ما أراه على أرض الواقع .. هو نفس السيناريو الصادم والمرعب .. أن مصر تقترب من السقوط والنهاية .. وغدا سيسدل الستار على دولة .. كان إسمها "مصر العظيمة" !!!...
** نعم .. ما أراه وأشاهده .. هو شئ لا يصدقه عقل .. ولا يمكن قبوله تحت أى منطق .. فالجيش يحمى زعيم الجماعة الذى تحول بقدرة قادر إلى رئيس مصر .. وبالطبع الجيش لا يتحرك إلا بأوامر المشير .. والمشير أقسم يمين الولاء أمام "مرسى" .. وأن يكون خادما للشعب .. ورغم ذلك رفض الجيش المصرى حماية الشعب وصار خادما للنظام وحامى حمى الإخوان !!..
** وما فعله الجيش .. فعلته الداخلية ووزيرها الجديد .. وما فعلته القيادات الأمنية .. فعلته الصحافة .. بعد إستبعاد كل رؤساء التحرير وتقليم أظافر الكتاب بقرارات من مجلس شورى باطل وغير شرعى .. وما فعلته الصحافة والقيادات الأمنية .. فعلته الحكومة الإخوانية .. بعد أداء القسم أمام "محمد مرسى" .. وإعلان الولاء له .. وما فعلته الحكومة .. فعلته الصحافة والأمن والجيش .. وفعله القضاء أيضا بعد إستبعاد الوزير .. وتعيين المستشار "أحمد مكى" الذى ينتمى لتيار الإخوان حتى النخاع .. وزيرا للعدل !!..
** وما فعله القضاء والحكومة والصحافة والشرطة والجيش .. فعلته كل قنوات الإعلام والفضائيات .. بعد أن أغلقت قناة "الفراعين" للإعلامى "توفيق عكاشة" .. بعد تطاوله على "محمد مرسى" .. الرئيس الغير شرعى لمصر ، وهو ما إعتبره الأخير تطاولا على ذاته .. وأصدر أوامره بغلق القناة وفتح التحقيق المباشر مع الإعلامى "توفيق عكاشة" ، بتهمة التحريض على قتل الرئيس .. وجعله عبرة لمن يعتبر .. وإتهامات عديدة سوف يواجهها الإعلامى "توفيق عكاشة" .. ربما تؤدى به إلى السجن مدى الحياة ... حتى يكون عظة للأخرين ..
** لم تكن مشكلة الإعلامى "توفيق عكاشة" .. إلا أنه دافع عن مصر .. وعن جيش مصر .. وعن شرطة مصر .. وهو ما إعتبره "مرسى العياط" خيانة عظمى للثورة المجيدة ... علما بأنه لم يكن هناك ثورة بل كانت إنتفاضة لشباب 25 يناير الرائع .. الذى إنطلق فى هذا اليوم ثم عاد إلى عمله ودراسته ومنازله .. أما الإخوان وميليشياتهم البلطجية والحركات الفوضوية التابعين لهم وعلى رأسهم "6 إبريل" ، والوطنية للتغيير ، وحزب الغد ، وحركة كفاية .. وحركة حماس ، وتنظيم الجهاد ، والجيش الإسلامى .. تحركوا جميعا .. فالفرصة لن تأتى مرة أخرى .. وأرادوا إستغلالها وهم يرون أن النظام يتهاوى ..
** نعم .. إنه نفس السيناريو الذى يزداد يوميا سوءا .. واليوم تخرج علينا جريدة الأخبار بخبر جديد لتمكين الجماعات الإرهابية من الحكم فى مصر ، وهو "التأسيسية تقترب من تحديد ملامح الدستور الجديد" .. وأول القصيدة كفر .. "مرسى العياط القائد الأعلى للقوات المسلحة ، ورئيس الأركان القائد العام .. وحظر تدخل الجيش فى السياسة ، وإنشاء مجلس الأمن القومى برئاسة الرئيس .. ومهمته إعلان الحرب بعد موافقة مجلس الشعب !! .. وللرئيس الحق فى حل البرلمان بعد إستفتاء شعبى !! .. والقضاء مستقل .. ولا عزل للقضاة .. الشرطة هيئة مدنية نظامية ، ورئيس الحكومة رئيسها الأعلى .. ولرئيس الجمهورية حق إصدار مراسيم لها قوة القانون .. ولرئيس الجمهورية حق دعوة مجلس الوزراء للإنعقاد .. وتكون له رئاسة الجلسات !!! ..
** ولرئيس الجمهورية حق تكليف رئيس الوزراء من الحزب صاحب العدد الأكبر فى مجلس الشعب بتشكيل الوزارة .. وعلى الحكومة أن تحظى بثقة أغلبية الأعضاء من مجلس الشعب بعد أداء اليمين فى جلسة تعقد لهذا الغرض ..
** ولأن الرئيس من جماعة الإخوان المسلمين .. وأغلبية مجلس الشعب إخوان مسلمين .. فبالتالى الحكومة ستكون إخوان مسلمين .. وهذا هو دستور الجماعة الذى يتم طبخه الأن ..
** الدولة وحدها هى التى تنشئ القوات المسلحة .. وهى ملك للشعب .. ولا يجوز لأى هيئة أو جماعة ، إنشاء تشكيلات عسكرية أو شبه عسكرية .. وطبعا الدولة يعنى الحكومة .. والحكومة يعنى الرئيس .. والرئيس يعنى مجلس الشعب ..
** يتولى رئيس أركان القوات المسلحة مسئوليته تحت إشراف رئاسة رئيس الجمهورية بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة ..
** يحظر على القوات المسلحة التدخل فى الشأن السياسى .
** ينشأ مجلس للدفاع الوطنى (للأمن القومى) .. ويتولى رئيس الجمهورية رئاسته ..
** تنشأ مفوضية عليا مستقلة دائمة .. لإدارة الإنتخابات البرلمانية والرئاسية والمحلية والنقابية والإشراف عليها فى كافة مراحلها .. ويتمتع أعضاءها بحصانة قضائية أثناء ممارسة أعمالهم ، وتمنح كافة الصلاحيات والإختصاصات والضمانات لإدارة العملية الإنتخابية بنزاهة وشفافية كاملة .. وفقا للقانون .. ويطعن على قرارتها أمام القضاء الإدارى ؟؟؟؟!!!..
** هذه بعض مقتطفات من دستور الإخوان .. الذى يطبخوه لفرضه على الشعب المقهور .. والأعجب أن كل السلطات أصبحت فى أيدى رئيس الجمهورية .. "مرسى العياط" - "جماعة إخوان مسلمين"!!! ..
** أما بعض البنود المطاطة .. فهى :
· جمهورية مصر العربية .. دولة نظامها ديمقراطى .. يقوم على أساس المواطنة !!.. وإذا سألت يعنى إيه ديمقراطى .. لن نجد إجابة .. فهم يرفضون وضع كلمة "دولة مدنية" ..
الأسرة أساس المجتمع .. قوامها الدين والأخلاق والوطنية .. ولم يقل لنا المشرع والخبير الدستورى .. ما معنى قوامها الدين والأخلاق والوطنية .. فهل هناك أسرة ليست قوامها الدين .. وإذا إختلفت الأديان .. فهل الأسرة الغير إسلامية ليست وطنية ..
تكفل الدولة حق المرأة .. دون إخلال بمبادئ الشريعة الإسلامية .. وهذا البند مطاط .. فطبقا لمبادئ الشريعة الإسلامية .. فلا عمل للمرأة خارج المنزل .. كما لا خروج للمرأة إلا ومعها محرم .. إلخ .. إلخ .. إلخ !!...
إنشاء المحاكم الخاصة أو الإستثنائية محظور .. ويستثنى من ذلك المحاكم العسكرية ..
حرية الإعتقاد مطلقة .. وتحمى الدولة حرية القيام بشعائر الأديان السماوية .. طبقا للعادات المرعية فى الديار المصرية .. على ألا يخل ذلك بالنظام العام .. أو يتنافى مع الأداب ..
** و(هنا نتوقف عند بعض الملاحظات .. ونتساءل عن معنى ، طبقا للعادات المرعية فى الديار المصرية .. على ألا يخل ذلك بالنظام العام ، أو يتنافى مع الأداب ) .. ونتساءل .. هل هناك أديان تتنافى مع الأداب العامة ..؟؟؟؟؟؟؟!!!
** أما كل البنود فهى كلمات إنشائية .. ومراوغات فكرية .. وتحصيل حاصل لبعض اللغات العربية .. ولكن أخطر ما فى البنود هو إنشاء محكمة المفوضية العليا .. لإدارة شئون جميع الإنتخابات .. وإعطاء قضاتها حصانة قضائية .. وهو يعنى الهيمنة على كل مؤسسات الدولة .. برلمان شعب وشورى ، ونقابات عمالية .. وكل ما يقع تحت بند الإنتخابات والإستفتاء ..
** "صلاحيات رئيس الدولة لحل البرلمان .. بعد إستفتاء شعبى" .. هذه الصلاحيات وضعت خصيصا لعودة برلمان قندهار الذى تم حله ، من قبل المحكمة الدستورية العليا .. والأن هم لا يطالبون بعودة البرلمان فقط .. ولكن بإلغاء المحكمة الدستورية العليا ..
** دستور مصر الأن .. مفصل على مقاس الرئيس الإخوانى "محمد مرسى" .. جيش يتم إقضائه وتقليل صلاحياته .. شرطة يتم إخضاعها للحاكم .. قضاء يتم تفكيكه .. وتسخير المحاكم لتنفيذ رغبات الإخوان ..
** صحافة بدأت بإستبعاد كل قيادتها ، وتشكيل صحافة إخوانية جديدة ..
** إعلام يتبع الإخوان .. وتعيين وزير إخوانى يدبر الإعلام .. ويغلق ما يتعارض مع فكر الإخوان ..
** تخلى الجيش والشرطة على حماية الشعب .. وإطلاق كلاب جهنم لمطاردة كل من يهتف ضد "محمد مرسى العياط" ، وحبسه .. وتم ذلك بصورة تفصيلية .. حيث أطلقت مجموعات متفرقة من ميليشيات الإخوان ، و6 إبريل ، لمطاردة المعتصمين أمام قصر الإتحادية بشارع العروبة .. والتعرض لهم وضربهم .. وسقوط ضحايا من جراء هذا الإعتداء الأثم على شعب مصر .. من جماعات إرهابية ممنهجة ومنظمة وتحمل السلاح .. كما إنطلق هؤلاء الغوغاء فى أتوبيسات خاصة تابعة لجماعة الإخوان المسلمين .. إلى مدينة الإنتاج الإعلامى ، وتم محاصرة قناة الفراعين وإغلاقها ، والإعتداء على بعض الإعلاميين وتهشيم سيارتهم .. دون تدخل نهائى من الجيش المصرى . أو الشرطة المصرية .. وكأن حال سبيلهم يقول "ليس لنا شأن بما يحدث" .. أو كأنهم يقولون "نحن نوافق النظام ، ونوافق مرسى العياط على هذه الإجراءات التأديبية لشعب مصر" .. وللقناة الوحيدة ولمالكها الذى يدافع عن الوطن والجيش والشرطة ..
فهل بعد كل ذلك .. نصر على الكتابة والجميع يعبرون بنا إلى نكسة بدأت فى ليل 20 رمضان / 8 أغسطس 2012 .. والله وحده يعلم متى تنتهى هذه الكارثة .. ومتى يزاح عنا هذا الكابوس ..
** أعتقد أن المرحلة القادمة هى مرحلة دموية فى حياة الشعب المصرى .. مع خروج هتافات ميليشيات الإخوان .. وحزب النور .. وحركة "6 إبريل" .. وهم يهتفون "أفرم .. أفرم يامرسى"!!!...
مجدى نجيب وهبة
صوت الأقباط المصريين
0 comments:
إرسال تعليق