بدون عنوان/ ايمان حجازى

موضوع لم يقابلنى قط أصعب منه
موضوع لم أكن أتخيل أن أتعرض له يوما ما
موضوع لا أجد له مدخلا ولا أعرف كيف أتجاسر على تناوله
موضوع لا أدرى من أين أبدأه وكيف سيتم إستقباله وأين سينتهى وكيف
ولكن لأهميته بل وخطورته أجدنى مضطرة الى طرحه للعرض والمناقشة والله المستعان
بدأ هذا الموضوع برنين الهاتف فى وقت متأخر من اليوم , وبصوت النائم أجبت وجاء الصوت على الجانب الآخر لفتاة صغيرة طلبت تحدث منى , فأجبتها بأنه لا يوجد من تدعى منى هنا وأغلقت الهاتف وبعد أقل من دقيقتين وفى ظلام الغرفة رن الهاتف مرة أخرى لأجد هذا الصوت مرة أخرى وتقول أنها  بسمة وتريد أن تحدث منى وتؤكد أن منى موجودة فى هذا الرقم وأنها تحدثها يوميا ,, ومع إلحاحها  قلت لها كحل سوف أقفل الهاتف ليتم إتصالك بمنى لعلها الشبكة وعيوبها فى اليوم التالى وفى نفس الموعد , وكأنها أخذت موعدا مع قلق راحتى ونومى , فحدثتها بشىء من الحدة لأنى ككل البشر نكره من يقلق نومنا وخاصة أننا فى رمضان حيث قلة النوم مع ضرورة الإستيقاظ للسحور ثم النوم ساعة لمعاودة الإستيقاظ للذهاب الى العمل , وأكدت لها بأنه ليس هنا  من تدعى منى ورجوتها أن لا تتصل مرة أخرى وطلبت منها بإلحاح أن تتأكد من الرقم المطلوب واليوم وبعد منتصف الليل رن الهاتف أيضا فى منتصف النوم وجاء صوت هذه البسمة التى ليست بسمة إطلاقا وإنما هى عبوس الليل الغميس , وبدأت تتكلم بطريقة كدت أن يغمى على من هول ما أسمع ومن الألفاظ التى لم أتخيل أنها سوف تهمس فى أذنى يوما , وتشكو من أشياء لا أعرف كيف التعامل معها فسألتها أين والدتك فأجابت أنها فى الصالون تتابع المسلسل فطلبت منها أن تذهب  لتتحدث مع والدتها وتأتنس بها فقالت هى لا تشعر بها , فعد لأنتشلها من وسط كلماتها المقززة القذرة التى تتدافع بغير وعى أن تذهب لتأخذ حماما باردا وتتوضأ وتصلى ركعتين وتقرأ القرآن حتى موعد السحور ثم تصلى الفجر وتستعيذ بالله من شيطان نفسها وتسبح كثيرا وتنام ولكنها كما لو كانت تصم أذنيها إلا عن صوت نفسها الأمارة بالسوء فلم أجد غير أنى نعتها بالسافلة وأغلقت الهاتف وفكرت بينى وبين نفسى كثيرا كثيرا وتساءلت ما هذا نعم انا مثلما قالت عنى عانس ولكن لم أتخيل يوما نفسى فى هذا الوضع نعم أنا مثلما قالت - عانس فعلا - ولكن يوما ما لم آتى فعل مثلما تطلب منى هذه الفتاة إبنت الواحد وعشرين عاما مثلما ذكرت عن نفسها نعم أنا عانس - والله العظيم تلاتة عانس - ولكن بإحترامى لنفسى ودينى وشخصيتى ووجودى عانس ولكنى يوما ما لم أفعل فى الظل ما أخجل من فعله أمام الناس وبعد أن أغلقت فى وجهها الهاتف عدت أفكر فى هذه المشكلة الفظيعة متسائلة هل لو طالبت كل أم وكل أب بعدم ترك أبنائهم وبناتهم مدة طويلة بمفردهم ماذا سيكون الرد !!!
هل لو طالبت كل أم وكل أب بمتابعة ولن أقول مراقبة هواتف أبنائهم وبناتهم ماذا سيكون الرد ؟؟!!!
هل لو طالبت كل أم وكل أب بمعرفة أبنائهم وبناتهم يتكلمون مع من ويصادقون من ويجرون التشات  مع من ماذا سيكون الرد ؟؟!!!!!
وداهمتى فكرة أخرى أن من أجل هؤلاء فقط قال القائلون القدامى.................. الزواج ستر ومن أجل هؤلاء فقط قال القدامى................ أخطب لبنتك ولا تخطب لإبنك وقال الرسول صلى الله عليه وسلم - من أجل هؤلاء وغيرهم - إن جاءكم من توضون دينه وخلقه  وأمانته فزوجوه إلا تفعلو تكن فتنة وفسادا فى الأرض فأكيد بل ومن المؤكد الأكثر من الأكيد أن فعل تلك الفتاة جاء من جريرة وجرم المجتمع بصفة عامة  وطمع وطموحات الأهل بصفة خاصة والتى جعلت الفتاة ذات الواحد وعشرون عاما تأتى مثل تلك  التصرفات الشنعاء الهوجاء والتى تعد إستعجالا صارخا للواقع هذا المجتمع ومتطلباته التى جعلت فتاة أخرى عمرها لم يتعدى الثلاثة والعشرون تقوم بوضع صورتها  على الموقع الإجتماعى الفيس بوك لتطلب زوجا لنفسها خوفا من أن تمر السنون ولا تجده وهو أيضا من جعلنا يوميا نطلع على مواقع عديدة على صفحات بنات وفتيات وسيدات يعرضن  أنفسهن للهلس والمسخرة فى ضرب صارخ للعادات والتقاليد بل للدين نفسه وقد نجد مع هذه  الإعلانات صور وأسماء بل ومقاطع فيلمية تحوى على بعض المشاهد التى تروج للبضاعة وتسيل  لعاب الشارى أو الراغب بتعبير أدق هل هو إستعجال أم فراغ عقل ووقت أم قلة حيلة أم قلة حياء مثلما قال الرسول الكريم إن لم تستح  فإفعل ما شئت ,أم قلة إيمان ............... لست أدرى !!!!!!
ولكن ما دعانى لكتابة هذا الموضوع الذى لا أستطيع الجزم بما سيستتبعه من ردود أفعال أو من قبوله أو رفضه لدى البعض ,,, هو أنى أردت الشد على أيادى الآباء والأمهات والهمس فى آذانهم بكلمة نصح لله فى لله أن تأخذو بالكم من أولادكم أكثر من هذا وأن تعطوهم إهتماما أكثر وإلا سوف نصل الى ما لا يحمد عقباه وطبعا المجتمع ليس ينقصه هذا الإسفاف وهذا السفور فمجتمعنا والله تعالى أعلى وأعلم به ما يكفيه ويفيض

ألا هل بلغت اللهم فأشهد

CONVERSATION

0 comments: