لم يمر سوى بضعة ايام على احداث مخيم اليرموك اكبر تجمع فلسطيني في سوريا، حاولت بعض الاطراف الزج بالفلسطينيين في اتون الصراع الدائر الذي ينأون بنفسهم عنه حتى أتى هجوم سيناء الاسبوع الماضي على الجنود المصريين وقبل معرفة المنفذين ومن يقف وراءهم حتى إتُهمت اطراف فلسطينية به.
ان مصر ابان حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك تعاملت مع الفلسطينيين على انهم خطر على امنها، وعانى الفلسطينيون الكثير حيث تم منعهم من السفرعبر معبر رفح واقفال هذا المعبر لأيام عديدة في بعض الاحيان امام الناس العالقين الذين عانوا البرد والحر والنوم في الموانئ المصرية او في العراء دون الشعور بهموم هؤلاء البشر وذلك استجابة وارضاءا للمطالب الاسرائيلية.
احداث سيناء الأخيرة ادت الى اغلاق معبر رفح وحصار حوالي المليونين شخص بدون ابداء اسباب منطقية وخاصة وان السلطات المصرية لم تتهم اي جهة فلسطينية بالوقوف وراء هذه الجريمة، وكل ما اعلن هو اتهام عناصر متطرفة تنشط في سيناء ولم تفصح السلطات المصرية حتى الأن ما هي جنسياتها ومن يقف وراءها.يبدو ان غزة واهلها مقبلين على وضع مجهول المعالم بعد اغلاق الانفاق التي كانت بمثابة شريان الحياة، وستكون السلطات المصرية في الفترة المقبلة امام خيارين، اما فتح معبر رفح باستمرار وتسهيل حياة الفلسطينيين من والى قطاع غزة واغلاق الانفاق او استمرار معاناتهم في هذا السجن الكبير الذي خلقه الاحتلال الاسرائيلي ما بين فتح واغلاق حسب الاوضاع الامنية، وهذا كله بالطبع يصب في المصلحة الاسرائيلية التي تريد من مصر زيادة الضغط على حركة حماس وعدم فك الحصار عن قطاع غزة.
ان فتح معبر رفح امام الحالات الانسانية كما كان متبعا في ظل النظام السابق لهو دليل على ان السياسة ذاتها ما زالت متبعة في ظل مصر الثورة، الفلسطينيون يتطلعون بأمل الى التغييرات التي حصلت في مصر ويأملون ان تتغير الاجراءات التعسفية التي كانت متبعة في الماضي.
تحاول حركة حماس من جهتها اصلاح الامور والتودد لدى لمصر بعدم معاقبة القطاع جماعيا وتتمنى فتح معبر رفح لان اغلاقه قد يتسبب بأزمة انسانية في غزة.
الفلسطينيون بحاجة الى مصر وهم يعتبرونها الاخ الاكبر لهم، حتى في عهد النظام السابق الذي تأمر عليهم مع اسرائيل لم يأتوا بشيء يضر بمصلحة مصر وامنها القومي، ويرون في مصر ذخرالامة بثقلها السياسي وكذلك العسكري في اي صراع مسلح مع اسرائيل، ولكن مصر السادات وحسني مبارك الذي سار على نفس النهج هما اللذان تأمرا على القضية الفلسطينية من خلال التوقيع على اتفافية كامب ديفد مع العدو الصهيوني، وذلك قبل حل القضية الفلسطينية واضعاف الامة العربية من خلال خروج مصر من دائرة الصراع الذي اعطى اسرائيل مقومات القوة لابتلاع وسرقة الاراضي في فلسطين وإطالة امد الصراع وعدم حل هذه القضية التي بدأت بفقدان قدسيتها.
ظنت حماس انه بوصول مرسي سيكون الوضع في غزة افضل وسيفتح معبر رفح الا انها تبدو مذهولة من الرئيس مرسي وبدأت حماس بانتقاد سياسة الاغلاق التي اعلن عنها وزير داخلية حماس فتحي حماد الذي شبه ما يحصل الان من معاناة للفلسطينيين في غزة بما كان يحصل في عهد الرئيس المخلوع .
بالرغم من المأساة التي يعيشها اللاجئ الفلسطيني في البلدان العربية فهو دائما متهم بما يحصل من احداث في هذه البلدان، وتتم معاقبة جماعية لكل الفلسطينيين اذا ثبت بأن اي فلسطيني قد ارتكب اي عمل مخل بالقانون، ففي لبنان يعيش الفلسطينيون في مخيمات محاصرة من قبل الجيش اللبناني في ظروف صعبة، وفي سوريا من غير المعروف على ما ستؤول اليه اوضاعهم وكانوا قد اتهموا في بداية الأزمة زورا بأنهم وراء الاحداث، ودفع الفلسطينيون ثمن وجودهم غاليا في الكويت ومن ثم في العراق.
0 comments:
إرسال تعليق