سركيس كرم في مقاله هذا صب الملح على الجرح، كي لا أقول الزيت على النار، لأنه أبعد ما يكون عن إشعال نار الفتنة، وجعلنا نصرخ بأعلى صوتنا: آخ. أجل آخ من أناس وقفوا صفوفاً أما السفارة الاسترالية كي يأتوا الى هذه البلاد المضيافة، وبعد أن ريّشوا بالحلال أو بالحرام، راحوا ينعتون الناس الشرفاء بأعمالهم الشريفة.
سركيس كرم جعلني أتذكّر يوم وصولي الى سيدني كيف عملت حمالاً (عتالاً)، كي لا أمد يدي لأحد، ورغم جميع الألقاب والجوائز التي حصلت عليها، يبقى لقبي الأفضل الذي أفتخر به أينما حللت: العتّال.. أجل الحمّال.. لأنه الأشرف بين كل الألقاب. حماك الله يا سركيس من كل عين شريرة، وإلى مقاله الرائع:
شربل بعيني
"رحم الله امرئ عرف قدر نفسه"..."من عرف نفسه تواضع ومن تواضع ارتفع"... "فما أروعك يا يسوع لقد كنت ملك التواضع".
من آفات المجتمع الشرقي العربي، والتي ربما قد تكون من الأسباب الاساسية في تراجعه على مستويات حضارية متنوعة، ومن العوائق المتعددة التي أعاقت تقدمه في مواكبة التطور الانساني كما يجب، هي آفة تحقير الغير اما بسبب طوله او شكله او حجمه او حتى عاهته الجسدية اوفقره او مهنته.
في المجتمعات الراقية والدول المتطورة التي تحترم حقوق الانسان عملياً وليس عبر الشعارات الرنانة، قد نرى بعض التمييز لدى قلة من العنصريين، لكن على مستوى الدولة والغالبية العظمى من المجتمع يجري احترام خصوصيات المواطن ولا يتم التعاطي معه بفوقية وتعجرف لمجرد انه سمين او ضعيف او فقير او معاق او لا يتبوأ المناصب "الرفيعة" او لا يعمل في مهنة ذات "فخامة" وثقل اجتماعي معين. ففي اوستراليا مثلاً يعتبر المزارع أي "الفلاح" في بلداننا من أهم مكونات الوطن ومن المساهمين الرئيسيين في أنعاش الأقتصاد، وليس "الزبال" أقل منه قيمة وكذلك عامل البلدية وسائق سيارة الأجرة "التاكسي" وسائق الباصات وسواهم من المهن التي تصنف متواضعة جداً لا بل "معيبة" لدى بعض ضحايا الغرور المزمن الذين فروا أصلاً من مجتعات اليأس والتمييز الصارخ على مختلف المستويات وفي كافة المجالات، لكنها تلقى كل احترام في المجتمعات الحضارية لأنها مصدر رزق مثلما هي الحال في كافة المهن.
في مجتمعاتنا ما زلنا نرى ان مهن "البريستيج" والنخبة مثل الطب والمحاماة والهندسة وما شابه هي المهن المفضلة كوننا نعتقد انها تضفي على الشخص هيبة خاصة ومصداقية وترتقي به الى أسمى الدرجات الاجتماعية وتجني له الثروات المادية متناسين ان الانسان الصالح يسمو بما يتمتع به من فضائل وليس من ثروات او مهن او مناصب. فكم من طبيب ومحام ومهندس وثري وما شابه قد تورطوا في عمليات احتيال ونصب ورشوة وابتزازوأعتداء جنسي. فهل يجب ان تبرر تصرفاتهم الشاذة من خلال كونهم فقط من أصحاب المهن "المختارة"! او ليس كل صاحب مهنة ايا تكن نوعيتها يتقاضى أجراً مقابل خدماته مما يعني ان تقاضي الأجرة لا ينطبق فقط على سائق سيارة الأجرة وحده وانما يشمل كافة المهن الكبيرة والمتوسطة والمتواضعة على حد سواء.
ما من مجتمع يستطيع ان يتقدم وفيه اناس ما زالوا يمارسون أحقر انواع التمييز لمجرد انهم أصبحوا بطريقة او بأخرى من ذوي الثروات او لأن الفرص قد توافرت لهم والظروف قد ساعدتهم لمتابعة تحصيلهم العلمي والمهني "المميز".. ان الانسان يقدر ان يشّرف مهنته اياً كانت او ان يهينها ويحقرّها من خلال مبادئه او في انعدامها، وعبر تصرفاته الحسنة او السيئة. فالانسان في نهاية المطاف يجسد القيمة المعنوية الحقيقية للحياة ووحدها أعماله هي التي تساهم في تقييم أدائه وليس في ما يرتديه من ألبسة او يقوده من سيارات او يحترفه من مهن. الانسان الكبير في أخلاقه هو من يكبّر مجتمعه ويكسب له الاحترام والمكانة وهنا بيت القصيد.
مهما يكن من أمر تبقى الأخلاق والقيم الانسانية والروحية هي المعيار وما علينا سوى العودة الى تعاليم الأنجيل المقدس لكي ندرك ان كل الثروات المادية ومراكز "الفخفخة" والتباهي بالمهن "المختارة" الرفيعة لا تساوي شيئاً مقابل القيمة الانسانية الملتزمة بتعاليم الله. والانسان الكبير بتواضعه وبقيمه ونبل أخلاقه لا تقدر عليه محاولات الطعن التي يحترفها المفلسون في انسانيتهم مهما حاولوا. وما علينا سوى ان ننظر الى بعض الساعين دوماً وابداً وراء المزيد من الماديات والشكليات والمظاهر الفارغة من أي جوهر انساني او مضمون روحي، ونقارن تصرفاتهم مع كلام الرب يسوع حتى نتثبت من كونهم يعانون من علل تبدأ مع التناقض والأتكالية والغرور والحسد والحقد ونكران عطاءات الغير، ولا تنتهي مع الأنانية العمياء التي لا تميز بين الخير والشر وبين النجاح والفشل.
من آفات المجتمع الشرقي العربي، والتي ربما قد تكون من الأسباب الاساسية في تراجعه على مستويات حضارية متنوعة، ومن العوائق المتعددة التي أعاقت تقدمه في مواكبة التطور الانساني كما يجب، هي آفة تحقير الغير اما بسبب طوله او شكله او حجمه او حتى عاهته الجسدية اوفقره او مهنته.
في المجتمعات الراقية والدول المتطورة التي تحترم حقوق الانسان عملياً وليس عبر الشعارات الرنانة، قد نرى بعض التمييز لدى قلة من العنصريين، لكن على مستوى الدولة والغالبية العظمى من المجتمع يجري احترام خصوصيات المواطن ولا يتم التعاطي معه بفوقية وتعجرف لمجرد انه سمين او ضعيف او فقير او معاق او لا يتبوأ المناصب "الرفيعة" او لا يعمل في مهنة ذات "فخامة" وثقل اجتماعي معين. ففي اوستراليا مثلاً يعتبر المزارع أي "الفلاح" في بلداننا من أهم مكونات الوطن ومن المساهمين الرئيسيين في أنعاش الأقتصاد، وليس "الزبال" أقل منه قيمة وكذلك عامل البلدية وسائق سيارة الأجرة "التاكسي" وسائق الباصات وسواهم من المهن التي تصنف متواضعة جداً لا بل "معيبة" لدى بعض ضحايا الغرور المزمن الذين فروا أصلاً من مجتعات اليأس والتمييز الصارخ على مختلف المستويات وفي كافة المجالات، لكنها تلقى كل احترام في المجتمعات الحضارية لأنها مصدر رزق مثلما هي الحال في كافة المهن.
في مجتمعاتنا ما زلنا نرى ان مهن "البريستيج" والنخبة مثل الطب والمحاماة والهندسة وما شابه هي المهن المفضلة كوننا نعتقد انها تضفي على الشخص هيبة خاصة ومصداقية وترتقي به الى أسمى الدرجات الاجتماعية وتجني له الثروات المادية متناسين ان الانسان الصالح يسمو بما يتمتع به من فضائل وليس من ثروات او مهن او مناصب. فكم من طبيب ومحام ومهندس وثري وما شابه قد تورطوا في عمليات احتيال ونصب ورشوة وابتزازوأعتداء جنسي. فهل يجب ان تبرر تصرفاتهم الشاذة من خلال كونهم فقط من أصحاب المهن "المختارة"! او ليس كل صاحب مهنة ايا تكن نوعيتها يتقاضى أجراً مقابل خدماته مما يعني ان تقاضي الأجرة لا ينطبق فقط على سائق سيارة الأجرة وحده وانما يشمل كافة المهن الكبيرة والمتوسطة والمتواضعة على حد سواء.
ما من مجتمع يستطيع ان يتقدم وفيه اناس ما زالوا يمارسون أحقر انواع التمييز لمجرد انهم أصبحوا بطريقة او بأخرى من ذوي الثروات او لأن الفرص قد توافرت لهم والظروف قد ساعدتهم لمتابعة تحصيلهم العلمي والمهني "المميز".. ان الانسان يقدر ان يشّرف مهنته اياً كانت او ان يهينها ويحقرّها من خلال مبادئه او في انعدامها، وعبر تصرفاته الحسنة او السيئة. فالانسان في نهاية المطاف يجسد القيمة المعنوية الحقيقية للحياة ووحدها أعماله هي التي تساهم في تقييم أدائه وليس في ما يرتديه من ألبسة او يقوده من سيارات او يحترفه من مهن. الانسان الكبير في أخلاقه هو من يكبّر مجتمعه ويكسب له الاحترام والمكانة وهنا بيت القصيد.
مهما يكن من أمر تبقى الأخلاق والقيم الانسانية والروحية هي المعيار وما علينا سوى العودة الى تعاليم الأنجيل المقدس لكي ندرك ان كل الثروات المادية ومراكز "الفخفخة" والتباهي بالمهن "المختارة" الرفيعة لا تساوي شيئاً مقابل القيمة الانسانية الملتزمة بتعاليم الله. والانسان الكبير بتواضعه وبقيمه ونبل أخلاقه لا تقدر عليه محاولات الطعن التي يحترفها المفلسون في انسانيتهم مهما حاولوا. وما علينا سوى ان ننظر الى بعض الساعين دوماً وابداً وراء المزيد من الماديات والشكليات والمظاهر الفارغة من أي جوهر انساني او مضمون روحي، ونقارن تصرفاتهم مع كلام الرب يسوع حتى نتثبت من كونهم يعانون من علل تبدأ مع التناقض والأتكالية والغرور والحسد والحقد ونكران عطاءات الغير، ولا تنتهي مع الأنانية العمياء التي لا تميز بين الخير والشر وبين النجاح والفشل.
0 comments:
إرسال تعليق