يا شعوب العرب استيقظوا/ خيريه رضوان يحيى


حلت الطامة على الدول العربية فلكل دور اتيه وابدا لا ينم عن مستقبل مزهرا قادم، وانما هي الاعمال التي في ظاهرها ثورات مقدسة وفي نهايتها تزيد في سجل الوفيات قتلى مغدورين دون وجه ذنب يذكر، الامر الذي يحرك كل من يرى في نفسه عربيا ليقف قائلا لا للعنف والدموية ونعم للتعبير والتغيير بسلم وسلام، ليقول لا لكل مندس يرى في نفسه حارسا وحقيقته مفسدا يتلذذ بويلات الامة.

من هو اوباما والولايات المتحدة وكلينتون ليتدخل كل منهم في السياسات العربية من هم مسئولي الغرب واسرائيل وغيرهم ممن يدعون هذا الرجل للرحيل وذاك للبقاء، لعنت لقمة العيش التي جعلت من الامم عبيدا لاجندات ظاغية يراد بها خراب ودمار حقيقي، قد يرى البعض بان بعض الانظمة الحالية انظمة متواطئة ومتخاذلة وطاغية، وقد يكون معهم الحق باكمله، وقد يرى البعض ان هذا الرئيس او ذاك هو حليف استراتيجي للغرب ولامريكا وايضا قد يكون هناك حق في هذا الطرح، لكن ابدا هذه الدول لم ولن تحافظ على ميثاق وتحالف مهما كان الشخص الشريك.

الان الدول التي تعد نفسها داعمة لامة العرب بلقمة العيش تقول وتأمر علنا بان يرحل فلان ويبقى فلان، ومن ينظر الى الساحة المصرية بشيء من التمعن يرى ان الثورة بدأت مقدسة والمطالب كانت رائعة تنم عن وعي شعبي كامل، لكن وبعد وعود تحقيق الحلم الشعبي والطموحات المأمولة من قبل رئيسهم فلا بد من النظر الى ما سيتحقق في فترة وجيزة حقنا للدماء ورأفة بالشعب لا بل تقديسا للبلد الذي ينتمون له، فاي بديل اعد لهذا الشعب واي بديل يعد لغيرهم من الشعوب؟ ومن ينشر الفكر الدموي بين الاوطان العربية؟ من له المصلحة في قتل العشرات وقد يصل الى المئات من ابناء الشعب الواحد ومن الشقيق لشقيقه؟ ان كانت الطموحات مقدسة فإراقة الدماء محرمة، ايا شعوب امة العرب كفانا غفلة مما يجري! فهناك متربصين هناك طامعين، هناك من يعبث بنا كما لو انه يحرك حجر الشطرنج في ليلة انس هو صانعها.

يا امة العرب لطالما قيل ان حامي بوابة الشرق الشهيد صدام حسين طاغية ودكتاتور ومجرم وناهب وسالب وقاتل وغيرها من الاتهامات ولطالما صفق جزء من شعبه لهذ الاغنية الى ان اطاح به الغرب وقتله واحتل الارض والشعب والمدخرات فبات العراق في عراك وبات يحلم بالحرية ويترحم كثير من شعبه على ايام من كانوا يسموه الظاغية، والحقيقة انه كان صمام امان دولة العراق لا بل مساند لجميع القضايا العربية، وها هي لعنة الاطاحة به تصل الى الامة العربية جمعاء.

فكفانا غفلة عما نحن فيه والى ما ستئول اليه دولنا، الحريات لا تصنع بالدماء الزكية التي تراق من ابناء الشعب على ايدي ابناء جلدتهم فان كان المقتول ابن الامن ام ابن الشعب ام من الاقباط، مسلما ام غير مسلم فالخسارة واحدة، وان كان القتلة من اي طرف من هؤلاء فايضا الكارثة واحدة، فلشعب مصر الحر والمطالب بالحقوق الشرعية مزيدا من التروي ومزيدا من الصبر فمن رأى انه صبر ثلاثة عقود على الجور بامكانة الصبر لايام حقنا للدماء، بل حقنا لما هو ادهى وامر الا وهو تدخل الدول الطامعة في رسم المستقبل المصري اليوم ومستقبل الدول العربية الاخرى غدا.

بالامس القريب كانت دولة عربية واحدة هي المحتلة الا وهي فلسطين فاضيفت العراق، وعلى طريقها السودان فاحتلال المدخرات هو احتلال الارض والشعب، وغدا لن تكون مصر ببعيدة عن الاحتلال فالدولة التي تفقد بوابتها تصبح على مشراعيها للطغاة، ايا شعوب الامة حاسبوا من تريدون بطريقة حرة الا وهي الانتخابات واطلبوا مراقبتها من قبل الدول جمعاء، ثورا لكن بسلام ولا تسمحوا للمندسين بالعبث بامنكم، فمن الطبيعي ان يتغير القادة لكن بطرق ترضي التاريخ والتأريخ للدول.

ايا احرار العرب ممن ترون بانفسكم مثقفين ليكن الدعم منكم لعدم جر مصر وغيرها من الدول الى الفوضى والتلاعب، فكلماتكم امانة ومواقفكم امانة، وشعوبكم امانة، فتهدئة النفوس امر واجب على كل ذي عقل خوفا من كارثة ممتدة من دولة عربية الى اخرى والذي سيجر على وطننا ثوب الخيبة المحققة، ثوب الانشغال بترميم ما سيدمر داخليا والتأخر، في حين تخطوا الدول الطامعة بسرعة البرق الى التقدم ونحن بنفس السرعة وبعبثهم نعود للوراء، وهذا ما يسجل علينا ولهم فهم ينفذون رسمهم لشرق اوسط جديد مستهلك غير منتج موالي نافي لكلمة لا من قاموسه، شرق اوسط جديد واهي لا خير ولا خيرات فيه مقسم بين الدول المحيطة فيه فلتركيا حصة من خيرات العراق ولاسرائيل حصة من مياه ومقدرات السودان ومصر ولايران ما لها ولامريكا ما تريد وكذا اوروبا، ليبيت الشرق الاوسط وخاصة الدول العربية البلدان اليتمة المنتظرة من قاتل اباها علبة الحليب، مقننة بذلك الادمغة لا بل مقيدة البشر والحجر ليحلم كبيرنا كما صغيرنا كيف يؤمن قوته ومستلزمات حياته ناسيا بإكراه قضاياه.

اما الدول الطامعة والتي ترى في نفسها مشاهد لمباراة كرة قدم يشجع هذا الطرف لهذا اليوم ولذاك الطرف في اليوم التالي نقول لستم بمنئى عما احكتم وتحيكون لهذه الامة فالازمات تنتشر كما الامراض المعدية وفي النهاية الجميع سكان كرة ارضية واحدة.

ويا حكام امة العرب الحاليون والقادمون ويا حكومات الامة العربية والاسلامية، مزيدا من الشعور مع شعوبكم، ارفعوا عنهم الجوع والقهر، حققوا لهم الحريات المطلوبة، لتنتهي سياسة التكميم والكبت، انهوا الفساد والمفسدين واستبعدوهم من مناصبهم، ادعموا القوت اليومي لشعوبكم، انهوا البطالة والبؤس الذي تغلغل في نفوس ابناء شعوبكم، لتقولوا كفا لسياسة الطبقية المقيتة التي باتت معلم لكل الدول العربية فهناك طبقتين لا ثالث لهما البرجوازية وهي الاقلية والفقيرة والتي تشكل الغالبية اما الطبقة الوسطى فقد اندثرت لصالح الثانية، الامر الذي جعل الشعوب تتحرك لكرامتها ولو عشوائيا وحتى على حساب الحياة التي انعم الله بها عليهم.

نتمنى لمصر السلام ولشعبها الحرية النقية من الدمكاء، ولتونس الطمأنينة المبتغاة، للعراق التخلص من الاحتلال كما لفلسطين، لليمن السكينة والخلاص لشعبها مما يعاني بطريقة سلمية، نابذين ذرف اي نقطة دم، ومدينين لكل من يسعى لكرسي على حساب دماء ابناء شعبه كائن كان في اي مكان من الدول العربية، فانتم من تُفرِحون الاعداء لا بل انتم من اعددتُم من قبلهم لتتربصوا بابنائكم فقد قدمتم التنازلات وتتغنون بالانجازات طامعين بالعلاوات.

والله من وراء القصد
مديرة مركز شعب السلام للابحاث والدراسات واستطلاعات الرألآي
جنين-فلسطين

CONVERSATION

0 comments: