عباءة النظام/ رأفت محمد السيد


الذين كانوا يرتدون عباءة النظام ويتباهون بها بالامس ، هم الذين كانوا ينافقون ويمتدحون ويصعدون بالنظام إلى مصاف الأبرار المقدسين ولا ينطقون إلا بآيات شكرهم وحمدهم على مناصبهم ونفوذهم وأموالهم التى جمعوها بالتضليل والتزوير والرشوة والمصالح المشتركه فى ظل فساد هذا النظام ، هؤلاء هم الذين صورت لهم أنفسهم وغواية خيلائهم وغرورهم إحساسهم بالبقاء والخلود ونسوا أن الملك والملكوت بيد الله – هؤلاء هم الذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم فأصبحوا بعد عزهم أزله وهذه إرادة الله التى لاتعلوها إراده ، إنَّ هؤلاء الفاسدين مازالوا ينعمون بالحرية ، يحاولون أن يغيروا جلودهم فى ظل رياح التغيير العاتيه حتى تمر ، منهم من تمكن من سحب أمواله من البنوك خوفا من الوصول إليها فيتم التحفظ عليها وتجميدها ، ومنهم من فر وهرب بعد الاحداث الأخيره وحول أمواله إلى الخارج إلى حساباتهم السريه ، ومنهم من هم مازالوا يتقلدون وظائف كبيره فى الدوله منها ماليه ومنها إقتصاديه وهم أيضا من بقاياالنظام الفاسد ، فما زالوا يصرون على بقاء بعض رموز الفساد فى بعض المصالح والهيئات بدعوى حفظ الإستقرار ضاربين بكل النداءات والشكاوى والتجاوزات لهؤلاء الفاسدين عرض الحائط – إن مااقوله يمثل عقبه أو عقدة يجب حلها وفورا – لابد من محاسبة كل من تحوم حوله الشكوك وبأقصى سرعة ، وأقسم بأننى مشفق على المحامى العام وكل الجهات الرقابية والقوات المسلحة من كم الفساد الغير عادى المتفشى فى جسد النظام والذى يشبه الورم الخبيث الذى لابد من إستئصاله وبسرعة – ولكن يبدو أن الأورام الخبيثة منتشره وبكثرة فى الجسد الإقتصادى الذى يحتاج إلى إجراء التحاليل والإشعات الدقيقة بأقصى سرعة ممكنه لتحديد مواطن الداء فالبطء فى فتح الملفات والحسابات تحت أى مسمى مرفوض – وأؤكد أن تعقب الفاسدين لن يعطل مسيرة الإنتاج الذى نبغيه كلنا وبقوة ، ولكن كيف نطلب زيادة الإنتاج من جهة معينة مثلا ولم تتحقق أدنى مطالبها وهى إقالة ومحاسبة الفاسدين على رأس هذه المصلحة أو الجهة – لقد تفهم العاملون فى معظم الهيئات والمصالح والمؤسسات أن مطالبهم الشخصية لن يستجاب لها فى يوم وليلة لأن الحكومة لاتملك عصا سحرية لإجابة كل هذه المطالب التى سلبت منهم على مدار ثلاثون عاما لتتحقق فى ثلاتون يوم ، وهذا أمر منطقى ومقبول ولكن الغير مقبول هو التحد الواضح من بعض المسئولين فى الإبقاء على الكثير ممن تحوم حولهم الشكوك والمخاوف ومازالوا يجلسون على كراسيهم وهم يرتعدون ويحاولون أن يتماسكوا ويكونوا نسيجا واحدا لمواصلة مسيرة الفساد وهم معروفون للجميع – إن ترك بعض الفاسدين فى أماكنهم حتى هذه اللحظة بحجة الحفاظ على الإستقرار إنما هى رسالة من وجهة نظرى المتواضعة إلى إستمرار المظاهرات الفئوية ، التى ترغب فى تطهير نفسها من هؤلاء الخائنين لأنفسهم وبلادهم – وأؤكد أن الفاسدين مازالوا موجودين فى أماكنهم فى الوزارات والشركات والجامعات والمدارس وبهذا تكون الثورة قد نجحت فقط ضد من كان يدير النظام وأشهر أعوانه البارزين على الساحة ، أما من تربوا فى النظام وشربوا وتجرعوا حلاوة سلطاته ونفوذه وأمواله المنهوبه فمازالوا كما هم ينعمون بحياة جميلة ومريحة – وبهذا فالثورة بدأت ولكنها لم تتحرك خطوة واحدة – إننا نريد أن نبنى على أرض نظيفة وعلى أساس سليم وليس هشا ضعيفا لايتحمل البناء عليه ، فلنحذر من الطابور الخامس الذى مازال مرتبط حتى هذه اللحظة بالنظام القديم والذى كل مافعله هو خلع عباءة النظام التى تكشفهم – لابد من محاسبة رموز الفساد التى لم يتم إقتلاعها حتى الأن – وأؤكد أن كل من يتشدق بعبارات الإبقاء على على هؤلاء الفاسدين تحت أى مسمى إنما هم خائفون من شئ ما فإما لهم علاقة من قريب او بعيد بما سيتكشف عن تلك المحاسبات أو انهم واهمون فى تقلد مناصب جديدة فى المرحلة القادمة – إنَّ الفساد ليس فى الذين تم القبض عليهم والتحقيق معهم أمثال أحمد عز وجرانه وغيرهم فقط فهؤلاء الذين طفوا على سطح الماء لذلك تم صيدهم بسهولة وبدون طُعم أما الذين مازالوا قابعون تحت الماء فهم المطلوب صيدهم ، امامكم الفرصه فالماء شفاف ونقى ويظهر كل من تحته فعليكم بالإكثار من عدد الصيادين المهرة فى كل منطقة تتجمع فيها الأسماك المتوحشة والكبيرة - حتى يبقى البحر هادئا ولا نفاجأ بظهور أسماك قرش جديدة متوحشة تُركت فزاد توحشها – هذا ومن ناحية أخرى أرى ضرورة السرعة فى صدور أحكام رادعة ضد من أساءوا فى حق هذا الشعب الطيب المنهوب شعب مصر العظيم الذى منتهى أمله أن يحيا حياة كريمة ولو بحد الكفاف ، فهم لم يتعودوا على رغد العيش ولم يتعودوا على سكنى القصور فما أكثر هؤلاء الذين يسكنون فى أحواش القبور – حماكِ الله يامصر وحما شعبك العظيم 0


CONVERSATION

0 comments: