شجرة لكل أسير/ سري القدوة

الابداع هو حالة التفاعل بين الانسان وفكرة وهو التواصل بين الذات والروح وما أجمل ان نعيش حالة الابداع الوطني مع أسرانا الأبطال في سجون الاحتلال وان يكون الابداع من اجل هؤلاء المناضلين الصامدين المرابطين خلف القضبان .. هؤلاء الأسري الذين امضوا سنوات أعمارهم حرقا خلف القضبان وكانوا شهداء مع وقف التنفيذ في سجون الاحتلال في ظل ظروف اعتقالية ونفسية قاسية فكانوا الموتى الأحياء بفعل ممارسات الاحتلال القمعية بحقهم وبفعل حرمانهم من ابسط حقوق الانسان الأسير وما زالت سلطات الاحتلال تمارس العديد من الممارسات القمعية المنافية لحقوق الانسان والقوانين الدولية بحق الأسري الفلسطينيين في سجون الاحتلال وتعمل علي حرمانهم من ابسط الحقوق الدولية التي يجب ان توفرها دولة محتلة لأسري اعتقلوا أثناء الحرب سواء علي المستوي الصحي او التعليمي او الإنساني او التربوي فكل الحقوق منتهكة ومحروم منها الأسير الفلسطيني في سجون الاحتلال .

وهنا وفي مواجهة الحقد الإسرائيلي دعت الحكومة الفلسطينية العام الماضي الي تبني مليون رسالة لأسري فلسطين خلف القضبان وكانت خطوة هامة علي طريق التواصل المعنوي مع الأسري الأبطال والمجتمع الخارجي ومحاكاة أبداعية للواقع الفلسطيني المعاش ضمن الظروف الإنسانية الصعبة التي يعشها المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال واليوم تتبني أيضا الحكومة الفلسطينية ووزارة الأسرى في كافة محافظات الوطن، بالتعاون مع وزارة الزراعة والعديد من المؤسسات الحكومية وغير الحكومية، وفي خطوة إبداعية متجددة شجرة لكل أسير بمعني ان تقوم الحكومة والمهتمين بالأسري بزراعة شجرة لكل أسير يقبع في سجون الاحتلال لتشجير الوطن وتعزيز صمود الأسري في سجون الاحتلال .. وكانت وزارة الأسري في السلطة الوطنية الفلسطينية وبدعم من الحكومة الفلسطينية قد دعت بداية الشهر الجاري إلى أكبر مشاركة فى حملة "شجرة لكل أسير" ، كتعبير عن الوقوف إلى جانب قضية الأسرى ومساندتهم ووفاء ومحبة لهم، وذلك بتسمية كل شجرة يتم زرعها باسم أسير أو أسيرة فلسطينية.

وهنا نثمن عاليا دور المؤسسات الحكومية وغير الحكومية والقوى الوطنية والإسلامية في الاصطفاف الموحد لدعم نضال الحركة الفلسطينية الأسيرة، والذي تجسدت معالمه في الجهود التي تبذلها هذه المؤسسات لتدويل قضية الأسرى وتفعيلها على المستويين الإقليمي والدولي وصولا الى المشاركة الفاعلة لمؤسسات المجتمع المدني والنقابات والأطر الشعبية والبلديات في حملة شجرة لكل أسير القائمة حاليا.

فهذه الخطوة الإبداعية الخلاقة تعد في غاية الأهمية لمعني التثبت بالأرض وتعزيز الصمود الوطني والكفاحي والمقاومة , ومن هنا ومن علي هذا المنبر منبر صوت الأسير نحي صمود أسرانا الأبطال في سجون الاحتلال وندعو جميع ابناء شعبنا للمشاركة في حملة تشجير وزراعة شجرة لكل أسير تكون نبراسا لإنارة الطريق ووعدا مع فجر الحرية القادم .

أن هذه الحملة تهدف بالدرجة الأولى الى تعزيز مكانة الأسيرات والأسرى ودورهم الوطني والنضالي المتقدم في الدفاع عن قضايا الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية والسياسية وفي مقدمتها حقه في نيل الحرية والتخلص من الاحتلال وإقامة دولته المستقلة.

إن حملة زرع شجرة لكل أسير وأسيرة تؤكد أهمية نيل الأسرى حريتهم وتعزيز صمودهم فى معتقلات الاحتلال الإسرائيلي الذي يحاول حرمانهم من الأمل فى الحياة والعيش بحرية وكرامة.

أن قضية الأسرى وإبراز معاناتهم داخل السجون والمعتقلات الإسرائيلية تكبر وتنمو يوميا تماما كتلك الأشجار التي تزرع وتنمو في -حملة شجرة لكل اسير- وهي تحتاج الى عناية ومتابعة يومية وتظافر كل الجهود لدعم الحركة الأسيرة والدفاع عن حقوقها الإنسانية والقانونية والصحية، الى أن يتم إطلاق سراحهم جميعا دون قيد او شرط، وأنه من أجل تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة لا بد من إطلاق سراح كافة الاسيرات والأسرى المحتجزين في سجون ومعتقلات الاحتلال الإسرائيلي لكونهم أسرى حرب وطلاب حرية وسلام.

رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
http://www.alsbah.net



CONVERSATION

0 comments: