إذا جاءك الطوفان حط إبنك جمال تحتك/ نافزعلوان



الأقمار الصناعية لجهاز المخابرات الأمريكية تقوم بتزويد جهاز أمن الدولة المصري بصور كل الذين يقومون بعمليات التخريب والحرق، صور أوضح من صورة البطاقة الشخصية التي في جيب كل مواطن مصري، وعلي عكس ما تبثه القنوات عن مطالبة الولايات المتحدة الرئيس مبارك بالتنحي والتخلي عن منصبه فإن الحقيقة تقول أن بعد تقييم الوضع وإكتشاف إمكانية وصول الإخوان المسلمون إلي منصب الحكم والذي هو في حد ذاته – من وجهة نظر الغرب وأمريكا- ضربة مباشرة في صميم مكافحة الإرهاب والذي هو معقود بخاصرة الإسلام والإسلاميين ويعتبرون هذا الأمر وكأنه نصر مباشر لأسامة بن لادن وتنظيم القاعدة، ولكن الشيئ الذي يجب أن يعلنوا عنه في العلن لا يعني بالضرورة هو ذاته الذي يدور ويجري في ( السر )، من المهم أن تظهر أمريكا أنها مؤيدة للمظاهرات المطالبة بالحرية والديموقراطية ولكن الولايات المتحدة تعلم أيضاً أن الديموقراطية هي بوابة الإسلاميين للوصول إلي مراكز الحكم وهو الأمر الذي يعتبر كارثة يدرك أبعادها الغرب والولايات المتحدة والغرب، هم يعلمون أن الحركات الإسلامية وجدت في صرخات المطالبة بالديموقراطية وسيلة مناسبة لمحاربة الغرب عن طريق هذه الديموقراطية التي يدفع بها الغرب إلي الدول العربية والتي ما أن تنقشع الأدخنة والأغبرة عن معارك الديموقراطية المزعومة ستكتشف الولايات المتحدة والغرب أن هناك إمارات إسلامية متعددة قامت لتضرب وتهدد الولايات المتحدة و الغرب في عقر دارهم وبسلاح الديموقراطية هذا، تدرك هذا الأمر الولايا المتحدة ويدرك هذا الأمر الغرب لذلك كان لا بد من هذه الحركة الإلتفافية للقضاء علي الديموقراطية التي أدرك الغرب والولايات المتحدة أنها تستغل وتستخدم من أجل إنشاء أنظمة لا تمت ولا تلامس الديموقراطية في شيئ.

الغرب والولايات المتحدة في تراجع سريع عن خطة الشرق الأوسط الجديد لأنه يعني شرقاً أوسطً ينتج إرهاباً من نوع جديد لن تقوي علي مواجهته كل دول الغرب مجتمعة، نعم يستطيع الغرب أن يحطم جيشاً ولكنه لا يستطيع تدمير تنظيمات منتشرة ومتعددة ومتشعبة كما سيحدث لو نجحت هذه الثورات المصطنعة بالإطاحة بالأنظمة الحالية، أنظمة كان ولا يزال عملها الاول هو الحفاظ علي مصالح الغرب أن لا تتزعزع وأن يبقي الإرهاب كما يسميه الغرب مؤذياً للدول العربية التي يتواجد بها ولا يخرج عن حدودها كما حدث في أحداث الحادي عشر من سبتمبر.

موقف الرئيس المصري بالتضحية بإبنه وجعله كبش فداء من أجل بقائه علي رأس الدولة المصرية هو أبسط ما يستطيع أن يقدمه الرئيس المصري في الوقت الحالي لكي لا تصل المياه إلي رقبته ويشمله الغرق، تضحية رمزية بسيطة في مقابل البقاء علي سدة الحكم مع إمكانية إعادة هذا الإبن مرة أخري إلي الصورة لأن التضحية كانت مجرد مناورة ولم يكن هناك غرق حقيقي لهذا الإبن في هذا الطوفان ولم يكن في الحقيقة للمياه أن تصل الي رقبة الرئيس المصري ولكن هذا الحل هو أقل الحلول دموية وأقل الحلول تكلفة بالنسبة للنظام المصري.

يجب أن نتعلم كيف يفكر الغرب والولايات المتحدة. الغرب والولايات المتحدة من المهم لديهم أن يظهروا علي العالم بصورة براقة شبه كاملة خالية من العيوب والحقيقة هي أن هناك وجه آخر للولايات المتحدة والغرب يضع اللثام علي ذلك الوجه البريئ فيقتل بليل وينشر الخراب وتبقي تلك الصورة الباقية في مخيلة العالم هي أن الغرب هو الملاك الحارس للحريات والديموقراطية ...

 - لوس أنجليس

CONVERSATION

0 comments: