لن تبقى الدموع رهينة في مآقيها/ ناصر الحايك


لا فرق إن رحلت اليوم أو البارحة فشبق الذكريات لا يخبو مع ولوج النهار
زفرات من الأنين أنفثها وأنا من تكالبت عليه سطوة الأقدار
خذلتني الدموع وفاضت غزارا وما أدراني أن حلف المنايا حسم القرار
جثوت أراوغه عله يرأف ، هراء فالموت لا يأبه بالتوسلات ولا بالأشجان
مر عام على رحيلك يا مهجتي وجحافل الأحزان هي نفسها الأحزان
هو من أتى خلسة كعادته فأطاعت ممتطية صهوته كالفارس الهمام
هو من تسلل دون صخب ليحصد من نحب بلا استئذان
احتسى يا أمي ما شئت من كأس امتلأ وفاض بالغفران
اعتقدوا بأنك لن تبرحي مثواك ، كلا فروحك الآن تطوف بين أحناء الجنان
سيطفو ويسمو صرير الأنين فوق جموح حسراتي
سينضح إكليل الرثاء المتخم بدوى تنهداتي
رأيت وجهك الوضاء وعليه ومضات من بقايا قبلاتي
التقينا مابين الصحوة والمنام ، لا لم تكن سكرة ولا هذيان فرجوتك أن لا تغادري
ليتنى تبعتك إلى حيث عالمك المهيب فهو حتما أفضل وأنصع من عالمي
غاضت الأضواء ، سكنت الحركة ، عجزت عقارب الساعة عن الدوران حتى
امتهنت الكرب وصار ملاذي
أقبل ملك الموت رويدا يتلو ترانيم اليقين فتمتمت باختيال ولم تبال
نكثت الحياة هدنة الولاء يا أماه فأبيت أن تساومي
لن تبقى الدموع رهينة في مآقيها ، سأذرفها وسأرصع بها أهاتى
لن تجازف أنامل الدهر ، لن تعبث بنحيب فؤادي

 
تنويه : في مثل هذه الأيام وتحديدا في التاسع من شباط (فبراير) من عام 2010 أذعنت روح والدتي الحبيبة السيدة والمربية الفاضلة عفاف راغب سعيد أبو رمضان لنداء بارئها وامتثلت لأمره مرتقية إلى حيث الخلود والأبدية .

وأؤكد مرة أخرى بأن ما كتبته لا أستطيع وصفه بالشعر ، بل هي محاولة متواضعة منى لتوظيف الكلمات اللائقة ، التي حاولت من خلالها التعبير عما يجول في خاطري ، عن مطلق حبي وحنيني لها عسى الله تعالى أن يتغمدها ويشملها برحمته الواسعة .

CONVERSATION

0 comments: