لماذا تبكون على مصر الأن/ مجدى نجيب وهبة


** كتب الأستاذ عادل مليكة بموقع الأقباط الأحرار مقال بعنوان "يا أقباط مصر .. إلى ميدان التحرير" ، وذلك ردا على تعيين المستشار طارق البشرى رئيسا للجنة التعديل الدستورى .. وقال الكاتب أن ثقافة البشرى ثقافة إسلامية بحتة وهو يصلح لمنصب شيخ الأزهر وليس كاتبا لدستور مدنى لشعب مصر ، وقال كاتب المقال أننا نواجه خديعة على أعلى مستوى لأنه يبدو أن الجيش بصدد فرض دستورا بحسب الشريعة الإسلامية وإذا كان الأقباط لهم نصيبا فسوف يكون من باب الرحمة وليس من باب الحقوق المتساوية مع إخواننا المسلمين .. أعتقد أننى لا أملك التعليق على مقال الأستاذ عادل مليكة ولكن أتساءل لماذا تبكون على مصر الأن ..
** لم يسمع أحد لنا .. سخر الجميع من كتاباتنا وكانت الردود فى منتهى السفاهة والجهل .. كتبنا فى بداية الأزمة مقال بعنوان "نداء ورجاء إلى أقباط مصر والعالم" بتاريخ 3 فبراير 2011 .. وجهنا ندائنا لكم وذكرنا أن مصر تمر ولا تزال بفترة عصيبة وتدار وتحيك المؤامرات الدنيئة حولها .. الوضع خطير .. خطير .. خطير للغاية .. ليس هذا هو وقت تصفية الحسابات مع الرئيس مبارك ، فالنظام الأمريكى يحض الغوغاء على إحداث الفوضى والتظاهر ، وبقية المقال يمكن الرجوع إليه من خلال الموقع .. قلنا أن مصر تحترق .. أخرجوا بالملايين الأن جميعكم للتظاهر ضد نظام أوباما الذى يسعى إلى خراب دولة مصر وتحويلها إلى مصر الإسلامية .. كتبنا أن هناك أموالا كثيرة تدفع لمتمردى ميدان التحرير ليحثوهم على الإستمرار فى الفوضى والعبث حتى يسقط النظام وتسقط معه مصر لينصب كل ذلك فى صالح دولة الصهيونية الإسرائيلية .. ذكرنا فى مقالنا أن هذا هو وقتكم فمصر تحتاج إليكم .. نحن فى إنتظار مواقفكم الرائعة والمشرفة .. أفيقوا قبل فوات الأوان .
** وللأسف كان الرد على المقال صادم وغريب من أناس وكأنهم شماتون أحدهم علق بضحكة ساخرة وتساءل ماذا يقول "ههههههه أقول إيه بس؟!!" وقال من يضلل ياسيدى الفاضل ؟!! فى الإشارة إلى أننا الذين نضلل الأخرين ... أحدهم علق وهو يندهش لماذا أوباما يرغب فى قلب النظام فى مصر ؟!! ... أحدهم قال هل أحد يصدق هذا اللغو الفارغ ... قبطى أخر يقول أسف لن أقبل هذا الخراف والهراء .. أخر يقول كيف تكون أمريكا مساعدة لحماس والإخوان المسلمين وحزب الله وإيران .. وأخر قال هذا خلط للأوراق فالأحداث الجارية فى وادى وكاتب المقال فى وادى أخر ..... وعديد من التعليقات الساذجة والبلهاء التى لا تعلم عن فن السياسة والتلاعب بمقدرات الشعوب والتضحية بأمن وسلامة أى وطن لتحقيق أغراضهم الدنيئة والمخربة .. ولم يمضى على مقالنا أسبوعين إلا وبدأت البشاير تظهر والتى توقعناها بل أكثر من ذلك بمراحل ، وبدلا من التظاهر كما طالبنا ضد الإدارة الأمريكية وأهدافها المضللة خرجت المظاهرات فى جميع أنحاء أمريكا تناصر ثورة 25 يناير وتدعو للإطاحة بمبارك وتؤيد الموقف الأمريكى "إنهم لا يفهمون ولا يعلمون ماذا يفعلون" .
** كتبنا بتاريخ 4 فبراير مقال بعنوان "إلى المغيبين والشماتون" ذكرنا فيه أن البعض لم يستوعب نداءنا الذى أرسلناه .. وكررنا نداءنا مرة أخرى وذكرنا أن الوضع مخيف .. مخيف وذكرنا أن هذه المظاهرات الشبابية والطاهرة أخذت منحرف إخوانى فهناك جنسيات عديدة أوربية وعربية إرهابيون يوزعون المنشورات لإسقاط مصر وليس إسقاط النظام .. أرسلنا لكم رسائل أن تستمعوا لصوت العقل وصوت الضمير .. كتبنا أننا لا ندافع عن مبارك أو العادلى الدموى ولكننا ندافع عن الوطن وتراب مصر .. ولم تتغير ردود الأفعال عن المقال السابق بل وزايد البعض على المقال وقال أن الإخوان لا يمثلون كثير من الشارع المصرى وبالأخص الشباب ... توهم الكثير أن جماعة الإخوان المحظورة هى قلة يمكن محاربتها والوقوف ضدها .. ومن حرك ثورة الشباب فى 25 يناير هو من سوف يحرك الثورة ضد الإخوان .. وهؤلاء هم الذين لا يعرفون أى شئ عن ماضى الإخوان الملطخ بالفساد والدموية والإرهاب ...
** لم يصدقنا أحد عندما صرخنا بل خرجت بعض الأقلام لتحث على مزيد من الثورة حتى يرحل مبارك .. لم يتساءل أحد لماذا إهتم أوباما الحانوتى برحيل مبارك والشأن المصرى ولم يهتم بما يتم فى البحرين أو الجزائر أو اليمن أو ليبيا .. لماذا أصر أوباما الحانوتى على المتابعة للأحداث الجارية حتى رحل مبارك .. وهدأ بعد ذلك ولم يصدر أى تصريحات .. لم يسأل أحد نفسه لماذا خرجت المظاهرات والفرحة فى جميع أرجاء العالم للإحتفال بسقوط مبارك ، وفى غزة تم توزيع الشربات والشيكولاتة والجاتوة إحتفالا برحيل مبارك ... إعتقد الكثير أننى من مؤيدى بقاء الفساد وحكومة مبارك ، وذكرت أكثر من مرة أننى ضد مبارك ولكن هناك المخيف الذى دعا وأصر على رحيل حسنى مبارك وعدم الموافقة على إستمراره فى إدارة شئون البلاد حتى نهاية فترة ولايته ... لم يسأل أحد نفسه لماذا إحتفلت حماس وإيران وحزب الله .. لماذا دفع الإخوان بكل كوادرها إلى ميدان التحرير للإصرار على رحيل مبارك .. لماذا هاج سليم العوا وطلب عدم مغادرة التحرير ليلة الخميس عقب إلقاء مبارك خطابه الأخير قبل إعلان تنحيه عن الحكم .. للأسف لن ينفع الندم بعد أن شارك الجميع فى سقوط مصر فى يد الإخوان ، ونتساءل لماذا تبكون الأن وتنزعجون مما يحدث من طبخ للدستور الإسلامى لإدارة شئون مصر الإسلامية ، أما الجهلاء الذين لا يقرأون المقالات ولكن يكتفون بالعنوان ، ثم إرسال ردود تافهة وسلبية ، لمحاولة الهدم والتسويف .. أقول لكل هؤلاء لمصلحة من تعملون ؟!! ..
** بتاريخ 9 فبراير كتبنا مقال بعنوان "نعم نتفق على الإدانة ولكن نختلف على الأداء" ، وكتبنا نكرر أن الوضع خطير جدا فربما تكون الحسنة الوحيدة لحكم مبارك هو أن يظل فى الحكم حتى تمر هذه السحابة المظلمة التى تجتاح أرض مصر ... فالإخوان تنظيم لا يستهان به ، لا يعرف الأقباط المتظاهرون فى التحرير أنهم يضعون أيديهم فى أيدى أكبر مخربين .. أكدنا فى مقالنا أن الجموع المرابضة فى ميدان التحرير قشور ضعيفة أمام جموع الإرهاب الدموى للإخوان المسلمين .. لم يهتم أحد بما نقول ، فهناك أجندات محددة يتم تنفيذها على بعض المواقع بنشر مقالات عديدة تهيل التراب على النظام المصرى وأنه ليس هناك أدنى مخرج له إلا الرحيل والإستمرار فى التظاهر ، هلل بعض الجهلاء لموقف الإدارة الأمريكية وإعتبروه نصيرا لثورة الشباب ... هكذا ساهم الجميع فى أسلمة مصر ولا عزاء لأوباما الحانوتى وأتباعه فقد حقق ما يصبو إليه أما ما يتم فى بعض الدول فهذا لا يهم هذا الأفاق الحانوتى ، ولم يخرج علينا ببيان يدين أى أحدث عنف فى أى دولة مما يحيط حولنا ... لن أزيد عن ذلك فقد أصابنى القرف ، ففى موقع واحد لا نستطيع تجميع فكر واحد لمصلحة مصر ، وإليكم هذه القصة التى كتبتها الكاتبة "هدى رشوان" بالمصرى اليوم بتاريخ 16 فبراير 2011 ... لعلكم تفهمون وتدركون ما نحن ذاهبون إليه ... تقول الكاتبة :
** "بعد أن أنهيت عملى بالجريدة توجهت إلى منزلى فى مدينة الرماية وسلكت طريق شارع الهرم ، وكالعادة كان مزدحما للغاية ، ومع إقترابى من منطقة الطالبية بالقرب من مسجد السلام المعروف أنه مقر لعدد من الجماعات الإسلامية والسلفية .. فوجئت بمظاهرة تعترض طريقى يتزعمها مطلقو اللحى حاملين لافتات "الإسلام هو الحل" .. "ونريدها إسلامية" .. وقاموا بتوزيع منشورات .. وأكملت طريقى فإذا بأخرين يقطعون طريقى ويعرضون علىّ الأوراق نفسها ، وحينما حاولت أن أقنعهم بأننى حصلت على نصيبى فإذا بشاب حفر ملامحه فى ذاكرتى يستوقفنى مصرا على إعطائى مطبوعاته ، وعندما رفضت .. إنتفضت عروقه كلها بنظرة حادة حملت كره الدنيا كلها ثم .. بصق على وجهى .. نعم بصق على وجهى .. وبعد أن خرجت من نوبة التوتر والبكاء إلى الهدوء سألت نفسى لماذا يحدث هذا فى أعقاب ثورة لم تفرق بين محجبة وغير محجبة .. بين مسلم وقبطى ، وكيف يتعامل هكذا وهو يقدم نفسه باعتباره الأفضل لتولى الحكم ؟!! وماذا يفعلون فى غير المحجبات إذا تولوا حكم مصر ؟ .. هل يفرضون عليهم الحجاب أم يحرقوهن فى ميدان عام ؟ كيف لهؤلاء أن يحلوا مشاكل المواطنين ويحافظوا على كرامة المصريين فى الداخل والخارج " .... وختمت الكاتبة مقالها بالدعاء "اللهم إنقذ مصر من هذا التيار .. أمين" .
** نعم مكتوب ذلك بجريدة "المصرى اليوم" بتاريخ 16 فبراير 2011 ، فهل فهمتوا أيها الجهلاء لماذا صرخنا .. هل فهمتوا أيها الساذجون إلى أين تذهب مصر .. لماذا وجهنا نداءنا إليكم فى بداية هذه التظاهرات ، هل تفهمتم الأن .. أشك فى ذلك فسوف تظلون على عنادكم وسوف يخرج علينا بعض الفلاسفة الذين يسخرون مما نقول ويظلون يؤيدون ما ترمى إليه السياسة الأمريكية حتى لو كان يؤدى إلى تدمير مصر وأقباطها ... نقول لهؤلاء لمصلحة من تعملون ؟!! ، فمواقفكم المخذلة هذه سوف تكون محفورة لكم فى سجلات الخزى والعار .
** هنيئا لأوباما الحانوتى بما فعل وحقق نجاحا مبهرا .. هنيئا للمملكة المتحدة البريطانية بما تنشره من أكاذيب لإسقاط الدولة المصرية ، بل والإدعاء أن حبيب العادلى هو من قام بحادث تفجير كنيسة القديسين وذلك بهدف مزيد من التحريض ضد النظام رغم علمنا أن من قام بهذه الحادثة البشعة هم مجموعة من تنظيم حماس الإرهابى أو بعض عناصر حزب الله المخربة .. نعم ربما يكون هناك تقاعس أمنى ولكن ليس علينا أن تصل بنا السذاجة أن يتلقف هذا الخبر بعض الساذجين ويبحثوا عن حبيب العادلى لتقديم البلاغات .. ويتناسوا ما يتم طبخه فى الإدارة الأمريكية والنظام البريطانى .... نقول لكل الذين أساءوا لأقباط مصر ولمصر وللوطن .. شكرا فقد ساهمتم فى تدمير الوطن ..

CONVERSATION

0 comments: