** إذا كانت التجارة شطارة فإن بيع الأوطان أدنى درجات الحقارة .. بئس الطعام أن يأكل الرجل لحم أمه ، وبئس الشراب أن يرتوى بدماء إخوته ، وعندما يتحول الإنتماء الدينى إلى "بيزنس" وتصبح أرواح الأقباط ودمائهم صفقة ، عندئذ تتضائل أبشع الجرائم ويتحول كل المتعاملين فى هذه التجارة الكريهة إلى سماسرة يضاربون بشرفهم وكرامتهم مقابل حفنة دولارات مشبوهة .. وهذه المضاربة الساقطة تتم الأن على نغمات نشاذ تدور فصولها فى بهو الفنادق والنوادى على شرف الضحايا من أقباط مصر ، حيث إختاروا لها إسم حركى وهو "إضطهاد الأقباط فى مصر" ..
** نعم إنهم فئة ضالة مخادعة بعضهم يقيم بالخارج .. لا عمل له إلا التربح من خلال الملف القبطى التى تحركه الصهيونية العالمية والبعض ليس له رغبة للسفر بالخارج فهو يسير على نفس الدرب للتربح من دماء وأرواح الضحايا وجثث الأقباط .. وهم يقيمون فى مصر ويعملون تحت مسميات منظمات حقوقية أو لجان الحريات .. هؤلاء كثيرين أقباطا ومسلمين ، فهم لا يهتموا بدماء الضحايا ولكن إهتمامهم ينصب على سرعة تواجدهم فى مسرح الأحداث ، وهم يبحثون عن قنوات الإعلام وكاميرات الإضاءة كالعاهرة التى تبحث عن صيدها الثمين حتى تعرض جسدها لمن يدفع أكثر من الأخر .. نعم لا يهتم هؤلاء بالضحايا ولا بلحظات الرعب والهلع التى أصيبوا بها وعاشوها ، ولكن ما يهمهم هو جمع التبرعات من منظمات مشبوهة تعمل بنفس المجال كشبكات لجمع المعلومات عن مصر لصالح منظمات صهيونية ..
** نعم ما يهم هؤلاء هو البحث عن الكاميرات ، حتى يصل صوتهم ليس للمسئولين بل لأسيادهم ليتمكنوا من قبض ثمن الخيانة والغدر .. ليس معنى ذلك أن الحياة وردية ، بل هناك إضطهاد دينى وإرهاب لأقباط مصر بدأ مع أحداث الخانكة 1979 حتى اليوم ولم يتغير شئ ولم يتبدل شئ ، بل صارت الأحداث الإرهابية من سيئ إلى أسوأ ، بعد توغل فيروس "الإخوان المسلمين" وإنتشاره فى الشارع المصرى بعد سقوط النظام السابق ..
** نعم هناك إضطهاد ضد الكنيسة والأقباط منذ عهد السادات ، وبعد تنحى مبارك إرتكبت جرائم عديدة وبشعة وشبه يومية ، وبدأ صوت الأقباط يخبو ، حتى وإن إنطلقت صراخاتهم إلى الشارع خارج أسوار الكنيسة .. لقد وصلت الجرائم ضد الأقباط إلى رفض الأخر ورفض المواطنة ورفض التعايش كنسيج واحد ، وجراء ذلك ماذا فعل الأقباط أو المنظمات الحقوقية أو أقباط المهجر أو الكنيسة .. الإجابة الصادمة لا شئ .. لم تختلف الأحداث التى تعرض لها الأقباط والمتكررة من "بنى والمس" ، و"دير مواس" ، و"بمها" ، و"ديروط" ، و"أبو قرقاص" ، و"قرية بشرى" ، و"الدخيلة" ، و"الكشح الأولى والكشح الثانية" .. وقتل الأقباط وحرق الكنائس وترويع الأمنين إلى ما بعد ما أطلقوا عليه 25 يناير "ثورة 25 يناير" .. بل لقد زادت المواجهات والكراهية .. لقد شاهدنا بعد 25 يناير هدم كنائس وإحراق البعض منها وخطف الفتيات وأسلمتهن بالإكراه .. شاهدنا سقوط عديد من القتلة فى أحداث عنف طائفية لم تتعرض لها مصر من قبل !! .. والأسباب ساذجة ولكن صار الإحتقان هو سيد الموقف فى الشارع المصرى .
** أحداث مؤسفة وقعت خلال أسبوع واحد .. إطلاق بلطجى يدعى "أبو طالب" النيران على أربعة أقباط بقرية "نزلة الرمان" مركز أبو قرقاص – المنيا ، دون سبب أو مبرر ، وهو نفس سيناريو أحداث أبو قرقاص 1979 والإعتداء على كنيسة أبو قرقاص وقتل 23 طفلا وهم يحملون بعض الصلبان ويصلون ومعهم صور لبعض القديسين وبضعة قروش .. خرجوا هؤلاء الأطفال ليجدوا المدافع الرشاشة فى إنتظارهم لتحصد أرواحهم ويتكرر نفس السيناريو عن طريق بلطجى إرهابى منذ أسبوع يقتل إثنين من الأقباط ويصيب إثنين أخرين برغم أنه لا توجد أدنى علاقة تربط الضحايا بالإرهابى إلا محاولته الإنتقام من الأربعة على الهوية الدينية ..
** نعم إنطلقت الفوضى وهدم الكنائس وحرق المنازل والقتل لأقباط مصر فى كل مكان فى أرجاء الموكوسة .. ولم يجد الأقباط من يدافع عنهم وعن حقوقهم ، بل نفس النغمات ونفس التصريحات ونفس الوجوه وإن زادت حدة اللغة وعدد الحقوقيين وهرولة نسبة كبيرة من أقباط المهجر إلى مصر بإعتبار أن سقوط النظام السابق هو نهاية للأحداث الدموية ضد أقباط مصر !! .. ولم يختلف الذين يزعمون الدفاع عن حقوق الأقباط عن الماضى فى شئ ، بل وجدناهم للأسف الشديد يروجون لتجارة البيزنس ، هناك من طالب بتحجيم دور الكنيسة وإستبعادها نهائيا من الحوار السياسى زاعمين أنهم الصفوة الموكلة من الشعب القبطى للحديث بإسمهم ، حتى أننى فى أحد المؤتمرات وما أكثرها التى ترأسها مركز حقوق الإنسان .. طالب أحد القساوسة فى أثناء إلقاء كلمته بعودة رجل الدين إلى الكنيسة وعدم الإدلاء بأى أحاديث إعلامية للإعلام أو الصحافة ، وتناسى هذا القس أنه هو الأخر أحد القساوسة والمنتمين لأحد الطوائف الأخرى والذى فجأة تحول إلى نجم تليفزيونى لأحد المحطات القبطية الخاصة ، بينما شعبه وشعب الكنيسة هم فى أشد الحاجة إلى وجوده بجوارهم وتمثيل نفس الدور من داخل الكنيسة !! ، بل أن عقب 25 يناير حضر إلى مصر عديد من نشطاء أقباط المهجر .. قالوا كنا ممنوعين من الدخول إلى مصر !! ، وإنطلقوا إلى فنادق الخمس نجوم يحملون دولارات العم سام تصاحبهم شلة المطبلاتية والمنتفعين ، وهم معروفون بفتح أبواب السيارة وتلبيس الجزم ، وتهيئة الإعلام لإستقبالهم بعد دفع المعلوم بالدولار الأمريكانى ، لمحاولة ظهور بعض هذه الوجوه فى الإعلام المصرى الذى فتح صالة كبار الزوار لجماعة الإخوان والسلفيين والمفرج عنهم من الجماعات الإرهابية من السجون المصرية .. لم نرى أى قبطى يأتى من بلاد العم سام أو الأخت فرنسا أو السنيورة بريطانيا ليلاقى أصحاب المشكلة فى قرى ونجوع الصعيد المصرى للمشاهدة على الطبيعة وتنتقل حوارتهم إلى تلك المناطق المنكوبة بالإرهاب وأن تكون رسالتهم ضد هؤلاء الفوضويين والإرهابيين والمسئولين لمحاولة عدل ميزان العدالة ، بل رأينا كل هؤلاء عندما تطأ أرجلهم أرض المطار لا يشغلهم هموم الوطن بقدر البحث عن كاميرات الإعلام والقنوات الفضائية ، ويبدأون نشاطهم من خلال الفنادق الفاخرة وقاعات المؤتمرات المجهزة !! ، وهو ما يدعم حصولهم على أكبر نسبة من العمولات والبيزنس ، وكلما زادت حصة الظهور الإعلامى والحوارات الصحفية ، كلما إنتفخت جيوبهم وتضخمت ثرواتهم ، بل إن ما يثير الإشمئزاز أن يهل علينا كل عاطل بالوراثة ليتحدث بإسم الأقباط ..
** شخصيات هزيلة ومواقف ثابتة لا تتغير وكلمات لا تتبدل تعودنا عليها عقب أى أحداث إرهابية ، فهنا شخصية "منظرة باشا" وهذه الشخصية معروفة بولعها بالإعلام ، ولا يستطيع الحديث أو الحوار إلا فى وجود إعلام حتى لو كان إعلام "سنية جنح" وبجواره الوجه الحسن .. وهناك شخصية أخرى إنتهازية لا يتورع عن عمل أى شئ ويجيد فن النميمة والكذب وخلق الحكايات ودق الأسافين ، وشخصية أخرى لديها إنفصام فى العقلية فجأة تجده هنا ، ثم يختفى فجأة ويهرول إلى مكان أخر أكثر سخونة وليس له رأى ثابت ويمكن أن يغير رأيه فى ثوانى معدودة .. وشخصية أخرى تذكرنى بالسيد قاسم السماوى فهو يكره حتى نفسه !! .. فهل هذه النماذج تصلح أن تتحدث بإسم أقباط مصر ؟!! .. هل يمكن أن يمثلوا الأقباط فعلا أم أنهم يمثلوا عليهم ؟! ، هل يتعرض الأقباط للقتل والسحل والإرهاب وينتظرون وصول ولى نعمتهم من بلاد العم سام للدفاع عنهم ؟!! ..
** ربما يغضب هذا الكلام بعض المتنطعين الذين حولوا قضايا أقباط مصر إلى سبوبة وبيزنس وتجارة تدر عليهم الكثير ، ربما يعلق بعض السفهاء ويقول أن من يردد هذا الكلام سبق أن قام بعض الأقباط بدعوته لحصور هذه المؤتمرات .. أقول لهم وأنا شاكر هذه الدعاوى ولكن عقب أى مؤتمر ما الذى حدث .. هل حلت المشاكل أم هو مؤتمر للتلميع الإعلامى وشكرا "كمبورة" .. يقول البعض كفاكم حقد على أقباط المهجر .. أقول لكل هؤلاء أن ما يتعرض له أقباط مصر فى القرى والنجوع يجعلنا نخجل من أنفسنا ، ولا نقبل المزايدة أو القسمة على إثنين .. إن ما يحدث فى صعيد مصر للأقباط والقهر والذل الذى يتعايشون فيه .. يجعلنا نقول لهذه المجموعة من الأراجوزات والبهلوانات كفاكم خداع وكذب وتضليل ..
** أما الإعلام والمواقع الإلكترونية على الإنترنت التى تنشر لكم وتهلل لأخباركم ، فهى للأسف مواقع مضللة وقد وصلت معلومات لموقعنا أن هناك موقعين مشهورين يتم فيهما فبركة بعض الأخبار المغرضة ، وللأسف الشديد هذه المواقع تحظى بنسبة مشاهدة عالية جدا ويمولهم رجال أعمال إسرائيليون ، وسوف أكشفهم قريبا بإذن الله .. نقول كل ذلك لأن الأقباط يدفعون الثمن ولا يدرى البعض خطورة ما يحدث فى الشارع المصرى والذى حذرنا منه ألاف المرات ، حتى رجل الأعمال نجيب ساويرس قبل هذه الحملة المسعورة وخسائره التى تعدت بالمليارات وهجوم الإخوان والجماعات الإرهابية عليه .. كتبنا قبل هذه الأحداث "رسالة هامة إلى رجل الأعمال نجيب ساويرس" ، ونشرت هذه الرسالة على جميع مواقع الإنترنت ويمكن للقارئ الرجوع إلى محرك البحث "جوجل" بنفس عنوان الرسالة ليتأكد الجميع أننا حذرنا رجل الأعمال بأنه سيتعرض لحرب شعواء وسيتهم بإزدراء الدين الإسلامى ، وسيطلق البعض فتاوى لإهدار دمه ، والسبب معروف أن رجل الأعمال المصرى الجنسية والقبطى الديانة فكر أن يؤسس حزب ليبرالى لمواجهة الجماعات الإرهابية ... إقرأوا الرسالة التى لم تصل إلى رجل الأعمال ليتأكد الجميع من قراءتنا الثاقبة للأحداث ، ولكن التكبر أو الذات والأنانية تجعل الأقباط أنفسهم يكرهون النجاح والفكر المستنير ، فكل هلفوت يقول أنا المسئول والنتيجة ضياع قضايا الأقباط ، وهو ما تنفذه جماعات الإخوان الإرهابية فى مصر .. سيطلقون إرهابهم فى كل شبر من أرجاء المكسورة ويظل الأقباط يهرولون وراء الأحداث دون الإلتفات إلى ما يجرى داخل الشارع المصرى ، فلا هم ينافسون على برلمان مجلس الشعب ولا هم يشاركون فى صنع القرار .. لقد جعل الإخوان والأحزاب اليسارية الأقباط يلهثون وراء الأحداث ومرة وراء شائعة وفاة البابا وأحداث طائفية مفتعلة ، والهدف واضح أن يبتعد الجميع عما يدور بالشارع المصرى وما تدبره بعض المنظمات الإرهابية التى إحتلت فجأة الساحة والشارع المصرى ، علما بأن هذه الحركات معروفة بإجرامها وعناصر البلطجية التى تضمهم ، هل سأل أحد الأقباط الشرفاء أو المهتمين بالشأن القبطى والمواطنة ومستقبل مصر ، ما هى الوجوه التى فجأة أصبحنا نراها رغم ماضيهم المخزى .. من هوالإستشارى ممدوح حمزة وأين كان ولماذا سجن 45 شهرا فى أشهر السجون البريطانية والمعروف بضم عتاة المجرمين .. من هو جورج إسحق الذى يتكلم بعنف ودموية .. من هو عصام العريان .. من هو سعد الكتاتنى .. من هو البلتاجى .. من هو سليم العوا .. من هو عمرو موسى ، وهل لا يعتبر من فلول النظام .. من هو البرادعى ، أسماء وشخصيات تصيب من يقرأ أسمائهم بالدهشة والتساؤل ..
** نعم .. مصر لم تعد مصر .. هناك تحول خطير ومرعب فى الشارع تسانده الدولة والإدارة الإرهابية الأمريكية وبدلا من وقوف أقباط مصر بالخارج ضد مخططات أوباما اللقيط ، نجدهم والعياذ بالله يخرسوا ويتكتموا ويصابوا بالبلاهة .. وهم ينظرون إلينا ويعتبرون أننا متخلفين .. لم أسمع عن قبطى واحد شرب من مياه نيل هذا الوطن يعارض السياسة الأمريكية ، بل سمعت وحضرت مؤتمرات لبعض أقباط المهجر وهم يسبحون ويمجدون فى السياسة الأمريكية وعبقرية أوباما .. ويتحدثون عن "الربيع العربى" بكل زهو وفخر .. فهل هؤلاء أقباط أم خونة .. سأترك الحكم للشرفاء وللتاريخ ، ومع ذلك نقول لكل هؤلاء المرتزقة والأفاقين إرفعوا أيديكم عن أقباط مصر .. كفاكم شعارات مزيفة .. إبحثوا لكم عن سبوبة بعيدا عن المواطن القبطى البسيط الذى لا حول له ولا قوة ، ولا يملك إلا أن يرفع أيديه إلى السماء ليصلى إلى رب المجد .
** أقول لأقباط الداخل والخارج .. كفاكم تمثيليات بإسم أقباط مصر "فلتذهبوا إلى الفنادق والمنتجعات السياحية ولتعقدوا مؤتمراتكم كما تشاؤون مع الوجوه الحسنة والناعمة ، ولتذهبوا إلى الجحيم .. ولكن حذار الكلام بإسم أقباط مصر .. ولن نصمت على هذه التمثيليات فما أكتبه هو جرس إنذار وربما المقالات القادمة ستكون أكثر فضحا لهذه البلهوانات .. أقول لكل هؤلاء لن تحل مشاكل الأقباط بعيدا عن الكنيسة ، كما أقول للكنيسة إفتحوا أبوابكم ولا تغلقوها فى وجوه الشرفاء وأصحاب الرؤية الوطنية الصادقة .. فلن تحل الكنيسة مشاكل الأقباط وحدها ، فكلا يحتاج إلى الأخر لمواجهة الإرهاب المتأسلم فى مصر المتحولة ، نعم كلا يحتاج إلى الأخر ودعونا من الغطرسة والغرور .. أخيرا أرجو أن تكون رسالتى وصلت .. حماك الله يا أرض مصر وحمى شعبك المخلص والطيب والصبور من المتاجرين بالإسلام والمسيحية ..
رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير موقع صوت الأقباط المصريين
0 comments:
إرسال تعليق