مخلفات ثورة يناير .. الفوضى والبلطجة والزبالة/ رأفت محمد السيد

لاأحد ينكر أن كل ثورة لها إيجابياتها ولها أيضا سلبياتها ، ولو تحدثنا عن سلبيات ثورة 25 يناير المصرية لوجدنا انها أفرزت وأخرجت أسوا مافى الشعب المصرى صاحب أعظم الحضارات فى التاريخ ، وحديثى بالطبع لايحمل العمومية والشمولية وإنما ينصب على شريحة كبيرة من الشعب المصرى لم تفرق حتى الأن بين معنى الحرية والفوضى (وشتان الفرق ) فلقد أصبحنا نرى أشياءا لانجد لها تفسيرا سوى أن هناك شريحة كبيرة من هذا الشعب لابد وأن تُحكم بالكرباج والشدة والقسوة وهذه حقيقة يجب أن نقرها جميعا وإن كنت على يقين أن حديثى لن ينال رضاء كثيرين سيستشعرون أن هذا الكلام ينال منهم لأنهم من صناع الفوضى ، فأكم من مخالفات وتجاوزات تحدث فى شتى بقاع مصر نتيجة إستشعارهؤلاء الفوضويون الذين يريدون مصر بلا هوية بغياب الدور الأمنى الذى مازال يؤدى ولكن على إستحياء فالفوضى .... أصبحت فى كل مكان فى الشارع المصرى ولك أن تتخيل عزيزى القارئ أن هناك من قام ببناء أكشاك ومحلات وشقق سكنية فى شوارع وميادين عمومية دون مبالاة ، ولاخوف من احد !!؟؟ فضلا عن الفوضى المرورية الملحوظة التى لم نرها من قبل إلا فى حالات فردية مثل "السير عكس الإتجاه ، الوقوف فى أماكن ممنوعة وأكثر من صف دون الإهتمام بدفاتر مخالفات المرور على الإطلاق السرعة الجنونية ، كسر الإشارات الضوئية وغير الضوئية وغيرها ، فهذا شئ ضئيل جدا من وصف الفوضى التى تعم البلاد ولكنى إخترت الظاهر والملحوظ منها
أما ظاهرة البلطجة .... (فحدث ولا حرج) فقد أصبحت البلطجه من وجهة نظرى المتواضعة "دولة داخل الدولة " وهذه حقيقة واقعة فنرى الان فى الشارع المصرى حالة غير مسبوقة من الإنفلات الامنى بفعل فاعل (والفاعل معلوم) فلم تخل مراكز ومدن وقرى مصر من حالات السرقة والقتل والسلب والنهب وخطف الأطفال وسرقة السبارات وانتشار المخدرات والمشاجرات بإستخدام الأسلحة البيضاء والسنج والمطاوى والجنازير والسيوف والاسلحة المسروقة التى إنتشرت بصورة كبيرة بعد الثورة ولك أن تتخيل أن كل ذلك يحدث فى وضح النهار بعد إختفاء قوات الشرطة عمدا مع سبق الإصرار والترصد وكأنهم يعاقبون الشعب لتأييده للثورة التى حررتهم من الفاسدين ودائما مايردد رجال الشرطة بعد الثورة عباراتهم الشهيرة لكل من يستنجد بهم "مش إنتم عايزين ثورة خلى الثورة تنفعكم " هل هذا يعقل ياسادة ؟ لقد اصبح جهاز الشرطة لايحرك ساكنا والدليل على ذلك ظهور البلطجية بصورة لم تكن موجوده من قبل مستغلين حالة الغياب الملحوظ والتراخى الذى اصاب رجال الشرطة "إلا من رحم ربى " واعتبر البلطجية هذه الحالة فرصة ذهبية لبسط نفوذهم وسيطرتهم على المواطنين الامنين فصاروا يقتلون الأبرياء ويسلبون وينهبون الافراد والمحال والشركات والبنوك ، والذى يحاول ان يتصدى لهم من الافراد يكون مصيره القتل ، وأحمل جهاز الشرطة بأكملة هذه الفوضى العارمة فهناك حالة من التمرد والعصيان والإستهتار الواضح منهم بأمن الوطن والمواطنين لدرجة أن الفزع والرعب والخوف وعدم الأمان أصبح هو الشعور السائد بين الناس فى الشارع المصرى الأن ، لقد إكتفى ضباط الشرطة فى الفترة الحالية ولحفظ ماء وجوههم فقط بتحرير المحاضر وكأن لسان حالهم يقول للناس"عليكم ان تدافعواعن أنفسكم بأنفسكم دون الإعتماد علينا " هذه هى الحقيقة دون مزايدة أو نقصان
أما الزبالة .... فهى أيضا ظاهرة مستحدثة على مجتمعنا، فمن المفهوم أن كل أسرة لها مخلفات يومية من طعام وشراب وخلافة ومن الطبيعى أن هذة المخلفات يختص بها أفراد وشركات متخصصة تقوم بنقل هذه القمامة وتوريدها لمصانع المخلفات لإعادة تدويرها وهكذا ، ولكن العجيب أن هذه الشركات وهؤلاء الأفراد قد إختفوا أيضا إختفاءا متعمدا مما يضطر المواطنين إلى إلقاء مخلفاتهم فى أى مكان للتخلص منها ، مما جعل البلد مليئة بأكوام القمامة ، الأمر الذى يترتب عليه إنتشار الذباب والبعوض وانتشار الأمراض إذا ماستمرهذا الوضع لفترة طويلة ومما زاد الطين بلة أن هناك أفراد أظن أنهم ماجورين يقومون الأن بحمل هدم المنازل من طوب وزلط وكسر رخام ويقومون بإلقائة على قارعة الطريق العام فى شوارع حيوية بوسط البلد وفى شوارع رئيسية شهيرة ودليلى على ذلك هو شارع احمد حلمى بمحافظة القاهرة "العاصمة " توجد تلال من مخلفات الهدم بطول الشارع الذى يمتد لأكثر من خمسة كيلو مترات بداية من كوبرى عبود وحتى ميدان احمد حلمى الشهير، بل إستفحل الامر لعدم وجود من يعترض هؤلاء الناس ، حتى وصل بهم الامر إلى إلقاء هذه المخلفات بالقرب من ميداان القللى وهو من الميادين الشهيرة بوسط البلد – ماذا يحدث ؟ ومن وراء تلك الأفعال ؟ وماالمقصود والدافع وراء تلك الأحداث ؟ وأين محافظ القاهرة من كل مايحدث !!!؟؟؟؟ اسئلة إجاباتها موجودة لدى الأجهزة الأمنية التى تركت الحبل على الغارب لهؤلاء المخربين والمفسدين الذين لابد وأن يحاكموا على مايقترفوه فى حق البلاد ، فقد أصبح إهتمامنا وشغلنا الشاغل فى متابعة محاكمة الرئيس المخلوع وولديه وأعوانة وتركنا مجرمين أخرين من نوع خاص يخربون فى البلاد على مرأى ومسمع من الجميع دون أن نوجه لهم حتى اللوم والتوبيخ الذى يستحقوه جراء مايفعلون .
إننا جميعا نحترم المعنى الحقيقى للحرية وكلنا ضد الفوضى والتخريب بكل معانيها "فأنت حر مالم تضر" ،ولكن الضرر سيلحق بالجميع إذا لم ننتبه ، فالحرية لها ضوابط شرعية ، وتطبيق الحرية بمفهومها الصحيح هو أول سبل التقدم والرقى لمجتمعنا المصرى ، إن أقصى أمنياتى لحل تلك المعضلة هى عودة القوة والهيبة المغلفة بإحترام أدمية المواطن المصرى من جانب رجال الشرطة وأن يكونوا أشداء على البلطجية والخارجين على القانون ، رحماء على المواطنين الأمنين الذين يريدون العيش فى امان واستقرار ، فلن يعود الإستقرارإلا بعودة حميدة ومخلصة لرجال الشرطة الشرفاء الذين كل غايتهم تحقيق أمن مصر وشعبها وساعتها فقط يمكن أن نتخلص من الفوضى والبلطجة والزبالة حماكِ الله يامصر وحمى شعبك العظيم .



CONVERSATION

0 comments: