هرمنا.. هرمنا من الوجوه القديمة عند كل استحقاق/ علي مسعاد

في أفق الإنتخابات التشريعية المقبلة

مع الإعلان عن 25 نونبر ، كموعد نهائي ، لإجراء الانتخابات التشريعية المقبلة ، تكون الوجوه القديمة ، التي اختفت عن الوجود ، منذ الإعلان عن النتائج السابقة ، قد وجدت مبررا لها ، للظهور من جديد ، في الشوارع ، في حفلات التأبين ، في موائد الرحمان ، أينما رحلت وارتحلت ، قد تجد هذه الوجوه وقد علت محياها ، ابتسامة ساحرة كسحر كلماتها المعسولة ، في القضاء على آخر " براكة " في الحي الصفحي و تشغيل كل العاطلين عن العمل و توفير العيش الكريم لكل المتقاعدين و الأرامل واليتامى و جلب الاستثمارات الأجنبية ، للقضاء على غلاء المعيشة و إرتفاع الأسعار ، بالرفع من الأجور الهزيلة و الحد من إفلاس الشركات و عودة كل المحتجين إلى أماكن عملهم و تلبية جميع مطالبهم مع القضاء على كل الظواهر السلبية ك " الفراشة " الذين سيتم تعويضهم بأسواق نموذجية و و ما لا ينتهي من الوعود الوردية .
هنا في سيدي البرنوصي كما في باقي جهات المملكة ، التي ابتليت بمثل هذه الوجوه ، التي تتكرر في كل مرة ، ومع كل استحقاق انتخابي لدرجة الملل .
بحيث أن "الخرجات " التي دأبت عليها ، ذات الوجوه مع كل موعد انتخابي ، عادت للظهور من جديد ، من خلال التجمعات و اللقاءات ، التي تعقد هنا وهناك ، لأجل تلميع صورهم ، التي طالها الصدئ ، مع طول غياب ، شأنهم في ذلك شأن برامجهم و مشاريعهم التي لم تر النور ولم يخرج للوجود منها ، إلا ما يهم مصالحهم الخاصة والعائلية ، فيما البقية من الساكنة ، فمازالت تعاني الأمرين ، في الحصول على حقها في العمل و الخدمات الصحية وحقها في سكن لائق ، يليق بكرامتها و كبريائها .
ولعل الزائر لدور الصفيح و للحي الصناعي و للأسواق النموذجية كسوق " السلام " و للحدائق العمومية المهملة و للباعة الجائلين في كل الشوارع و للملك العمومي المحتل من طرف المقاهي والمحلات التجارية و لأصحاب الأكلات الخفيفة التي تنعدم فيها الشروط الصحية وو غيرها من الفضاءات المفتوحة و المغلقة ، حيث تنتشر الرشوة ، المحسوبية و الزبونية في كل شيء ، سيقف عند حقيقة فشل سياسة هؤلاء ، في تسيير الشأن المحلي و تدبير المرافق و ترشيد المال العام .
فالساكنة ، قد ملت من ذات الوجوه و نفس الكلمات و الوعود عينها ،ومن الأحزاب السياسية التي مرت من هنا ، التي بات من اللازم ، أن تفكر بشكل جدي في تجديد هياكلها و دمائها و إعطاء الفرصة للوجوه الجديد ، حتى تقول كلمتها .
لأن الأسابيع القليلة القادمة ، التي بقيت عن موعد الاستحقاقات الانتخابات التشريعية ل2011 ، كفيل بأن يدفع بالأحزاب السياسية الوطنية ، إلى التفكير في الانفتاح و التواصل مع الناخب الذي فقد الثقة ، في الوجوه القديمة و في أسلوب تدبيرها للشأن العام ، لتجديد الثقة في التي تستحق أو إعطاء الفرصة للوجوه الجديدة لكي تقول كلمتها ، في عهد الدستور الجديد و المتغيرات التي تشهدها البلاد و ما يعرفه العالم العربي من حراك شبابي ، قبل فوات الأوان ، لأن الانغلاق على ذاتها ، من شأنه التسريع بموتها و رميها في سلة المهملات .
فساكنة حي سيدي البرنوصي ، كما غيرها من الأحياء و المناطق الشعبية منها والراقية ، قد ملت من الوعود الكاذبة و الكلام المعسول و اللغة الخشبية و شراء ذمم المواطنين ، من أجل الفوز بكرسي في البرلمان أو في الجماعات المحلية و غيرها من المؤسسات المنتخبة ، و التنكر لكل ما قيل قبل وأثناء الحملة الانتخابية .
خصوصا و أننا نعيش زمن التغيير و التجديد ، في كل شيء ، في البرامج ، في المشاريع ، في الأفكار الاستثمارية و لا مكان فيه للفاسدين والسماسرة و زبانيتهم ، لأن مصيرهم هو " ديكاج " الشعار الأكثر تداولا لدى جيل الترامواي .
فهل ، ستكون أحزابنا السياسية في الوعد أم أنها ستكرر التجربة ذاتها مع ساكنة سيدي البرنوصي ؟ا

CONVERSATION

0 comments: