طلب الحق حرفه يا سادة/ رأفت محمد السيد

نسى هواة الإعتصام من المصريين أن يقوموا بعمل وقفة إحتجاجية أمام مجلس الوزراء بسبب موجة الحر الشديدة التى شهدناها الايام الماضية ، مطالبين الحكومة بمايوه وبلاج لكل مواطن لكسر حدة الحرارة القاتلة نتيجة الرطوبه العالية لاسيما وأن الإعتصامات والوقفات الإحتجاجيه فى مصر قد أصبحت "موضة جديدة" لم نكن نراها من قبل بهذه الصورة الفجة ،والسؤال هل إستيقظ هؤلاء الناس فجأة من سباتهم ؟ وأين كانوا من قبل ؟ وهل هذا هو الاسلوب اللائق للمطالبة بشى حتى لو كان "حق ضائع" فى مثل هذه الظروف التى تمر بها البلاد ؟ أنا لست ضد الإعتصامات ولا الوقفات الإحتجاجية بل أنا معها وأؤيدها ولكن بشروط : أولها إستنفاذ كافة السبل الودية فى المطالبة بالحقوق الشرعية وفى موضوعات حيوية وهامة ومصيرية ، فقد أصبحنا نرى أن كل من يعترض على أمر من الأمور مهما بلغت تفاهته يعتصم إما فى ميدان التحرير أو أمام مجلس الوزراء اوأمام ماسبيرو وهو شئ مضحك بصراحة وياليت الامر يقف عند هذا الحد فقط بل قد يتعدى الأمر إلى أكثر من ذلك فيصل إلى التخريب وإثارة البلبلة والفتن والقلائل التى ليست فى صالح مصرنا الحبيبة فى هذه المرحلة الإنتقالية الحرجة التى تحدد ملامح مستقبل مصر القادم ، فهناك قنوات شرعية يمكن التوجه إليها والمطالبة بالحقوق المشروعة من خلالها لاسيما وأن الثورة قد خلقت نوع من الإهتمام النسبى لدى كثير من المسئولين بمطالب وشكاوى المواطنين ومحاولة إيجاد الحلول لها وهو شئ إيجابى يحسب للثورة فقد كان فى السابق لامجيب لمطالبنا بل كنا لانجد من يستمع حتى إلى شكوانا وكأننا كنا " نؤذن فى مالطة" أو "ننفخ فى إربة مقطوعة" وهى أمثال خرجت من المصريين نتيجة المعاناة والذل والقهر الذى كانوا يعيشونه إبان العصر البائد ، أنا أعلم وأعى جيدا ان هناك حقوقا ضائعة ومسلوبة من المواطنين لابد وان تعود إليهم ولكن فى نفس الوقت علينا ان نتفهم ونكون منطقيين أن الحكومة لاتملك عصا سحرية للإستجابة لكل هذه الطلبات فى وقت قصير بل فى مرحلة إنتقالية تتطلب تضافر الجهود والصبر قليلا حتى تنهض مصر من جديد ، وليكن شعارنا فى المرحلة الجديدة والذى لن نحيد عنه " لايضيع حق وراءه مطالب " فلنحاول مرات ومرات المطالبة بحقوقنا ولنطرق كل الأبواب ، فمن غير المعقول أن تكون جميع الأبواب مغلقة إن الاساليب الجديدة التى نراها اليوم من بعض الفئات والتى تؤثر على حركة المجتمع بالسلب للضغط على الحكومة هو أمر غير مقبول بالمرة ، وأخرها إضراب سائقى القطارات عن العمل للمطالبة بزيادة الحوافز ليخلقوا حالة من الضغط على الحكومة للإستجابة لطلباتهم ، فقد رأيت زحاما أشبه بيوم الحشر في محطة مصر يوم هذا الإضراب ، هذا هو المشهد الذي سيطر علي الأرصفة والساحات بعد الزحام الرهيب من المواطنين بسبب الشلل التام لحركة القطارات? والغريب أن سائقى الميكروباص أيضا قاموا باستغلال الموقف عن طريق زيادة ومضاعفة الأسعار التي وصلت إلي75 جنيها للإسكندرية, و25 جنيها للمحلة الكبري مطبقين المثل السئ " مصائب قوم عند قوم فوائد " حتى أن ردود الفعل كانت غاضبة من جانب المواطنين والمسافرين, بسبب تعطيل مصالحهم والتكدس الشديد بسبب وقف حركة القطارات إلي درجة أن عددا كبيرا منهم طالب بتحويل السائقين المضربين إلي تحقيقات عاجلة. إن مايحدث من مطالب فئوية بهذه الصورة ليس من الشهامة المصرية التى نشتهر بها وحدنا على مستوى العالم العربى والتى أصبحت بكل الاسف والاسى تتلاشى شيئا فشيئا ويوما بعد يوم ، لقد هتف سائقوا القطارات أثناء إعتصامهم "بالروح بالدم رزق عيالنا أهم" اعتراضا علي رفض الهيئة صرف بعض المستحقات المالية لهم،وأقول لهم إن كان رزق ابنائكم متوقف على الهيئة فهذا نقص إيمان فالرزق فى السماء والرزاق هو الله وأبنائكم لن يرضيهم أن يحصلوا على رزقهم بهذه الصورة التى أضرت بإخوان لكم منهم المريض ومنهم صاحب الحاجة ، فالحصول على الحق يجب أن يكون بلا ضرر ولااضرار ، إن حديثى ليس موجها لسائقى القطارات بعينهم ولكن لكل الفئات التى قد تتسبب فى إلحاق الضرر بإخوانهم ، ومازلت أكرر أطلب حقك كما شئت ولكن بطريقة مشروعة ومتحضرة ، فساعتها فقط سيتعاطف الجميع معكم بل قد يعتصمون إلى جواركم لمؤزراتكم للحصول على حقوقكم ولكن المهم علينا ان نتعلم من جديد كيف يكون طلب الحق ؟ فطلب الحق حرفة .. طلب الحق حرفة ياسادة .


CONVERSATION

0 comments: