أبو علي مصطفى: لك دينك ولنا دين/ عطا مناع

جاءت الذكرى، ذكرى تحمل لنا اللاشيء، كأنك القادم من زمن أخر، لا نعرفك، لكننا نستعين بك أحيانا على المرحلة التي طحنت ما تبقى فينا، فللمرحلة أبجدياتها ونواميسها التي لا تتقاطع معك، فأنت يا سيدي تنتمي لزمن" الإرهابيين" زمن الذين حدقوا يعيون من نار وقالوا هي لنا، عشنا فيها ونموت فيها، لأننا نعرفها حجراً حجر، لأننا تنشقنا هواءها وتعمدنا في ترابها.
يا أبو علي مصطفى، قلها لكل من سبقوك لكم دينكم ولنا دين ، ما عدنا نعرفكم، ولا ننتمي لثقافتكم، وفي الذكرى تحملنا أقدامنا بتثاقل ونجلس في الصفوف الأولى يرافقنا الخجل والسؤال، الم اقل لك أننا لا ننتمي إلى زمنك، وان أبو الخيزران القي بنا في الخزان وحذرانا من قرع جدرانه، أو مجرد التفكير لا المحاولة.
أصدقك القول: نحن نعيش زمن أبو الخيزران الذي يرسم لنا خارطة الوطن،فالوطن ما عاد من النهر إلى البحر، فالوطن جدار وحصار وبساط احمر وربطة عنق، والوطن دولة نفتش عنها في جنبات أيلول، يا أبو علي مصطفى ما عدنا نريدك، لك دينك ولنا دين.
اخرج من عالمنا، وعد إلى عالمك، فأنت تنتمي إلى زمن المقاومة، ونحن نعلنها بالصوت العالي إننا نتبنى إستراتيجية المساومة، الم اقل أن لك زمنك ولنا زمننا، فنحن وضعنا كما القردة في القفص عاجزين عن الوصول إلى الموز، ونحن والحمد للة نرضى بالمقسوم ومنح الولايات المتحدة، صحيح أننا ندفع ثمن لقمة العيش وطننا لكننا متصالحين مع أنفسنا، فيكفي أننا نعيش دولة القانون في شقي الوطن.
نحن الفلسطينيون الجدد نحترم القانون، ونقف في وجة من يفكر بخرقة، فأبواب السجون مفتوحة، وبالطبع نحن عززنا الحريات والديمقراطية، لكن ديمقراطيتنا لها سقف ونحن نقبل بهذا السقف حتى لو وصل إلى حد انحناء الظهر، صحيح سقفنا واطي كما شعاراتنا، لكننا تأقلمنا وتعايشنا مع كل ما هو واطي، تذكر: نحن الفلسطينيون الجدد وبدون استئناء.
عفوا سيدي: لا بأس من بعض الحقيقة وخاصة انك تنتمي إلى زمن الحقيقة كل الحقيقة للجماهير، استميحك عذراً، فنحن نعيش فترة النقاهة من زمن ما عاد لنا، انة زمنكم الذي نعتبره زمن"الإرهابيين" الذين يعكرون صفو السلم العالمي، زمنكم الذي زرع فينا "أفكار الشر" وعدم الانفتاح على الأخر وتقبله، وفي زمننا ننسق مع الأخر كيف نتعامل مع الذين رفضوا العلاج واستمروا في قرع جدران الخزان، بصراحة علينا معالجتهم بالقانون والسجون، لا تخف سجوننا مختلفة فهي تخضع للمواصفات الدولية، وقوانيننا ما عليها غبار، إنها تتعاطى مع المستجدات والفلسطيني الجديد.
عليك أنت وكل" الإرهابيين" أن تتقبلوا الحقيقة، فالفلسطيني الجديد في غنى عن المشاكل، نحن لا نريد قذف جنود الاحتلال.... عفوا الطرف الأخر حتى بوردة، ونحن ضد إطلاق الصوريح المحلية الصنع وغيرها من قطاع غزة ولذلك نلاحق هؤلاء" الغير معالجين" لنمنعهم من المساس بأنفسهم وتعكير الأجواء مع الأخر، ونحن مع حق العودة والاحتفال بذكرى النكبة ولكن في ساحات المدن، ونحن مع مقاطعة بضائع المستوطنات ومع رامي ليفي رغم أنة يغذينا بمنتجات المستوطنات.
نحن مع أوسلو وضد أوسلو، مع حل السلطة والإبقاء عليها، ونحن ضد أمريكيا راس الحية ومعها، نحن ضد وكالة التنمية الأمريكية التي تصفنا بالإرهاب ومعها، ونحن يا سيدي نحن مع ذهاب الانقسام إلى جهنم ومع بقاءه رابض على صدورنا، الم اقل لك نحن الفلسطينيون الجدد.
نحن الفلسطينيون الجدد يا أبو علي مصطفي، نحن الخليط الُمطعم بجينات دايتون وإيران والقاعدة ومنظمة التحرير التي ما عادت منظمتك، ونحن الفلسطينيون الجدد الذين ندعوا اللة بإطالة عمر الدكتور الذي هو وحدة من يقدر على توفير الرواتب لنا، ونحن الفلسطينيون الجدد الذين نطلب منك عدم اقتحام عالمنا الوردي عالم وطن ع وتر.
اخشي اللحظة التي نمر على عالمك كالغرباء، وان يذكرنا الأخر بكم، اخشي عليكم من الثقافة المسطحة التي تسمى حرية رأي والتي تأتي على مقاس أمين السر، واخشي أن تكون في يوم من الأيام موضوع حلقة من حلقاتهم باسم حرية التعبير وعلى طريقة الفلسطينيين الجدد الذين تبرؤا من مرحلتكم أولا وباتوا يخجلوا بكم أمام الخواجا، لذلك اخرج من عالمنا ولا تعد فانتم يا أصحاب الزمن الفلسطيني الحقيقي لكم دينكم ولنا دين.

CONVERSATION

0 comments: