تمر الذكرى الخامسة والأربعين على احتلال القدس ومازالت المدينة تواجه مزيداً من التهويد والاقصاء تزامناً مع الحراك العربي الذي يعجز عن نصرة اولى القبلتين ولو بكلمة واحدة.
اخذت اتجول في شوارع البلدة القديمة، التي تسكن قلب أسوار المدينة المقدسة ومازال “متن” الحديث و”لغة” المد والجزر يبحثان عن اجابة ضائعة بين ممرات الخطاب والتجمعات الميدانية.
بعيداً عن مراقبة دوريات الاحتلال توقفت امام لوحة مستطيلة عرضها كعرض الحدود العربية، وطولها اطول من مدى نظرات اهل القدس لتلك الحدود، وكأن متن الرواية وعلامات ترقيمها تقف بجانب اطراف العبارات التي تؤدلج شوارع امة الضاد حراكاً.
اللافت ان الحاج محمد الهشلمون مازال يجلس بجانب تلك اللوحة التي تتزين بصورة الصخرة وتتذيل بكلمة يورشاليم، حيث سألته عن مكنون هذا اليوم الذي يصادف الذكرى السنوية لاغتصاب الجدارية المقدسة، رد الهشلمون قائلاً: يا ولدي ان زمن العروبة مشابه لرواية الراعي مارسياس وهو يسلخ انتصاراً لنايه الحزين، وكما انت ترى فان القدس حزينة وأسيرة في هذا اليوم الممتد على مدى 45 عاماً، واذا امعنت النظر جيداً فانك لن ترى سوى ذات المنظر، القديم يتجدد لقدمه، والجديد اسير ماضيه، والشبه بينهما ان العرب مازالوا يُجَمِلون مقدمة وخاتمة الخطاب.
ولكن! يا شيخ، الا تعتقد ان الحراك العربي وضع القدس مرة أخرى على طاولة المسؤول العربي؟ الهشلمون ضاحكاً!! عن أي طاولة مستديرة تتحدث؟! وعن أي مسؤول عربي تبحث؟! يا بني ان تهويد القدس علمنا ان الجلاد الإسرائيلي يخاف أسوار المدينة أكثر من اصحاب الطاولات المستديرة، وان سرعة التهويد اسرع من قرارات طاولاتهم، فعن أي بوصلة تتكلم وقد ضاع مؤشر الحراك العربي في زحمة صناديق الاقتراع!!
يا ولدي، ان الحياة مدرسة، ولكن الزمن هو اكبر معلم، وقد علمتنا التجارب أن العروبة ضاعت، والقدس تجرعت الموت في زمن الخطابات العربية، أفبعد ذلك تقول لي كما قال درويش: سجل أنا عربي!!!!
يا ولدي صحيح أن أمة الضاد تنتمي ضمن الإطار النظري لعناصر القومية العربية، إلا أن إطارها التطبيقي يفتقد الثقافة المشتركة ويحاول الالتفاف على التاريخ والمصير المشترك، ووأد اللغة العربية تحت مسميات جلد الذات والفئوية والطائفية والقبلية أو كما شئتم أطلقوا عليها من المسميات!!
اخذت اتجول في شوارع البلدة القديمة، التي تسكن قلب أسوار المدينة المقدسة ومازال “متن” الحديث و”لغة” المد والجزر يبحثان عن اجابة ضائعة بين ممرات الخطاب والتجمعات الميدانية.
بعيداً عن مراقبة دوريات الاحتلال توقفت امام لوحة مستطيلة عرضها كعرض الحدود العربية، وطولها اطول من مدى نظرات اهل القدس لتلك الحدود، وكأن متن الرواية وعلامات ترقيمها تقف بجانب اطراف العبارات التي تؤدلج شوارع امة الضاد حراكاً.
اللافت ان الحاج محمد الهشلمون مازال يجلس بجانب تلك اللوحة التي تتزين بصورة الصخرة وتتذيل بكلمة يورشاليم، حيث سألته عن مكنون هذا اليوم الذي يصادف الذكرى السنوية لاغتصاب الجدارية المقدسة، رد الهشلمون قائلاً: يا ولدي ان زمن العروبة مشابه لرواية الراعي مارسياس وهو يسلخ انتصاراً لنايه الحزين، وكما انت ترى فان القدس حزينة وأسيرة في هذا اليوم الممتد على مدى 45 عاماً، واذا امعنت النظر جيداً فانك لن ترى سوى ذات المنظر، القديم يتجدد لقدمه، والجديد اسير ماضيه، والشبه بينهما ان العرب مازالوا يُجَمِلون مقدمة وخاتمة الخطاب.
ولكن! يا شيخ، الا تعتقد ان الحراك العربي وضع القدس مرة أخرى على طاولة المسؤول العربي؟ الهشلمون ضاحكاً!! عن أي طاولة مستديرة تتحدث؟! وعن أي مسؤول عربي تبحث؟! يا بني ان تهويد القدس علمنا ان الجلاد الإسرائيلي يخاف أسوار المدينة أكثر من اصحاب الطاولات المستديرة، وان سرعة التهويد اسرع من قرارات طاولاتهم، فعن أي بوصلة تتكلم وقد ضاع مؤشر الحراك العربي في زحمة صناديق الاقتراع!!
يا ولدي، ان الحياة مدرسة، ولكن الزمن هو اكبر معلم، وقد علمتنا التجارب أن العروبة ضاعت، والقدس تجرعت الموت في زمن الخطابات العربية، أفبعد ذلك تقول لي كما قال درويش: سجل أنا عربي!!!!
يا ولدي صحيح أن أمة الضاد تنتمي ضمن الإطار النظري لعناصر القومية العربية، إلا أن إطارها التطبيقي يفتقد الثقافة المشتركة ويحاول الالتفاف على التاريخ والمصير المشترك، ووأد اللغة العربية تحت مسميات جلد الذات والفئوية والطائفية والقبلية أو كما شئتم أطلقوا عليها من المسميات!!
0 comments:
إرسال تعليق