في تمام الساعة الثالثة والنصف عصر يوم الاحد الموافق الرابع والعشرين من يونيو للعام 2012 كانت مصر في انتظار حدث سيقلب الموازين ويغير الاتجاهات انه اعلان نتائج الانتخابات الرئاسية والتي سيتحدد فيها اسم المرشح الفائز برئاسة الجمهورية من بين ااثنين من المرشحين هما احمد شفيق ومحمد مرسي .
في هذا التوقيت جلس المصريون امام شاشات التلفاز في انتظار اعلان اسم المرشح الفائز من قبل اللجنة العليا الانتخابات الرئاسية بدأ المستشارفاروق سلطان رئيس اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية وبعد اداء السلام الوطني في القاء كلمته التي استمرت لما يقرب من الساعة قبل اعلان اسم المرشح الفائز تحدث فيها عما تعرضت له اللجنة العليا للانتخابات من اتهامات بالتزوير وما بذلته من جهد في الانتخابات سواء في الجولة الاولي او الجوله الثانية ثم تحدث بعد ذلك عن الطعون التي تقدم بها كلا المرشيحين ,كل هذا وسط حالة من الترقب والانتظار المميتين وسط حالة من القلق والتوتر من قبل من يشاهدون وينتظرون النتيجة النهائية التي ستسفر عنها نتائج الانتخابات الرئاسية .
استرسل المستشار في الحديث حتي كادت القلوب أن تتوقف من الاضطراب والخوف الي ان جاءت اللحظة التي اقترب فيها اعلان الاسم الفائز للتعالي الأصوات بالدعاء ويزداد الخوف شيئا فشيئا وتزداد ضربات القلب معها ,من مؤيد لمرسي يريد ان يسمع انه هو الفائز لانه يري في ذلك انتصار للثورة والثوار ومؤيد لشفيق يري انه هوالسبيل الي الاستقرار والوحدة والفرصه في النجاة من استيلاء الاخوان المسليمن علي كرسي الحكم في مصر.
في تلك الاثناء جاءت اللحظة الحاسمة واستعد المستشار لاعلان الاسم الفائز وسط قلوب تزاد دقاتها لحظة بعد اخري حتي كادت ان تتوقف واقتربت اللحظة اكثر فاكثر حتي جاءت لحظة النطق باسم المرشح الفائزليكون هو محمد مرسي .
وكم كانت قاسية تلك اللحظة علي النفس ففي الوقت التي علت فيها الفرحة وجه مؤيدي محمد مرسي وتعالت الاصوات في التحرير تعلن فرحتها بهذا الفوز التاريخي الكبير كما يرونه رأ يت انا الدنيا وقد اسودت ولفها االظلام في تلك اللحظة رايت وكأن مصر التي عشنا معها وعرفناها طوال تلك السنوات تلملم نفسها وترحل لتقبل مصر اخري مجهولةالمستقبل متخبطة الخطي لا تعرف الي اين سوف تمضي وما الذي ينتظرها .
جاء االخبر وكأنه جبل ثقيل افقدنا القدرة علي التفس واستنشاق الهواء ومضت ساعات اليوم والعقل في حالة ذهول لدرجة وصلت الي التسليم بالامر ومتابعة الاحداث وطننت انه هكذا انتهي الامر الي ان بدا ت ساعات الليل في الانقضاء ساعة بعد الاخري لينتابي شعور بان مصر تودعنا وترحل وانه هذا هو اخر يوم لنا معها رايتها وكانها تودع كل شئ وتمضي فتمنيت ان يطول الليل ولا يطلع الفجر حتي لا تتركنا .
ولكن بدأت الساعات في الانقضاء وبدأ الوقت في المرور ولاول مرة أري الظلام يخيم علي نور الفجر واري الصبح الجديد يقبل دامع العينين حزين يبحث عن بلد كانت تشرق شمسها عليه كل يوم فلا يجدها . غادرت مصر التي عشقنا ترابها وارضها وسماءها غادرت مصر التي عشنا معها ثلاثون عاما غادرت وتركتنا واقبلت مصر اخري لا نعرفها لا تعرفنا تمضي فلا نعرف الي اين تسير والي اين تاخذنا معها وسط هذا الظلام الدامس الذي لا يدع مجال لشعاع من نور يهدينا الي الطريق .
اقبل الصبح الجديد والقلب في حالة انقباض وحزن يتوقع المخاطر في كل خطوة تمشيها القدم لا يري طريقا للمستقبل ولا يجد مكانا للامل بل يمضي محمل بالاحزان جريح يبحث عن الوطن الذي كان يبحث عن مصر فلا يجدها يناديها فلا تجيبة رحلت وتركتنا ولا نعرف اذا كانت ستعود ام انه فراق الي الابد , ورحيل بلا عودة غادرت مصر العروبة وتركتنا لمصير مجهول لا يعلمه الا الله .
0 comments:
إرسال تعليق