بالصوت لا بالسوط/ حسن سعد حسن

جاءت أحكام محكمة القرن الصادرة فى حق عدد من رموز النظام السابق صادمة لشعب مصر  فلم يجد المواطن فى تلك الأحكام ما يهدأ من لهيب النار المشتعلة فى الصدور ،ولا ما يعيد حق شهداء الوطن الذين اغتيلوا بيد  الظلم، والاستبداد .
جاءت الأحكام مخيبة للأمال، ووقف الجميع فى ذهول يسأل نفسه ما الحجج وراء تلك الأحكام المتناقضة ؟ لماذا أدين هذا وبٌرئ ذاك؟!
وعادت الأنفس تسأل من جديد كيف نسترد للشهداء حقوقهم؟! ونطفئ بعض من النار المشتعلة فى صدور ذويهم؟!
ووقف الأباء ،والأمهات الذين فقدوا فلذات أكبادهم يصرخون  أين حق أولادنا؟!
ووجه الجميع اللوم ،والعتاب لحكم المحكمة ، ونسى الجميع أن القاضى إنما يحكم بما لديه من أوراق ،وما توافر إليه من أدلة ثابتة قاطعة ،وجاءت كلمة القاضى الجليل قبل الحكم ،وبعدة مؤكدة ذلك فلا أدلة كاملة  وفرتها الجهات المختصة للمحكمة بل هناك من أتلف كل الأدلة حتى يمحو كل صوت ،وصورة للحقيقة حتى يفلت من العقاب  كل قاتل  فجاءت الأحكام على هذا النحو .
وبصرف النظر عن كون الأحكام صادمة ،أو غير صادمة فلقد وجه الشعب المصرى رسالة واضحة، قاطعة ،حازمة لا لبس فيها رسالة عالية الصوت ستظل يتردد صداها بين العالمين وعلى مر الزمان رسالة وجهها الشعب المصرى الصبور ،الصابرإلى كل حاكم قادم ،وكل مسئول تسول له نفسه  استعباد الشعب، أو النيل من كرامته ،أو سلب خيراته ،أو التلاعب بأحلامه جاءت الرسالة بعد سنوات من الذل ،والمهانة أنه لابد من يوم معلوم تُعاد فيه الحقوق لأصحابها  ،وأن نهاية كل ظالم خلف القضبان مهما كانت مكانته ،وعلو شأنه  .
نعم كل مسئول سيعيد التفكير ألف مرة قبل أن يخطو خطوة واحدة  تجاة الظلم ،أو محاولة إعادة عجلة الحرية، والديمقراطية للخلف سيظل مشهد من وراء القضبان كابوساً يؤرق جفنه ،ودرساً لن ينساه طوال فترة حكمه وسيحاول بكل الطرق ،وشتى السبل، والوسائل أن يسترضى الشعب بعد أن أصبح صوته له قيمته .
علينا أن نفخر أننا أول شعب عربى يتعامل مع ثورته بكل تحضر ،ورقى لقد أثبتنا ،وبكل صدق أننا شعب يستحق الحرية وأن دماء الشهداء  صنعت لمصر الكثير وها نحن نختار رئيساً لمصر ،ولأول مرة فى تاريخها بكل حرية حتى ،ولو اختلفنا بين الأشخاص فبيننا من سيختار من بينهما   من قد استقر فى عقله، وضميره ،ووجدانه أنه من سيحقق له الحلم ، وهناك من يرفض كليهما خوفاً من الوقوع فى نظام قديم قادم فى رداء جديد ،أو حكم شمولى جديد فى رداء الدين ،ومهما كانت رؤية كل واحد منا للأمور فالهدف واحد ،والوسيلة واحدة ،وهى الصندوق ،ولكن لا يجب أن نغفل أن رئيس مصر القادم سيأتى بأصواتنا لا بالسوط

CONVERSATION

0 comments: