** مازلت أكتب وأنا لا أصدق نفسى .. ملايين الرسائل تصلنا عبر الهاتف ، وعبر موقعنا ، وعلى صفحاتنا بالفيس بوك .. وقد أصابتهم الدهشة ، وأخرستهم المفاجئة .. وهم يشاهدون المجلس العسكرى وهو يسلم مصر الثورة .. مصر الحرة .. مصر الفتية إلى جماعة الإخوان المسلمين .. زاعما أن الشعب هو الذى إختار ، فى الوقت الذى يخرج الشعب بالملايين وهم فى ذهول من هذا الخنوع الغير مبرر .. فالمجلس يعلم أن النتيجة مزورة .. وأن الشعب لم يختار ، ولكن الإخوان والتنظيمات التخريبية هى التى إختارت ، وهى التى هددت المجلس العسكرى بحرق مصر بمن فيها إن لم يفوز مرسى .. هؤلاء الذين لم يتعدوا بضعة ألاف معتصمين بالتحرير .. قد نقول أن هذا التهديد ربما يخيل على الست "أم ترتر" .. ولكن لا نتصور أن يخيل على المجلس العسكرى الذى يدير شئون أكبر دولة فى العالم العربى .. ويقود الجيش المصرى ، الذى هو ثالث أعظم جيوش العالم ..
** ملايين من الشعب المصرى .. خرجوا ساخطين .. لا يصدقون أن يسلم المجلس العسكرى مصر للإخوان .. وكأنها عزبة "أم حنفى" ، أو عزبة "الست سنية شخلع" .. وليست مصر الكبرى !! ..
** البعض توهم أن الذى سيحكم مصر هو الرئيس "محمد مرسى العياط" .. وتناسى كل هؤلاء البلهاء أن "مرسى العياط" هو النائب الأول لمرشد الإخوان المسلمين ، وأن المرشد قال " أن منصب المرشد هو أعلى من منصب رئيس الدولة" .. وأنه لا يمكن فصل فكر محمد مرسى عن فكر الجماعة بأى حال من الأحوال ، فهو ضمن تنظيم ليس داخل مصر فقط ، وإنما هذا التنظيم يمتد إلى كل دول العالم .. وإذا توهم البعض أن "مرسى" قد ينفصل عن الجماعة ، فهم واهمون ومضللين لأنفسهم ، لأن إذا إنفصل عن الجماعة فستكون أول مكافأة له هى إغتياله على الفور .. فرئيس دولة مصر الأن ، هو بالحقيقة والمستندات ، أحد كوادر تنظيم الإخوان المسلمين !!..
** نعم .. ملايين من الشعب المصرى .. أصابتهم صدمة عصبية ونفسية ، ربما أفقدتهم القدرة على الحركة والكلام .. وأفقدتهم إنتماءهم لهذا الوطن .. فهل يعقل أن يسلم الأب إبنته لمغتصبيها .. بل ويقيم الأفراح والولائم .. وهو يسمع صراخها ، وهى تغتصب ويطلق الأعيرة النارية .. إبتهاجا بهذا العار ..
** ملايين من الشعب المصرى .. يصرخون ويبكون ، وهم يرون هذا المجلس ، وهو يتاجر بشرف الوطن فى سوق النجاسة .. وكأن لسان حاله .. يقول أن هذا الشعب لقيط ، وغير شرعى .. ويجب الإنتقام منه .. وتساءلت هذه الملايين الملكومة .. إذن ، لمن خرجنا ، ولمن هتفنا ، وعمن دافعنا .... هل كنا ندافع عن وهم وسراب .. وماذا إذن عن الوطن ، وعن الحدود ، وعن سيناء ، وعن الأسلحة التى دخلت بالألاف إلى مصر .. هل هذه الأسلحة كانت معدة لتوجه فى صدور هذا الشعب الطيب المخدوع ؟!! .. ولماذا إختفت التحقيقات فى هذا الملف ، ولم تعلن حتى الأن .. وما هى الجهة التى حرضت على دخول هذه الأسلحة ؟!! .. ليعرف الشعب المصرى إلى أى طريق يسير ، وما هو المستقبل الذى ينتظر هذا الوطن ؟!!!...
** وتساءل الشعب .. كيف بعد كل هذه الهتافات للمجلس العسكرى .. والشعب يساندهم ، والبعض يحذرهم "ألا يسلموا مصر للفوضى" .. و"ألا يسلموا مصر للدمار والخراب" .. و"ألا يسلموا مصر للإخوان" .. وهو ما أكده المجلس العسكرى فى أكثر من تصريح لقادته العسكريين بأنهم لن يسلم مصر للإخوان ، وأن تسلم مصر لحكومة مدنية .. ولن تركع مصر ؟!!!!...
** إذن ، ما الذى يحدث أمام أعيننا .. هل ضحك المجلس العسكرى على كل هذا الشعب .. هل خدعنا المجلس العسكرى ، رغم أنه أجبرنا على الخروج أكثر من مرة ، للتعبير عن مساندة هذا الشعب للمجلس العسكرى ..
** لقد رأينا بالأمس .. إحدى السيدات ، وهى تلطم وتمزق ملابسها بسبب فوز "مرسى" .. هل وصل هذا الفيديو للمجلس العسكرى .. وإذا وصله .. ألم يشعروا بالخجل والعار .. وهم يرون أحد بنات مصر الشرفاء ، وهى تبكى حزنا على هذا الوطن ، ومن شدة إنفعالها ، تشق صدرها وتصرخ وتلطم على شرفها الذى باعه المجلس العسكرى ؟!!..
** يعلم المجلس العسكرى جيدا .. وتعلم اللجنة العليا القضائية للإنتخابات أن هذه الإنتخابات مزورة .. وبالمستندات .. فماذا كان الثمن حتى تسلم الإخوان حكم مصر ؟!! ..
** أرجو ألا تستهزأوا بمقدرات وعقول هذا الشعب وتدعون إنكم خفتم على البلد بعد هذه التهديدات" .. فهل الثمن أن ترضخون لمجموعة من البلطجية يمكن أن تتكفل بهم سرية واحدة من الشرطة العسكرية .. لكى يفرضون مطالبهم على مصر والمجلس العسكرى يخضع لهم ، ويتم بيع هذا الوطن .. هل هذا يعقل ؟!! .. إنها كارثة ومصيبة بكل المقاييس .. وهو ما يحدث فى مصر ..
** لقد خدعنا هذا المجلس .. وتوهمنا أن لنا جيش قوى يحمى الشرعية فى البلاد .. ويحمى الحدود ، ويحمى أمن مصر .. ولكن إتضح أننا بياعين كلام على البرامج التليفزيونية ، وفى الصحف المقروءة .. وأن كل ما يقال لا يعدو وهم وسراب .. وأن مصر منذ 25 يناير ، وهى تترنح ، فلا قانون ولا جيش ولا شرطة ، ولا دولة ولا حكومة ولا مؤسسات .. وإنما التحرير هو من يدير شئون هذا الوطن ..
** هل يعقل أن تدار مصر من العاهرة "كلينتون" ، واللقيط "أوباما" .. ويصدرون الأوامر من واشنطن .. يقولون "حان الوقت للتغيير ، وعلى مبارك أن يرحل الأن" .. فيرحل مبارك ويسلم السلطة للمجلس العسكرى .. والمجلس العسكرى يسلم مبارك للغوغاء لمحاكمته ، وإهانته ، وجعله كعب داير بين المستشفى والمحكمة يوميا لأكثر من شهر متواصل .. ثن النهاية تأتى فى خطاب حنجورى يطلقه رئيس المحكمة ، ليحكم على مبارك بالمؤبد ، حتى يوضع فى سجن طرة .. ويقولون "نحن ننفذ قرار المحكمة!!" .. بينما يتراقص الإخوان ، بل لقد إستاء البعض منهم من الحكم ، وطالبوا بإعدام مبارك !!!..
** هل يعقل أن تفرض أمريكا "مرسى" على المجلس العسكرى ، فيرضخ لهم فورا .. بدون أى تردد ، أو الرجوع إلى الشعب ، أو الرجوع إلى صندوق الإنتخابات رغم ثبوت أن هناك عمليات تزوير بالجملة .. تغاضت اللجنة الإنتخابية بقيادة المستشار "فاروق سلطان" ، و"عبد المعز إبراهيم" عن نظرها .. وخرجت النتيجة ساخرة بكل المقاييس .. فالطعون التى قدمت بالدلائل والمستندات والمحاضر التى حررتها النيابة ، ضاعت جميعها هباء ، وخرجت اللجنة بعد فحص كافة الطعون لتزعم أنه لم يكن سوى 4 أصوات هنا ، أو 7 أصوات هناك .. وتم تصحيح الخطأ ، وبناء عليه أعلنت نفس النتيجة التى أعلنها مرسى قبل فرز جميع اللجان ، وهو ما يدل بالدليل القاطع والبرهان ، أن هذه النتيجة كان متفق عليها قبل إجراء الإنتخابات .. لكى يسلم المجلس مصر للإخوان .. فى لحظة توقف أمامها التاريخ ، ليشهد على هذه المهزلة ...
** ومن المضحكات المبكيات فى مصر المحروسة .. أن يخرج علينا الفريق "أحمد شفيق" ، ليشكر اللجنة ، ويهنئ "مرسى" .. ثم يغادر البلاد مع بناته إلى دولة الإمارات .. خوفا من الإتهامات التى سيقوم جماعة الإخوان المسلمين بملاحقته بها لزجه فى السجن .. وهذا حقه ، بعد أن إنقلبت الأهرامات وتحول الهاربين من السجون والمسجلين خطر ، والإرهابيين .. إلى سيف مسلط على رقاب كل المصريين .. والمصيبة أنه عقب كل بلاغ ، يتم إستدراج المسئول .. ثم لا يمضى يومين ويقدم إلى المحاكمة ، ويظل رهينة الحبس على ذمة البلاغات ويمنع من السفر .. ثم بعد جلستين أو ثلاثة ، يتم الحكم عليه ، ليقضى بقية عمره داخل أسوار السجون ..
** إننا فى ذهول .. ومعنا الملايين من هذا الشعب المخدوع .. وهو يتساءل أين ذهبت مصر ؟!! .. هل يمكن أن يحكم مصر مجموعة من التنظيم السرى للإخوان المسلمين ، الذى مازال سرى حتى الأن .. يساندهم مجموعة من البلطجية ، الذين لا يتعدوا عشرين ألف .. أطلقوا على أنفسهم "ثوار" .. أما بقية هذا الشعب والملايين .. يقفوا عاجزين ومشلولين ، لا يملكون القدرة على الحركة والكلام .. بل هم الذين يتهمون بأنهم هم البلطجية ، وتنقلب الإتهامات ، ويتم كالعادة الزج بهم فى السجون !!..
** كان أهون على هذا الشعب أن يخسر حرب وإثنين وثلاثة .. مهما كانت الخسائر .. ومهما كانت التضحيات .. وألا تسلم مصر بهذه الخساسة لمن هم ألعن من أى فصيل أو جنس بشرى فى العالم ..
** لم نكتب كلمة واحدة شعرنا فيها بالتجاوز .. ولكن دائما نقول "عندما تجد الفوضى إبحث عن الجماعة" .. عندما نجد العبث إبحث عن الجماعة .. عندما نجد الإرهاب والتطرف إبحث عن الجماعة .. ولكن يبدو أن من يساند الجماعة ، لا يريدون الكشف عن هذه البلاغات أو التحقيقات .. وإلا دعى البعض أن الثورة لم تحقق أهدافها ..
** عندما تسلم مرسى الحكم .. قالوا فى الإعلام العفن على كل القنوات العفنة .. "الحمد لله .. الثورة حققت أهدافها" .. فلو تحققنا فى الكلمة لأدركنا ، ونحن نقول للمعتوهين ، إذن الثورة هى الإخوان .. ونتساءل ، كيف تقولون أنها ثورة ، وهناك من إتهم من تنظيم حماس ، التابع لجماعة الإخوان المسلمين بإراقة دماء الأبرياء .. كيف تقولون أنها ثورة وهناك بلاغات عديدة قدمت ضد الإخوان ، وأنهم وراء أحداث كثيرة من فوضى لإنتهاكات ، لخلق أزمات حدثت فى الشارع المصرى ..
** وقد كان أخر هذه البلاغات ما قدمه وزير التضامن الإجتماعى "جودة عبد الخالق" فى بعض نواب برلمان مجلس الشعب المنحل ، والمنتمين لحزب الحرية والعدالة .. بأنهم متورطين فى خلق أزمة البنزين والسولار .. وهذا ما كتبناه وأضفنا عليه أزمة البوتجاز ..
** هؤلاء هم جماعة الإخوان الذين يحكمون مصر الأن .. والذى أحد أفرادهم هو رئيس مصر الحالى .. فهل تبرأ من هذه الجماعة حتى نوليه الإئتمان على الوطن ، والإئتمان على مستقبلنا ومستقبل أولادنا .. هل غسل أيديه من أفكار هذه الجماعة حتى نعتبره رئيسا لكل المصريين ..
** للأسف الشديد .. لقد تعودنا من هذا الشعب النفاق حتى النخاع ، وها نحن نرى الإعلام الذى فجأة أدار وجهه لجماعة الإخوان وتناسوا جرائمهم ، وماضيهم ، وما صرح به "سيد قطب" ، وتناسوا فتاويهم لتعيش مصر مرحلة لن يكتب عنها التاريخ شيئا .. فقد توقفت عقارب الساعة ، وسوف تمر علينا أيام سيتذكر الجميع ما أكتبه .. ولم يمضى بضعة أسابيع على تجربتنا مع الإخوان ، عندما دخلوا البرلمان ، وأشعلوا الشارع بأكمله ، وعندما حل البرلمان ظلوا واقفين على أبواب البرلمان رافضين الإعتراف بحكم المحكمة الدستورية العليا ، بل ومشعلين حتى اليوم جميع الميادين ، حتى يتم تنفيذ مأربهم .. فهذه هى نماذج من جماعة الإخوان الذين أصبح رئيس مصر هو أحد كوادرهم ...
** وفى النهاية .. ماذا بعد للمهنئين لمرسى ، والمهرولين لكسب ود الإخوان .. أقول لهم ، الأيام القليلة القادمة ستكشف عن الوجه الحقيقى للإخوان .. والذي ظلوا يمارسونه فى الخفاء ثمانون عاما .. عندما يملكون الدولة ويتحكمون فى الداخلية ، والإعلام ، والتعليم .. فهل ستظل ياشعب مصر صامتا على هتك عرض هذا الوطن .. أم ستخرج .. وليكن ما يكن؟!!!!....
صوت الأقباط المصريين
0 comments:
إرسال تعليق