من يحكم "مصر"؟ "المجلس العسكرى" أم "الجماعات الإسلامية"/ مجدي نجيب وهبة

** كل ما كتبناه ، وحذرنا منه .. لا يتحمل مسئوليته إلا المجلس العسكرى .. الذى وصل تطاول أحد نواب هذا المجلس أن يصف المشير – وزير الدفاع – بـ "الحمار" .. ومع ذلك لم يحيل المجلس العسكرى ، أو يقدم أى بلاغ ضد النائب المحترم "زياد العليمى" .. والذى رفض أن يعتذر فى المجلس عما بدر منه ، رغم أن هذا الإعتذار لا يعفيه من المساءلة القانونية .. ولكن المجلس العسكرى يمارس دور غريب جدا جدا ..

** نعم .. لقد حذرنا من جماعة الإخوان المسلمين .. هؤلاء إحترفوا اللعبة ، وتمكنوا من قواعدها ، وحفظوا أسرارها عن ظهر قلب ... وعرفوا من أين تؤكل الكتف .. ومتى تسرق الأصوات .. وتشترى .. وكيف يباع المواطن بالفلوس .. والوطن بالمجان .. وهى كارثة ما يسمى بالصناديق !!! .. لقد حذرت من إتيان مجلس شعب .. يضم بلطجية ، ومتطرفون ، ووقتها سنندم كل الندم ، ولن يفيد ..

** فى البرلمانات السابقة كانت هناك بالفعل عمليات تزوير ، وعلينا أن نعترف بذلك ، كما علينا أن نعترف أن ذلك كان ينجينا من الأخطاء ، ويغفر لنا المعاصى .. حتى لا نكتشف حقيقة جهلنا ، وتظهر إختياراتنا تحت قبة المجلس ، وفى صفحات الحوادث .. وساعتها لن يبقى أمامنا سوى "سب ولعن" ما أطلقوا عليها الإنتخابات النزيهة .. التى وضعتنا مع البلطجية والإخوان فى خانة واحدة ..

** دعونا نعترف أنه تصيبنا حالة إحباط ، عندما نسمع مصريا يكفر بوطنه .. ويعلن عن رغبته فى الرحيل .. لأنه لا يجد له مكانا محترما فى مجتمع ، ولأنه يصدم بما يحيط به من مظاهر تبعث على الإستفزاز والإحباط ..

** وألتمس العذر للمواطن الذى يغادر أهله ووطنه .. أنه لا تتوافر له سبل الحياة الكريمة .. لأنه ما من إنسان يقدم على ذلك ، إلا وقد أحاط به اليأس وأظلمت أمامه الحياة ..

** مصر تسبح فوق بركة من الفوضى والدمار الشامل ، وأصبح كل ما يشغل هذا المجلس الإخوانى ، هو الإنتقام من مبارك ، ونظامه السابق ، بموافقة ومباركة المجلس العسكرى .. وهم لا يدرون أن الدور القادم على الجيش والمجلس العسكرى .. وقد حذرنا من ذلك مراراو تكرارا .. ونتعجب .. لماذا هذا الصمت على هذه الفوضى؟!! ..

** إن أكبر وزارة سيادية فى مصر ، يتم تصفيتها وإسقاطها بصورة مهينة ، وعدم مراعاة للمسئولية .. ونتساءل ، لمصلحة من تسريح كل هذا العدد من الضباط ، وبلدنا أحوج ما تكون لكل رجل شرطة ، لإعادة الأمل ، وإحياء الإقتصاد من الإنهيار ... وبدلا من تدعيم الشرطة من لواءات الشرطة ، المحالين على المعاش ، للإستفادة بخبراتهم .. تفرغ الوزارة من صفوة رجالها ، وتتركها لضباط صغار يواجهون فطاحل الإرهاب والمجرمين .. ويكون ذلك بعد إرهاب اللواء وزير الداخلية ..

** وللأسف يرى المجلس العسكرى كل ذلك ، ولا يحمى سلطة سيادية فى البلد ، بل يترك الصبية ، وأولاد الشوارع يعبثون بأمن وسلامة الوطن ، ويهدمون الشرطة .. وسوف يدفع الجميع ثمن ذلك غاليا .. بل كل شعب مصر بأكمله لسنوات طويلة قادمة لا تنتهى ..

** من المسئول عن إستمرار الفوضى وترك البلطجية يعيثون فى الأرض فسادا ، ويخرج من مجلس الشعب ، نواب يدافعون عن البلطجية ، ويرفضون أن يطلق عليهم لفظ بلطجية ، بل يقولوا أنهم "ثوار" .. ويقود هذه الحملة ، النائب "محمد أبو حامد" .. بل قام بقيادة مظاهرة لألتراس الأهلاوى حتى النائب العام للمطالبة بالقصاص ، ولتهييج الشارع المصرى بدلا من تهدئته ، حتى يمكن القبض على الجناة ولكنه يهيج الشارع ليستغلها كأداة ضد المجلس العسكرى ..

** لقد وصل الخراب فى مصر ، بعد أن توسمنا فى القضاء الإستقلال وإحترام الوطن ، والمواطنة .. أن يصرح المستشار "أحمد الزند" – رئيس نادى قضاة مصر .. "إن القضاة يتحرقون شوقا لليوم الذى يحكمون فيه بأحكام الشريعة الإسلامية" .. وذلك فى نادى القضاة ، الذى إستضاف الشيخ "محمد حسان" .. وإختتم رئيس نادى القضاة تعقيبه على إجابة "حسان" عن سؤال لأحد القضاة عن حكم تطبيق الأحكام الوضعية ، مخاطبا الداعية السلفى "إبذل جهدك عند أحبابك فى المجلس النيابى ، ونحن سنكون أول من يفرح بنصر الله لشريعته" ..

** أما عن الرئيس التوافقى الذى أصبح حديث الشارع ، وحديث مجلس الشعب ، فهو لن يكون سوى رئيس تشريفى .. لا يهش ولا ينش .. بعد أن يوضع دستور برلمانى ، سيتم الإتفاق عليه بالقهر ، والبلطجة ، والإرهاب .. والشعب عاجز عن فعل شئ .. فهو يتلقى الضربات تلو الأخرى دون أن يحرك ساكنا .. والمجلس العسكرى يسلم الإخوان مصر بدم بارد ..

** لقد دمرنا السياحة .. ودمرنا الرياضة .. ودمرنا الشرطة .. ودمرنا الإقتصاد .. ودمرنا الأخلاق .. ودمرنا التعليم .. ودمرنا المواطنة .. فماذا تبقى لدينا؟!!! ...

** فى السياحة .. خلقنا حالة من الإرهاب والتوتر الذى يصيب السائحين بالذعر من الحضور إلى مصر .. فكتبنا بأيدينا شهادة وفاة للسياحة .. بينما مجلس الشعب يصفى حساباته مع مبارك ، وقام بترحيل البعض إلى السجون المختلفة ، نكاية فى النظام السابق ، وإذلال كل من هم بالسجون .. وللأسف نجد وزارة الداخلية ترضخ فورا لمطالب الإخوان ، ولم تسألهم ، ولم يسألهم المجلس العسكرى .. ماذا عن جرائمكم ؟ ...

** وكيف يفرج المدعى العام عن "محمد خيرت عبد العزيز سعد الشاطر" الشهير بـ "خيرت الشاطر" .. و"حسن عز الدين مالك" .. العضوين البارزين فى جماعة الإخوان المسلمين .. الذين إتهموا فى قضايا غسيل الأموال .. وأسقط المدعى العام العسكرى الأحكام الصادرة ضدهما فى قضية غسيل الأموال التى إتهما فيها عام 2006 ، وحوكما بشأنها أمام القضاء العسكرى .. وتم الإفراج عنهما لأسباب صحية فى أعقاب ثورة 25 يناير .. وبالقرار الأخير .. يصبح من حقهما ممارسة العمل العام السياسى .. ولم يعرف الشعب عن طبيعة هذه الجريمة ، ولماذا أفرج عنهم النائب العام .. وهل هذه القضية التى كان متهم فيها كل الإخوان الذين يتمتعون بحريتهم الأن .. لم تهدر كرامة مواطن فيها ، ولم تسرق أموال الشعب فيها .. نرجو أن يكون الملف كاشفا لكل قضايا الفساد ، إذا كنا نصر على محاكمة كل الفاسدين السابقين ..

** يا شعب مصر .. هل أنتم لا ترون أن هناك شيئا ما خطأ فى هذه الأوضاع الجارية فى مصر؟!! .. بل أن ما يثير الإستياء أن يذهب رئيس الوزراء ، لمولانا رئيس مجلس الشعب ، لينقل تكاليف ورسالة المجلس العسكرى للكتاتنى ، بعدم الضغط على الحكومة فى الوقت الراهن .. وذلك لطمأنة مولانا رئيس مجلس الشعب أن هذه الحكومة السبنسة سوف تظل حتى تسليم السلطة إلى رئيس منتخب ، يرضى عنه الإخوان ..

** ومازالت مصر تعيش فى مسخرة ما بعدها مسخرة .. وخسارة يابلد .. ألف خسارة عليكى .. هل تصدقون أننا نتكلم على مصر ؟!!!!!!!!! .............

صوت الأقباط المصريين

CONVERSATION

0 comments: