وامام تردي الاوضاع ،فان موجة الاحتجاجات تتصاعد وتيرتها يوما بعد يوم ،وتجر الى انفلات امني خاصة في المناطق المهمشة مثلما حدث مع البوعزيزي وبقية القصة يعرفها الجميع،ومثل هذا النموذج قد يحدث انقلابا سياسية لا بمكن التكهن بنتائجه على المدى البعيد ،وصعوبة حدوثه بنفس التفاصيل .لان الواقع الاجتماعي يختلف من قطر الى اخر ،رغم المسافة الزمانية وجغرافيا المكان تبدو قريبة للوهلة الاولى ،حيث الفوارق الايد يولوجية تختلف جملة وتفصيلا،ناهيك عن اتمعطيات التاريخية وحجم المطالب التي ترفعها حركات الاصلاح التي دشنها الربيع العربي،ورياح التغيير التي عصفت على اكثر من عاصمة عربية،وافرزت المرحلة الانتقالية مؤشرات لدخول التيار الاسلامي بقوة الى واجهة الاحداث ،ونجاح الاحزاب الاسلامية عقب سقوط الانظمة الدبكتاتورية،وتدشبن مرحلة المد الاسلامي للانخراط في الحياة السياسية،وهذه سابقة تاريخية في التاريخ السياسي العربي بعد نهاية عهد الخلافة الاسلامية،وما ترتب عن ذلك من تحولات في المشهد الجديد الذي تبنته قوى التغيير في ذلك الزمن...
ان جملة التخوفات من صعود الاسلاميين الى دواليب الحكم واتخاذ القرار،نتج عنه ردود فعل مختلفة منها من يساند هذا التوجه الجديد،واخرون متخوفين من عدم قدرة هذا التيار في حل الازمات المتراكمة اكثر من نصف قرن ،وفي ظل انهيار المحفزات الاقتصادية ،ومعوقات البنك الدولي الذي اغرق الدول العربية بديون هائلة لا يمكن تسديدها ولو مرت ملاين السنين ،وظلت حركة الدول مقيد ة بهذه المستحقات التي تدخل في باب الربا ،والحرب التي تنشن على مستعملها ومرتكبها في النصوص القرانية ،والوعد والوعيد الى كل من ساهم في استعمالها،رغم ان نصف سكان الكرة الارضية مصابون بداء الربا والكسب الحرام،ويقال قائل ما بيدي حيلة...فانا مضطر لركوب معصية هذا العصر،ولا مناص من ذلك امام فقر الحاجة وشح ابواب رزق اخرى تساهم في تسديد النقص الحاصل في ميزانية كل شهر ،والتي تنتهي قبل نهاية الاسبوع الاول....يضحك في وجهي وينصرف
**
تضيع الأسئلة في تراكم مفتعل لجر البلاد إلى هشاشة المواقف المعلنة، وأخرى يستحيل تداركها في الوقت المناسب ،الكل يعلن حالة الطوارئ ، ولا أحد يعرف ما يجري، وآخرون يسألون في إندهاش ،هوخليط من الصدمة و الإنفعال المشحون برغبة المجازفة ،وكسر جدار الخوف والصمت ، وتحولت ردود فعلنا تحت الصفر ،و انهارت قيم الإنسانية في تداخل عناصر الإنفلات من العقاب،وسيادة العرف الداخلي لكل دولة ،تحدد مفاهيم التدخل، وكيفية تطبيق هذه الأعراف القضائية في حق الظالم و المظلوم ، والتصرف الخاص الذي يحظى به الظنين في اطار التعامل الفريد لكل مدان، وتكثيف الإهتمام بالسجين في جميع مراحل مكوثاته في زنزانة الخلاص ، والإنعتاق من السؤال العنيف الذي يترك أثره على الجسد عندما يستحيل الجواب الشافي لتخفيف غضب الجلاد في إتخاذ قرار المساؤلة عن جرعة العذاب و التعذيب التي تنتظر صاحبها من إ ستفاقة مؤقتة بعد غيبوبة جديدة
وتنصهر الصرخة و الأنين في إنعدام المكاشفة الصريحة مع الذات وحرية الإختيار لمبدأ المساؤلة ،وحضور الأسئلة على سقف الأحداث المتعاقبة و المتسارعة التي لا ترحم أحد في زمن الإنكسارات الكبرى التي يتفرد بخصوصية الزعامة القابلة للتعديل والمناقشة ،اذا كان الامر يحتاج مثل هذه الريادة ،وخوض معركة التحدي التي تتطلب جميع النتائج في ظل غياب رؤية واضحة ،وامكانية حدوث الاسوا في كثير من الحالات التي لا يمكن معرفة حجم الضرر ،وتداعيات الحدث،وخروجه عن السيطرة ،وحاولة انقاذ ما يمكن انقاذه ،وباقل الخسائر،وهذا يحيلنا الى حيتيات التغير السياسي والحرص الشديد للبقاء مدة اطول في الحكم،ويترتب عن ذلك انزلاق الاوضاع الى النفق المسدود ،وترنح فرص النجاة نظرا لطبيعة المؤسسة الحاكمة في الوطن العربي التي لا تؤمن بتعددية الاختيار،ولا مواجهة رموز النظام بشكل من الاشكال ،وتدخل البلاد في دوامة العنف والانفلات الامني واستقرار المناخ الاقليمي الذي يعرف هذه الايام تحركات في تجاه حرب عالمية ثالثة
0 comments:
إرسال تعليق