المتتبع للشان السوري مقتنع تماما ان ما يجري في الداخل من حراك شعبي .ومسلسل القتل الممنهج و التصعيد العسكري عقب تصويت الجمعية العامة لصالح القرار الاممي .بادانة النظام وتحميله المسؤولية الكاملة لبشاعة الجرائم التي يرتكبها في حق المدنيين. يتاكد ان ما جرى في تونس ومصر وليبيا واليمن يختلف جملة وتفصيلا عما يحدث الان على ارض الواقع الميداني .وحساسية المنطقة وتداخل المصالح السياسية والاقليمية في بؤرة يتنامى فيها الصراع الايديولوجي منذ خروج الاستعمار الانجليزي من بلاد الشام الكبير. الذي تعرض الى تقسيمات سياسية واضحة ليكون هناك متسع لوجود دخيل عن التربة العربية .وتوفير غطاء امني وعسكري لحمايته من اي تدخل يهدد استقراره ويحد من طموحاته التوسعية .والامر يتعلق بالكيان الصهيوني الذي اصبح قوة استراتيجية في المنطقة ويضرب لها الف حساب .لانها الطفل المذلل للادارة الامريكية التي ترعاه بكل ما تملك من قوة عسكرية واليات استخباراتية لحماية امنه القومي ومده بالمساعدات اللوجستيكية والمعلوماتية والتقنيات الحديثة في مجالات المراقبة وكافة الوسائل الممكنة التي يحتاجها عند اي تدخل محتمل.
وظل التحرك العربي خجولا ومحتشما في صياغة قرار مسؤول من داخل امانة جامعة الدول العربية التي وقفت عاجزة لمساعدة الشعب السوري في محنته اليومية . وترك الباب مفتوح على جميع الاحتمالات الصعبة والخطيرة التي تهدد حياة كل سوري يتعرض لانواع شتى من القتل .والتجويع والعقاب الجماعي. وابادة روح الثورة التي انطلقت مسرعة لتتبث وجودها على الارض وتحرج النظام في استخراج كافة المعدات العسكرية ومواجهة شعب اراد ان يحلم بمستقبل سوريا الجديدة .وحتى هذه اللحظة مازال القصف مستمرعلى حمص والاحياء المجاورة والجتث المتعفنة تحت الانقاض والافتقار لوسائل الحياة داخل هذه المدن والقرى يؤشر على اعتبار هذه المناطق التي اصبحت منكوبة وتحتاج الى تدخل سريع قبل الذهاب الى تونس حيث سينعقد مؤتمر اصدقاء سوريا في الرابع والعشرين من الشهر الجاري .الذي يكرس ما حدث في ليبيا .واعتقد ان الاطراف المشاركة ان تخرج بقرارات حاسمة وقطعية. وممارسة كافة الضغوطات المختلفة لايقاف نزيف الدم بالدرجة الاولى ,ودعم المعارضة السورية التي تحتاج اليوم الى توحيد صفوفها وفسح المجال امامها لتنظيم صفوفها الامامية وتشكيل قوة ضاغطة بواسطة الجيش الحر الذي يزداد عدده كل دقيقة من عمر النظام الذي يواجه احلك ايامه الاخيرة .وهو يستعد للسيناريو الاسوا في تاريخ حكم حزب البعث
الرهان الوحيد لنجاح الثورة السورية بيد ابنائها .وكافة اطياف المجتمع المدني والعشائري والقوى الحية في البلاد التي تحتاج الى جراة اتخاذ قرار المشاركة في هذا الحراك الشعبي .الذي يشارف على نهاية سنته الاولى من التضحية والدماء والشهداء والمعتقلين .واخرون قتلوا تحت التعذيب واللائحة طويلة من الانتهاكات التي مارستها اجهزة الامن وعناصر الشبيحة والجيش النظامي الذي دخل بقوة لاسكات صوت المطالبة بالحرية والعدالة والكرامة لجميع السوريين ناهيك عن التضليل الاعلامي الواسع بوجود عصابات ارهابية .وماتزال وسائل الاعلام الرسمية تكرس هذه الصورة النمطية لاقناع موسكو بوجود عناصر القاعدة وتعزيز مواقفهما بالتفجيرات التي وقعت في قلب دمشق وحلب واختيار التوقيت المناسب. كلها رسائل دعم الى طهران وموسكو رغم الحجج الدامغة التي تبثها التنسيقيات عن بشاعة القتل الذي يقترفه النظام بتواطؤ مكشوف مع ايران و روسيا الحليفان الاستراتيجيان للنظام. ومساهمة حزب الله في قتل المدنيين ارضاء للجميل الذي تقدمه دمشق للمسلحين ولحزب يعيش على المساعدات الايرانية .و النظام البعثي اصبح ينفذ ارادة روسيا وايران في المنطقة على حساب الشعب السوري الذي يواجه باسلحة شيعية واشتراكية واباحة الاراضي لعناصر حزب الله وعناصر مندسة من المقاتلين الايرانيين لمساندة الجيش النظامي. و ميناء طرطوس الذي تحول الى قاعدة بحرية وعسكرية لتزويد النظام بانواع مختلفة من الاسلحة المتطورة لمحاربة شعب اعزل. وحماية اركان و رموز نظام الاسد من اي تدخل عسكري .وفرض منطق القوة و الهيمنة في منطقة يشتد فيها الصراع من جديد بين قطبين متناقضين في تركيبة التوجهات السياسية التي يؤمن بها كل جانب حسب قناعاته الايديولوجية في فرض السيطرة على دول المشرق العربي واسنزاف خيراته واذلال شعوبه وانقاذ اقتصادياتها المتهالكة من شبح الانهياروتعتبر اليويان احدى المؤشرات على هذا المشهد.
ان الخاسر في هذا الصراع هي الشعوب العربية التي تدفع ثمن استهتار انظمتها .وعدم اقتناعها بان رياح التغيير بدات تعصف بالانظمة الدكتاتورية. تفضل مصلحتها في المقام الاول. وعلى اغلبية الذي يعاني الامرين من .مؤسساتها القمعية. وسياسات ترقيعية تثقل كاهل المواطن العادي تحصيلها .وجهات بعينها تغذق الملايين على مشاريع تافهة تختدم مصالح الاجنبي في الترفيه والسياحة الجنسية.
الوقت حان لتدارك ما فات .وتصحيح اخطاء الماضي والاستماع الى صوت الشعوب في المقام الاول. قبل ان تتحول هذه الانظمة الى عملاء الغرب وافساح المجال للمستعمرين الجدد للشرق الاوسط بكافة مكوناته وامكانياته الهائلة التي لم تستغل لصالح العرب .مسلمين ومسيحيين واحداث قوة اقتصادية في منطقة تشتعل. وتزداد لهيبا مع اقتراب العد التنازلي لسقوط الظلم.
كاتب وشاعر من المملكة المغربية
0 comments:
إرسال تعليق