أعلن الفنان المصري محمد صبحي عندما عرضوا علية منصب وزير الثقافة أنة لن ينزل من مرتبة فنان إلى مرتبة وزير، انتهى الكلام.
وكان الفنان المصري الشيخ إمام الذي صدح صوته للثورة في السبعينيان من القرن الماضي قد عاش الضنك وغادر الحياة دون أي ضجة إلا أن صوت صدح في ميدان التحرير ليثبت أن كلمة الحق لا تموت حتى لو حاولوا خنقها.
في حكومتنا الفلسطينية الضفاويه وجهت التهم بالفساد لثلاثة وزراء من الوزن الثقيل، وبالعادة نقول المتهم بريء حتى تثبت إدانته، موت يا حمار.
قبل أسابيع منح احد أباطرة التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي جائزة تقاسمها مع ناشطة أفغانية على ما اذكر، وقد طبلت وزمرت له بعض وسائل الإعلام من منطلق حرية الرأي ليختلط الحابل بالنابل ويعم الفساد وما في حدا أحسن من حدا.
إن المثير في وضعنا الفلسطيني أن المواطن ابعد عن المشهد بالرغم من النكات السمجة المسماة استطلاعات الرأي التي تطالعنا بها المواقع بين الحين والأخر عن ثقل الفصائل الفلسطينية وبالتحديد أصحاب الانقسام الذين لم يتركوا للشعب سوى الخروج إلى الشارع ليقرعوا الطناجر بدلا من الخزان كما نادى غسان كنفاني .
وفي ظل استمرار التكتيك وإدارة الانقسام الفلسطيني والرضي بالقسمة التي جلبت لنا حكومتين وكل ما يقبل القسمة على اثنين وأكثر فان الحياة الفلسطينية تسير باتجاه القاع، ولا يستطيع السيد رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض أن يقنع الشعب بخططه الاقتصادية التي تعتمد على المساعدة الخارجية التي ندفع مقابلها استحقاقات مميتة.
ولا يكفي أن نتشدق بالشفافية وان نجاهر لدينا فساد في حكومتنا!!! فالأجدى أن لا يكون الفساد من أصلة، وان التلاعب بالكلمات والشعارات التي تعجز عن توفير رغيف الخبز للمواطن المغلوب على أمرة لن يجدي نفعا، والمطلوب منا كفلسطينيين أن نمارس الشفافية بما يخدم شعبنا، وكان السيد النائب العام قد أعلن في وقت سابق عن وجود 80 ملف فساد، وفي كل مرة نطالع خبراً عن الفساد يكون باهتاً دون تفاصيل دقيقة مما يدفعنا للتساؤل هل طرح أسماء الفاسدين يتناقض مع الشفافية.
إن قانون الوحدة والصراع يفعل فعلة في الحياة السياسية الفلسطينية، فلا احد يختلف أن دولة الاحتلال بحكومتها اليمينية تستبيح الأرض والإنسان ورغم ذلك نتمسك بشعار المفاوضات، وقد يخرج أصحاب منهج المفاوضات ليقولوا ما البديل، يأتي الجواب الشعب الفلسطيني هو البديل، وغالبية الشعب الفلسطيني ليس لها مصلحة بالمفاوضات التي أتت على الأرض رغم سياسة الاستجداء الفلسطينية التي لم تحقق شيئاً سوى المزيد من التسويف والتبعية الاقتصادية والأمنية للاحتلال الإسرائيلي.
لن تجدي سياسة التصبير والترحيل للمشكلات المستعصية، ولن تقنع الابتسامات الشعب ، فالشعب يريد إنهاء الانقسام، وانتهاء الانقسام لن يأتي بقرع الطناجر رغم أهميتها، وقد نكون بحاجة إلى أكثر من ربيع فلسطيني للوصول إلى الهدف، وإذا اتفقنا على عجز الفصائل الفلسطينية التي تجتمع وتتفق ومن ثم تختلف على الوصول للنتيجة المتوخاه فلا بد لنا أن نعترف بصعوبة المرحلة التي يجتاحها الفساد بكل اشكالة، مرحلة اعتمدت الجملة بعيداً عن الفعل، ما القضية الأخيرة بمنع وفد فتح من دخول غزة إلا تعبير بسيط عن الأزمة الفلسطينية الداخلية التي تأثرت بالمتغيرات التي عصفت بمحيطنا العربي، حيث الراهن من الأطراف الفلسطينية على الجوكر، وبالمناسبة لكل طرف جوكر.
علينا أن نقف مطولاً أمام رفض الفنان محمد صبحي الذي رفض الهبوط إلى موقع وزير، وعلينا أن نفكر بجدية وتحليل معمق في حالة الصمت الشعبي الفلسطيني، ويستطيع المتابع أن يقرأ حالات الانتحار والشنق والاستجداء للعلاج وتوفير رغيف الخبز للأسرة، وعلى القيادة الفلسطينية أن ترى عمليات الذبح اليومي للفلسطينيين على يد عتاة اليمين في الدولة العبرية، وعلى الحكومة الفلسطينية أن تفهم العقد المبرم بينها وبين الشعب، فلسنا بحاجة الى ملاحقات الفاسدين بالجملة فالأجدر بنا أن ندفنهم في مهدهم.
0 comments:
إرسال تعليق