في يوم ميلادك يا يسوع سنخرج بالشموع في صلاة وخشوع نصلي من أجل الجموع التي فقدت إبنا أو أبا أو أخا ، أختا أو إبنة أو أما ، صديقا أو جارا ذهب سواء في الإحتفال بصلاة شكر لإنتهاءعام يحمل إسمك وقدوم عام بأسمك الميلادي كما حدث للمصلين بكنيسة القديسين بالإسكندرية ، أو وهم متجهون للصلاة بفرح وبهجة وسرور بيوم مولدك فيقتلون بيد الغدر كما حدث في نجع حمادي بصعيد مصر .
قامت ثورة شباب مصري محب لمصر .. شباب لم يسأل السائر جنبا إلى جنب معه ما أسمك ؟ ما دينك ؟ ماهي هويتك ؟ بل صرخ الجميع بصوت واحد حرية .. حرية .. لا للديكتاتورية .. لا للظلم .. ولا للعبودية .
فرحنا مع الفرحين ، وطالبنا مع المطالبين ، وإشتركنا مع المشاركين يدا واحدة ، شعبا واحدا ، وطنا واحدا لكل المصريين .
بعد حمايتك الدائمة يايسوع ، بالطبع فرحنا أيضا لحماية القوات المسلحة المصرية للثوار والمطالبين بالرحيل لدكتاتور مصر .
لكن يا يسوع حدثت أحداث لم نكن نصدق أو نتخيل أنها ستحدث . قامت جماعات بهدم وحرق الكنيسة بأطفيح وهددت الأقباط بطردهم من بيوتهم . ولم تتخذ أية إجراءات قانونية ضد الفاعلين .تم الإعتداء و قطع أذن قبطي وحرق سيارته ولم تتخذ أية إجراءات قانونية ضد من الفعلة . قبض على قبطي بتهمة إهانة المجلس الأعلى للقوات المسلحة وتم الحكم عليه أمام المحكمة العسكرية بالسجن ثلاث سنوات والقصة مازالت قائمة دون حل عادل بينما تعامل المجلس الأعلى مع حالات أخرى مشابهة لكن مع غير الأقباط بشكل مختلف تماما .
أطلق جنود القوات المسلحة المصرية النار على متظاهرين أقباط في المقطم ، جرح من جرح وقتل من قتل ومع غير الأقباط لا تدخل للقوات المسلحة ولا إعتداءات .
خرجت الجماعات الإسلامية المتشددة في قنا هائجة محتجة على تعيين قبطي محافظا لبلدهم . خربوا البلاد وأوقفوا الحياة والحركة تماما لفترة تجاوزت الأسبوع دون المساس بأي من المتسببين فيما حدث ويحدث .
ظن الأقباط أنهم فعلا وحقا جزء لا يتجزأ من الوطن مصر فخرجوا مسالمين مطالبين بحقوق لهم ظلوا عقود وعقود من أجل مصر لا يفتحون أفواهم حتى لا يتهموا بالفتنة الطائفية أو ما شابه ذلك . لكن مع الأسف يا يسوع في ماسبيرو جنود القوات المسلحة المصريين دهسوهم بالمدرعة أو المدرعات ، أطلقوا عليهم الأعيرة النارية الحية وقتلوا ما يقرب من الأربعين شهيد وجرحوا العشرات ولم يقدم أحد إلى المسائلة أو التحقيق بل قيل عن المسؤل عن دهس الأقباط بأنه فقد أعصابه .. وماذا عن الذين كانوا يضربونهم وهم يسبونهم بأفظع الشتائم ويصفونهم بالكفار مع غلاظة الضرب والركل وعدم إسعاف المصابين منهم !!. بل وماذا عن الفارين من الأقباط ومتابعتهم حتى في أماكن لجأوا إليها ووجدوا حماية من أشقاء لهم في الوطن عمالا وموظفين بل من صاحب العمل نفسه الذي قام بالتستر عليهم الشيء الذي يثبت أن تعليمات المجلس الأعلى لجنوده هي التي يحاكم عليها وليس الجنود كما يحدث الأن ومحاكمة مبارك وإتهامه إتهاما مباشرا بقتل ثوار 25 يناير / كانون الثاني من العام المنصرم 2011 !!.
يا يسوع خرج شباب مصر في ثورة كتب التاريخ عنها بأحرف من نور لأنها ثورة الصحوة المصرية بعد غفوة طالت كما أهل الكهف مع فارق ، أهل الكهف لم يكونوا على وصال مع العالم خارج الكهف ، لكن الثوار عاشوا وتعايشوا مع الواقع الحي وإستخدموا أحدث الوسائل السلمية لحشد شبابهم وكل الأحرار مطالبين بالعيش والكرامة والعدل مع رحيل الرأس المسؤل عن كل ما حدث ويحدث للشعب المصري وهو محمد حسني مبارك .
يا يسوع لقد حدث ما حدث وعانى شعب مصر في ظرف عام من قيام الثورة ما لم يكن متوقعا أن يحدث له . طغت فئة على كل فئات الشعب بمؤاذرة وتعضيد من المفروض منهم الحماية لكل المصريين وتم أو على وشك أن يتم لهذه الفئة تولي مسئولية إدارة البلاد ونحن نعرف ، بل ونؤمن بأن كل شيء يحدث ويتم بسماح منك ..
لذا في ليلة الإحتفال بمولدك المجيد والعظيم نسجد لك ونتضرع إليك أن تحمي بلادنا مصر وأن تزيل الغشاوة من على قلوب المتشددين ، وأن تعطي الحكمة للقائمين على أمن وسلامة مصر . وأن تجعل إنتقال السلطة يتم في سلام وتستجيب لمطالب الشعب الذي ثار فانقلبوا عليه والتفوا حول ثورته وأرادوا طمسها . لأن الثوار الأحرار سيعيدون الكَرةِ مرة أخرى كما هو واضح من تصريحاتهم وإستعداداتهم لثورة ثانية في نفس التاريخ 25 من يناير / كانون الثان من هذا العام 2012 .
يا ملك السلام ندعوك أن تنشر السلام في مصر والعالم لتسود المحبة والتعايش السلمي بين الناس .
كل عام وأنتم بخير .. يا أهل الخير ..
0 comments:
إرسال تعليق