الذين أسقطوا مصر.. لا عزاء فى وطن بلا شعب/ مجدي نجيب وهبة

** لا تقولوا أن مصر لم تسقط .. ولا تقولوا أن مصر ستظل شامخة .. ولا تقولوا "أدخلوها بسلام أمنين" .. بل قولوا "لا عزاء فى وطن بلا شعب" .. فلم يعد هناك وطن ، بل هناك لصوص وحرامية وبلطجية سطوا على هذا الوطن حتى مزقوه وشهروا به ، وجعلوه أضحوكة لكل من هب ودب .. فما دور كل هؤلاء ؟!!!!..

· الإعلام :
** سلاح رهيب إستخدم على خير وجه لتدمير .. وهدم .. وإسقاط مصر بالضربة القاضية .. فقد قام الإعلام بدور رهيب بدأ مع بداية أحداث 25 يناير ، كان الهدف هو هدم النظام .. وإسقاط هيبة الدولة ، وإحداث إنفلات أمنى ، وجعل المواطن يفقد الثقة فى مؤسساته .. وتحقق كل ذلك بفضل الإعلام العظيم الرائع .. وحتى لا تقولوا أننا نتجنى على الإعلام الشريف .. فنحن نقول لكم ، عودوا إلى الصحف التى صدرت فى مصر مع بداية الأحداث المشتعلة منذ يوم 25 يناير ، وحتى 11 فبراير .. ستجدوا أن هناك عملية توازن بين الأحداث ، والخوف على الوطن ، ولكن ما أن أعلن الرئيس السابق "محمد حسنى مبارك" ، تنحيه عن السلطة .. تغيرت الصحافة 360 درجة ، فقد أداروا ظهرهم للوطن ، وتحولت أقلامهم إلى منصة التحرير التى إعتلاها جماعة الإخوان المسلمين ، وبدأت فى عمليات تضليل وكذب متناهى ، والتعتيم على أحداث العنف والتخريب ، والترويج للجماعات الإسلامية ، والجماعات السلفية .. وبدأت أخبارهم تتصدر ليس فقط صحيفة "المصرى اليوم" ، ولكن معظم الصحف التى كان يقال عنها صحف قومية التى إنقلبت على بطنها ، وتحولت إلى إعلام مضلل ومأجور وفاسق .. بل وإعلام محرض ..

** لقد كتبنا أكثر من مقال للتحذير مما يتم نشره فى "المصرى اليوم" من أخبار تحريضية ، ولكننا كنا نؤذن فى مالطة .. حتى مؤسسة روزاليوسف التى ظلت حريصة على مصالح الوطن .. خرجت عن منهجها وإنزلقت لتساير الإنفلات الإعلامى فى الصحف المأجورة والممولة ..

** أما عن الإعلام المرئى المصرى ، والقنوات الفضائية ، وبرامج التوك شو .. فقد كانت قمة السفاهة والإنحلال .. لقد طعن هذا الإعلام فى مصر ، كما لم يطعن فيه ألد أعدائها .. لم يتركوا شئ إلا وشوهوه .. برامج إستفزازية لا تعبر عن رأى الشعب ، ولكن تعبر عن قلة مأجورة ... قدمت لنا نخبة رائعة فى فن الدعارة الإعلامية .. إشتركوا جميعهم فى تشويه صورة مصر ، والتمجيد فى الفوضى والخراب ، وظلوا يسقطون فى الدولة حتى هذه اللحظة .. جعلوا الأسود أبيض ، والأبيض إسود .. طعنوا فى كل الشرفاء وجعلوهم بلطجية .. ومجدوا فى البلطجية وقدموهم فرسان الزمن الجميل ..

** لم تتوانى دكتورة برامج الجنس والدعارة "هالة سرحان " فى إستغلال برنامجها لإستضافة كل من يشهر بمصر ، ويهدمها .. لست أدرى من يمول هذا البرنامج ، وما الهدف منه .. راجعوا ضيوفها الكرام ، وبماذا يطالبون ، وما أسلوب حواراتهم .. وكيف كانوا يحرضون على مؤسسات الدولة من الشرطة للجيش للقضاء .. لم تتغير هذه الوجوه .. كانت تتغير مقاعدهم ، ولكنهم ظلوا كما هم ، ينتقلون من أستديو إلى أخر ، ومن برنامج إلى أخر .. كانت حواراتهم تحرق الدم فى الوقت الذى إمتنعت فيه هذه الإعلامية عن إستضافة أى مواطن مصرى شريف أصيل يخدم البلد ، بل إستباحت برنامجها لكل مأجور أو مرتشى أو كاذب أو إرهابى أو بلطجى أو مخرب ... فقد تقاضت أجرها على إسقاط وهدم مصر ، وإختارت ضيوفها بعناية فائقة ، كما كانت تختار المتصلين بالبرنامج ممن يطعنون فى مصر ، ويمجدون فى فكر الدكتورة ، وفم الدكتورة ، وخفة ظل الدكتورة .. وبالطبع لا ينسى أن يمجد فى ضيوفها المأجورين والخونة ..

** نذهب لبرنامج أخر أشد تضليلا .. وللأسف يطلق على برنامجه "الحقيقة" .. وإذا كنتم لا تصدقون دور الأستاذ الفاضل "وائل الإبراشى" .. راجعوا الحلقة التى إستضاف فيها السلفى "ياسر البرهامى" .. ليقوم الأخير بوصف الأقباط بالكفار على مرأى ومسمع من الجميع .. وكان هذا يكفى لوقف برنامجه ، ولكن لم يحدث شيئ من ذلك ، فقد تمادى فى إستضافة كل من يكفرون الأقباط ، ويهدمون فى الإقتصاد المصرى ، ويدمرون فى السياحة ، ويطعنون فى المجلس العسكرى .. أما "الإبراشى" فهو يبرر ذلك بأنه يكشف الأفكار الأخرى حتى لا يفاجئ المجتمع بذلك ، رغم أنه أول من يعرف من هو ياسر البرهامى ، ومن هو المرشد العام للإخوان "محمد بديع" ، الذى كان ضيفه فى حلقة الأمس .. وحتى نتأكد من صحة أقوالنا ، ولا نلقى الإتهامات جزافا .. أن هناك تحريض معلن وسافر من جهة لأخرى .. راجعوا الحلقة التى إستضاف "الإبراشى" فيها بعض البهائيين ، ومعهم أحد الإخوة المسلمين المتطرفين الذى خرج من الحلقة ، وقام بحرق منازل البهائيين فى قرية الشورانية ، بعد أن قام بتوجيه رسالة إلى المجتمع الإسلامى بتكفير الفكر البهائى ..

** هناك فرق بين الإعلام الغث ، والإعلام الوطنى الرائع .. فمنذ حوالى ثلاثة أيام ، إستضاف الإبراشى الناشطة السياسية "توكل" ، اليمنية الجنسية ، الحاصلة على جائزة نوبل للسلام ، مناصفة مع أخرين .. للدور العظيم الذى قامت به فى إشعال الفوضى فى اليمن وتدميرها ، بزعم بناء الديمقراطية ونشر الربيع العربى الذى تدعمه أمريكا .. جلس أمامها "الإبراشى" ، وكأنه يتحدث مع الزعيم "مصطفى كامل" ، أو الزعيم "سعد زغلول" ، فكان يجلس فى خشوع وهو يتحدث مع الأخت المناضلة "توكل" .. والتى رفضت وصف أمريكا بالشيطان ..

** على جانب أخر ، قدم الأستاذ الرائع "سيد على" بالأمس فى برنامجه "حدوتة مصرية" .. الذى يقدمه يومى الخميس والجمعة بقناة "المحور" .. وقد رفض كل ما قالته "توكل" ، ونصحها بالإدلاء بتصريحاتها الحنجورية بعيدا عن مصر .. فمصر لن تكون تابعة لأمريكا ، وعليها العودة لوطنها "اليمن" لحل مشاكله .. نعم هناك فرق كبير بين من يدافع عن مصر ، ومن يحرض ضد مصر ، ويمكنكم العودة إلى شريط البرنامج .. لأننا لا نكتب من نسج خيالنا ..

** هذا بجانب قناة النيل الإخبارية التى تضم أردء الإعلاميين .. لست أدرى .. هل لا توجد أى رقابة على هؤلاء المذيعين والمذيعات الذين يروجون للتخريب ، ويصفون الطبقة الصامتة من الشعب بالبلطجية .. من هؤلاء ، ولمصلحة من يعملون .. لقد دمروا مصر وخربوها ، ومعهم ضيوفهم المأجورين الذين مازالوا يروجون للفوضى ..

** ولا ننسى دور الأستاذة "لميس الحديدى" ، والأخ المناضل الحنجورى "يسرى فودة" ، والمناضل "معتز مطر" ، و"معتز الدمرداش" ، و"محمود سعد" ، و"منى الشاذلى" ، و"ريم ماجد" .. إرجعوا لبرامج كل هؤلاء ، وراقبوا ضيوفهم ، وما هى أهدافهم .. هل أهدافهم هى إسقاط النظام .. لقد سقط النظام منذ 28 يناير .. فماذا يريدون بعد مرور عام .. بالقطع الإجابة ستكون هى إسقاط الجيش ثم القضاء ، ليتعرى الوطن ويقبضون ثمن خيانتهم القذرة ..

· الطبقة الصامتة :
** وهم الذين جعلوا البعض يطلقون عليهم "حزب الكنبة" بسبب تقاعسهم وصمتهم المخزى عن حماية الوطن ، وتركه للإرهابيين والغوغاء والبلطجية .. نعم أعذركم ، فلا إعلام يمثلكم ، بل أن الإعلام يقول عن الطبقة الصامتة ، أنهم مجموعة أغبياء وبلطجية .. وللأسف لم تجد الطبقة الصامتة التى تمثل 90% من الشعب من يقودهم ، ومن يوجههم .. فلا صحافة تمثلهم ، ولا إعلام يتحدث بإسمهم ، أو يقوم بإستضافة هذه النخبة الوطنية الصادقة ، كما لا يوجد مؤسسات أمنية تحميهم .. حتى المجلس العسكرى أدار ظهره لهذه الطبقة العريضة ، ولم يسمع إلا لمجموعة من البلطجية والشواذ ، والإرهابيين الذين عليت أصواتهم فى ميدان التحرير .. نعم لقد ساهم الشعب المصرى بسلبيته فى نجاح الفوضى وإسقاط مصر ..

· المجلس العسكرى :
** هو المسئول عن كل هذه الفوضى التى وصلت إليها البلاد ، ولا تقولوا أن مصر لم ولن تسقط .. فمصر سقطت وأصبحنا أضحوكة فى أيدى الكلاب الأمريكان ، وبعض الدول العربية التى طالما جعلت وجهها مداس لأمريكا والغرب .. لماذا يصمت المجلس العسكرى على هذه الفوضى .. لماذا يصمت المجلس على الذين يتهمونه بإشعال الحرائق فى "المجمع العلمى" ، وإنه سبب هذه الفوضى .. وأن هذه الفوضى هى من تدابير المجلس العسكرى ... لماذا يصمت المجلس العسكرى حول العديد من الإتهامات التى تنطلق بين أن وأخر ، لتقلل من شأنه .. لماذا يصمت المجلس العسكرى حول تلك التهديدات من أمريكا ، بعد ملاحقة مجالس "حقوق الإنسان" ، ومجالس الحريات ، لتكون أكشاك جواسيس للسياسة الأمريكية ، وعناصر تخريبية ، والمجلس العسكرى يعلم ذلك .. وللأسف كلما تقدم خطوة نحو القبض على هؤلاء الخونة ، يتراجع عشرات الخطوات حتى يكان أن يصينا بشلل .. هل يعقل أن يظل بعض البلطجية والمنظمات الإرهابية تطالب المجلس العسكرى بالعودة فورا إلى ثكناته .. وهم يتحدثون أنها إرادة شعبية .. والحقيقة أنها طلبات مجموعة وقلة مأجورة مخربة ، يعلم جيدا المجلس العسكرى أن أمريكا تدفع لهم الأموال لإسقاطه ، وإسقاط الدولة المصرية .. ومع ذلك يطبطب المجلس العسكرى على هذه القلة ويرفض أى مسئول بالمجلس الخروج إلى الجماهير ومخاطبتهم ..

** هل المجلس العسكرى يدعم الإخوان والفوضى والبلطجة ، ليساهم فى إسقاط مصر ، ثم يعود بعض لواءات المجلس ليعلنوا أن مصر لن تسقط .. ؟؟!!!

** هل المجلس العسكرى إستدرج هذا الشعب بعد أن أعلن أكثر من مرة أنه لن يسلم البلد للإخوان .. والأن المجلس العسكرى يسلم مصر للإخوان بزعم أن ما تم هو إجراء إنتخابات نزيهة 100% ، وعلينا الإحتكام للصندوق ، وهذا ما حذرنا منه قبل إجراء العملية الإنتخابية .. وفى الحقيقة المجلس العسكرى يعلم جيدا أنها إنتخابات مزيفة ، لم تراها مصر فى حياتها منذ قيام ثورة 1952 ... إنتخابات برلمانية رائحتها عفنة ، غلفت كل الصناديق بالفتاوى الدينية ، ولم يظهر سوى فصيلين هم جماعة الإخوان المسلمين ، والفصيل الأخر هم الجماعات السلفية .. أما فيما عدا ذلك ، فهى لم تكن سوى أحزاب كارتونية لم تفطم بعد .. وفى النهاية ، هذه الإنتخابات دينية إسلامية ، وهى عكس مطالب الشعب الذى يطالب بحكومة مدنية .. وإن دل ذلك على شئ ، فهو يدل على واحد من إثنين .. إما المجلس العسكرى فرض واقع غير مرغوب على هذا الشعب الصامت بإستثناء القلة الفوضوية التى تظل تتظاهر حتى إسقاط مصر .. أو أن هذا الشعب بكامله جاهل ومتطرف ، ويخفى جهله وتطرفه خلف حائط سميك سقط ، وسقطت معه كل الأقنعة ..

** أما أغرب القصص التى تحولت إلى سبوبة للتطاول على مصر وإسقاطها .. فهى موضوع "الشهداء والمصابين" الذين سقطوا فى الأحداث الأخيرة .. بل أن هناك إصرار غريب على عدم كشف الحقيقة ، والتى أعلننا عنها أكثر من مرة .. أين المجموعة التى ضبطت فى عمارة "البغل" بالسيدة زينب ، وضبط معهم مدافع وأسلحة ألية ، وزجاجات مولوتوف ، وأسلحة قناصة تصل مداها حتى التحرير ، وشارع القصر العينى .. وقد إحتلوا أربعة أدوار عليا بالمبنى .. وتم القبض عليهم من قبل أفراد الشعب ، وتسلمتهم الشرطة العسكرية .. أين ذهبوا ، ومن هم ؟!! ..

** ثم كتبنا وأشرنا إلى ضبط مجموعة فلسطينيين بمركز "هشام مبارك" ، وعدد من الأفراد وبلغوا 40 فرد ، ومعهم 40 مليون جنيه ، ومعهم كمية مأهولة من جراكن البنزين .. أين هؤلاء ، وأين ذهبوا .. هل المجموعة الأولى ثوار ، والشعب لا يعلم ؟!! .. لماذا لا يتم القبض عليهم ، وتقديمهم للمحاكمة ، وإعلان ذلك فى كل الصحف والإعلام المنبطح الذى تفوق على الجزيرة والعربية والـ "بى بى سى" .. والـ "واشنطن بوست" ، والجارديان البريطانية .. لماذا لا تخرج هذه الملفات .. هل هؤلاء ضمن السيناريو الذى حرضت عليه أمريكا وتعليماته هى إخفاء الحقيقة ... وإذا كنا نتحدث عن حق هؤلاء الشهداء الذى لن ينتهى ، إذن ، فأين ملف شهداء نكسة 67 الذين سقطوا ، برصاص الغدر ، والبعض منهم دفن بمقابر فى سيناء ، ولم تصل ذويهم إلا قصاصة ورق تقول إستشهاد الجندى ، أو إستشهاد الضابط .. أين حق شهداء حرب 73 .. حرب النصر ، ورد كرامة المواطن المصرى ، بل ورد كرامة كل العرب .... أين حق شهداء الشرطة البواسل الذين يسقطون يوميا شهداء بينما يواصلون عملهم فى القبض على تجار المخدرات وحماية أمن وسلامة الوطن .. أين حق كل هؤلاء الشهداء ، ولكن يبدو أن شهداء التحرير ، وشهداء الذين هربوا من السجون وسقطوا برصاص البعض منهم وشهداء البلطجة والفوضى هم أصبحوا السبوبة التى يسعى إليها البعض ليحيل مصر إلى جحيم ... أين عقلاء الوطن الذين يتحملون مسئولية غلق هذا الملف الذى تناولته بعض التنظيمات الإرهابية .. وقد رأينا أمام أعيننا كيف قامت إحدى القنوات ببث شريط عن التظاهرات فى صربيا ، وإصرار الجماعات التى تشبه 6 إبريل بعرض بعض الأفلام بالميادين التى تدين الجيش الصربى ، وقد أصروا على هذا العرض حتى أسقطوا الدولة ، وهو ما يحدث من شباب 6 إبريل الذين توغلوا فى جميع الميادين ، فى إصرار غريب على عرض بعض الصور التى تثبت إنتهاكات الجيش المصرى ضد الشعب .. فلماذا لا يتم القبض عليهم وتقديمهم لمحاكمة عاجلة بتهمة الترويج للفوضى ؟!! ..

** أما أغرب ما يتم فرضه على هذا الشعب الساذج ، فهو ما سمى بالمجلس الإستشارى ، الذى ضم كل أطياف المعارضة ، والإخوان ، ولم يضم أى رأى لمواطن حر شريف .. والمصيبة أن المجلس العسكرى يقول أن هذا المجلس الإستشارى يمثلنا ، وهى كارثة فرضت على الشعب الذى أصبح يجر كالبهائم .. ولا حول له ولا قوة .. ومبروك للحقير "أوباما" ، الذى إستطاع أن يفرض كلمته هو والعاهرة "كلينتون" .. ولا عزاء فى وطن بلا شعب ...

CONVERSATION

0 comments: