الوضع يزداد تعقيدا في الشارع السوري .وهو يتعرض لانواع القتل الممنهج بشتى الاسلحة الخفيفة والثقيلة.والطيران الحربي الذي يقصف المدن والقرى وكانه في حرب التحريرلاسترجاع الجولان وفك الحصار على غزة .لكن الماساة الحقيقية هي ان هذا الجيش الضخم الذي يستعمل اسلحة روسية وايرانية في قتل المدنيين العزل تعتبر اهانة كبرى لكل عربي حين تتعامل السلطة العربية في شخص نظام الاسد.ولا احد يستطيع ايقاف حمام الدم الذي ينزف يوميا ونحن قيادات وحكومات ومنظمات عاجزون حتى الان في توفير غطاء امن لالاف الاسر التي تتعرض للتشرد والجوع والمهانة .السنا اصحاب حق امام المنتظم الدولي وصناع القرار العالمي ...السنا اصحاب قضية في ترسيخ مباديء الديمقراطية في دول الشرق الاوسط .الذي لايملك قرارا عربيا ينهي جنون نظام حزب البعث ومن يقف الى جانبه .وما جدوى جامعة الدول العربية التي تورطت في تناول ملف سوريا رغم انها غير قادرة تحمل مسؤولياتها كاملة في ظل هشاشة المواقف التي يصدرها الامين العام ولا رئيس بعثة المراقبين مصطفى الدابي .ولم يحقق المجلس الوطني ذلك التلاحم الوطيد مع كافة اطياف المعارضة السورية .وفشل الاتفاق يكرس فشل الخطوات المقبلة في حماية الشعب والدفاع عن كرامته امام الة حرب مهووسة بتراجيديا الموت المجاني واباحة ارواح الخلق دون حسيب ولا رقيب
ان الثورة السورية لايمكن ان تحقق اهدافها في تباين المواقف .وضياع المبادرات وتعنت النظام .ونجاحه المؤقت في تضليل اعلامي واسع .تشرف عليه اجهزة المخابرات السورية التي تملك رصيدا وافرا من الامكانيات المتاحة والنفوذ الواسع في عمليات استخباراتية .ورسم خريطة الدفاع التي ينهجها النظام ضد اي طاريء يمكن ان يحدث ويغير من صورة المشهد السياسي التي تروم دمشق ترسيخ ملامحه على ارض الواقع .وهذا الكم من الاستخبارات يمكن ان يعود بنتائج سلبية في ظل التحولات الجديدة التي عرفتها انتفاضة الكرامة السورية في اواسط شهر مارس من العام الماضي.حيث اتسعت رقعة مظاهر الاحتجاج التي وصلت الى قلب دمشق ومدينة حلب .وهذا المعطى الجديد يضع نظام الاسد في المحك السياسي .ويؤشر عن بداية نهاية مؤسسة حكمت البلاد والعباد طيلة اربعة عقود بالحديد والنار .ولا يمكن لاي نظام في العالم ان يستمر للابد .لان الحكمة الالهية فوق الجميع .لكل شيء بداية ونهاية .وهذه القاعدة الكونية لا تعترف بها الديكتاتوريات التي ما تزال تؤمن باحقيتها في البقاء رغم ان الشعوب ترفضها.وما احدثه الربيع العربي من تحولات عميقة غيرت خريطة الوطن العربي .وما زلنا نعيش رياح التغيير خلال هذا العام الجديد الذي تظهر مؤشراته الاولية اننا امام صيف ساخن من التجاذبات السياسية .والمواقف المتضاربة التي تحاول الالتفاف على الثورات الحالية القادمة .لان الانظمة العربية لم تحاول جاهدة الاستماع الى ارادة التغيير والاصلاح في بلدانها .وهي اشارة واضحة حول التحولات المستقبلية التي سيشهدها الشارع العربي من المحيط الى الخليج .وفي ظل الصراع العربي /الاسرائيلي.والتدخل الامريكي في الشؤون
العربية بحجة الارهاب او بحجة ايران الطرف المستعصي على الادارة الامريكية
ماذا نحن فاعلون بالشعوب العربية كحكومات وسلطات قادرة على خلق قنوات التواصل الاجتماعي بكل شفافية ومسؤولية لانقاذ ما يمكن انقاذه قبل فوات الاوان.واذا كان كل ما يجري في سوريا يدفع بتدخل عسكري لقوى اجنبية.فعلى جامعة الدول العربية ان تقفل ابوبها .وتمارس شيئا اخر غير السياسة
*خليل الوافي -مدينة طنجة - المملكة المغربية
0 comments:
إرسال تعليق