كنت علي يقين كامل أن مصر لن تتغير بعد الثورة لهذا لملمت خيبتي ووكستي ورحلت من مكتبة مبارك سابقا , للأسف مبارك حاليا , نفس الوجوه , نفس الأرائك , نفس الغرور الموروث من صاحب التكية وابنه ومراته لكل العاملين بها , كنت محقة ألا أنتظر يحذوني الأمل في ثورة حقيقية تطيح بكل رؤس الفساد , وحزب يختاره الشعب , وليس مفروضا عليه بألاعيب الله يعلمها , ولا يعلمها الشعب الغلبان, لتعود المكتبة لأصحابها الحقيقيين أولاد الشعب , وليس أولاد المحسوبية , تخيل الجميع أني رحلت لأنهم دشنوا حملة ضدي علي الفيس بوك لأني حزب وطني , ولا يعرفون أني كرهت المكتبة منذ تولتها إدارة تحاربني لأني شاعرة أعيش بين البسطاء أترجم مشاعرهم ولا تعنيني المناصب ولا الأموال ودليلي علي ذلك أني تركت العمل في التربية والتعليم وهي كما يعلم الجميع من أغني الوزارات , وكان يخيل لي أني سأفتح الحظيرة التي حبسوا فيها الأدباء , فما كان منهم إلا أن سجنوني في حظيرتهم , كنت متأكدة أن ثورة يناير لم تنته , فقررت الرحيل من المكتب الواسع ,الضيق علي أحلامي , الدافئ بالأبسطة , البارد في تعاملات كل من حولي , ومعاملة أبرد لكل ضيوفي من الأدباء الذين منحوني ثقتهم واختاروني رئيسا لفرع الاتحاد بالدقهلية , وهذا شرف لي ووسام سوف أضعه علي صدري ماحييت , وتذكرت جبروت المكتبة وسطوتها في تحويلي من أديبة لها عالمها الراقي مع الكلمات إلي مسئول إعلامي يصور العاملين والعمال في المكتبة ليرحموني من المعاملة القاسية التي كنت أتعامل بها , وإن كان لي وقفة في مذكراتي بعد أن يمر هذا الزمن الحقير , فسوف تكون مع اللواء أحمد حسين المستشار القانوني في محافظة الدقهلية , حين تقدمت بشكواي للسيد المحافظ المحترم سمير سلام أشكو له الوضع السئ الذي أتعامل به في المكتبة , وبكيت بالدموع , وشعرت أنه تعاطف معي للحظات وكان ذلك قبل الثورة بأربعة شهور أي في أغسطس 2010, وانتظرت أن يحقق في الشكوي ,لكن للأسف ذهبت مع الرياح , لكن يكفيني أنه في قرارة نفسه يشعر بتأنيب الضمير ما عاش , ويواجهني , هل كلامي حقيقي أم محض افتراء , فكلماته وشهادته دليل برائتي من هذا العهد الذي كرهته بكل ما أملك , وبالفعل لي كتاب أسميته هن في قلب مصر ووضعت علي غلافه صورة لراعية مهرجان القراءة للجميع مثلي مثل الألاف من الكتاب غيري , ولكن محتوي الكتاب مختلف تماما وصدر قبل أن أعرف خيبة النظام وبالمناسبة أنا أكتب مقالي اليوم ليس تقربا من سلطة جديدة لم أخترها ولكنها تسلقت علي ثورة تمت محاربتها من كل الفئات التي خانت الوطن, وأعود وأنبه أن ثورة مصر مستمرة يدعمها كل مثقفي مصرالذين يعشقونها حتي وإن ذهب ضحيتها الألاف, فالحية كما تعلمنا شجرة ترويها الدماء , وساعتها سنتخلص من المنافقين والمتاجرين بأحلام الوطن الذين خانوه وزيفوه وأجاعوه
فاطمة الزهراء فلا
0 comments:
إرسال تعليق