المجلس العسكرى .. والفيلم الفكاهى "نورماندى 2"/ مجدى نجيب وهبة




** شئ محزن فى القلب أن يكون هذا عنوان المقال ، ليتحدث عن "المجلس العسكرى" ، ولكن ما يحدث الأن ، يذكرنى بالفيلم العربى الكوميدى "نورماندى 2" .. للراحل "إسماعيل ياسين" ، والمبدع أطال الله فى عمره "أحمد رمزى" ، والراحلة "هند رستم" ، والراحل "عبد الفتاح القصرى" .. فى بعض لقطات الفيلم يحاول "حنفى" ، وهو شخصية يجسدها الفنان "عبد الفتاح القصرى" ، أن يفرض رأيه على زوجته .. وعندما تجده الزوجة مصر على رأيه تنظر إليه شزرا وتقول له بصوت جهورى "حــــــــنفى" ، فيبدأ "حنفى" فى التراجع ويقول وهو مطأطأ الرأس "المرة دى بس" .. وطبعا يسحب "حنفى" كلمته ، وتصير الكلمة للسيدة المصونة حرم "حنفى" ..

** هذه هو صورة كربونية لما يحدث بين "المجلس العسكرى" ، وجماعة "الإخوان المسلمين" .. منذ تولى "المجلس العسكرى" إدارة البلاد لحين نقل السلطة إلى حكومة مدنية .. والمنطقى والطبيعى أن يتم عمل الدستور أولا ، وقبل كل شئ توافق عليه جميع القوى السياسية والشعبية ، ولكن "الإخوان المسلمين" هددوا "المجلس" ، وصالوا وجالوا وبرطعوا فى الأرض ، وإعتبروا أنفسهم هم أصحاب الثورة الوهمية ، بعد تنحى الرئيس ، وتناسوا شباب "25 يناير" ، وإعتبروا أن الفوضى والبلطجة والنهب والسرقة وقتل المواطنين ، وإنهيار الدولة هى الثورة الحقيقية التى إندلعت مع أحداث العنف يوم "28 يناير" ، وأكررها ، أنه لو لم يريد الجيش أن ينجحها لما رأينا هذه الأشكال ، لقد حمى الجيش ثورة 25 يناير "التى كانت؟؟؟" ، ولكن عندما نزل الشارع ، لم يدرى أنه يحمى الفوضى والإخوان !! ، وهنا لنا ملايين علامات الإستفهام ؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!..

** كان من الطبيعى أن يوضع الدستور أولا ، لأن مجلس الشعب يمكن أن تنتهى مهمته فى أى لحظة ، ولكن دستور البلاد هو الشئ الباقى ، ولكن دهاء الإخوان ومكرهم وخداعهم ، قالوا نريد برلمان أولا ، ثم يوضع الدستور .. ورضخ "المجلس العسكرى" ، وقال "المرة دى بس" ..

** قال "الإخوان" ، لا يهم أن يكون الرئيس مسلم ، أو قبطى ، أو حتى إمرأة أو حتى ماليزى ، فالإخوان يخططون بعد السطو على مجلس الشعب بكل السبل والطرق ولو بالعنف ، ولو بالرشاوى ، ولو بالتزوير ، فلن يستطيع أحد أن يبادلهم العنف ، لأنهم فصيل دموى "مبادئهم هى الإستشهاد فى سبيل الله" .. وصناديق الإنتخابات بالنسبة لهم هى تعنى "الوصول إلى سبيل الله" .. وقد ذكرنا فى مقال سابق أن أحد الإخوان المرشحين قال "سنجعلها بحور من الدم" ..

** يريد الإخوان رئيس دولة له منصب شرفى مثل رئيس إسرائيل ، أما المجلس فهو الذى يضع الدستور ويحدد سياسة الدولة ، وهو الذى يقيل رئيس الدولة ، وهكذا نجح الإخوان فى الوصول إلى جعل الإنتخابات قبل الدستور ..

** أما أخطر مطالبهم فهى سحب وثيقة الدكتور "على السلمى" ، وإلغاء بعض المواد الدستورية التى وافق عليه معظم الأحزاب ، وإلغاء بنود وضعها "المجلس العسكرى" ، وهددوا بمليونية ، وصعدوا حملتهم التشهيرية بمليونية "الدم" ، وتقف حكومة "شرف" الشرفية ، التى ربما تكون على رأسها بطحة ، ومنحنية الظهر ، ومكسورة الجناح عاجزة .. لأنها ترى أن "المجلس العسكرى" المسئول عن أمن الوطن هو يعجز عن فرض كلمته على هؤلاء الأشرار .. إذاً فماذا تفعل حكومة "شرف" ، وهى معزولة من كل القوانين التى تساند شرعيتها وتحميها وتدافع عنها .. إذاً ، فحكومة "شرف" مثل "خيال المأتة" الذى يوضع فى الحقول ، وهو عبارة عن عصا يتم إلباسها جلباب ، وهى منظر يعتقد الفلاحين أنه يخيف العصافير ، فلا تقترب من المحصول .. هكذا حكومة "شرف" لا تهش ، ولا تنش ، ومرة أخرى تنزل كلمة "حنفى" ، ويوافق "المجلس العسكرى" على تجميد وثيقة "على السلمى" ، خوفا من مليونية "الإخوان" ..

** وهنا نتساءل ، من هو المجلس العسكرى ؟!! .. هل مصر القوية والعظيمة لعبة أو شخشيخة فى أيدى حفنة إرهابية تأمر فتطاع .. أين أمن الوطن أيها "المجلس العسكرى" .. أين هذه المدنية والحكم المدنى الذى تتكلمون عنه ، وأنتم تنصتون لمجموعة مرتزقة ، ولصوص ،و مصاصى دماء ، تاريخهم الإسود معروف ، لماذا أخرجتوهم من السجون .. نعم نتساءل ، من هو هذا المجلس الذى ينزل كلمته كلما زمجر مجموعة لصوص ..

** وإذا إفترضنا أن الحقير "أوباما" .. هذا الكلب الإسود ، يحرض "الإخوان" ضد "المجلس العسكرى" ويحرض على الفوضى الهدامة ، كما فعل فى ليبيا والسودان والعراق والصومال وأفغانستان ، ويملك هذا الحقير الإسود من قوة لضرب الأوطان وإحتلالها مثل البلطجية .. نقول لـ "المجلس العسكرى" ، أن شعب مصر الصامد والأصيل مستعد للموت جميعا فى سبيل مصر الحرة ، وليس مصر المكسورة ..

** هل تناسى المجلس العسكرى ، دوره الوطنى والشجاع ، هل لا يعلم المجلس العسكرى أن صفحات التاريخ تمتلئ بخطط الجماعات المحظورة منذ قيام الثورة ..

** هل تناسى المجلس العسكرى ، الإغتيالات السياسية لهذه الجماعة الدموية ، ومبادئهم التى لا تخلو من العنف والكراهية ، ووسيلتهم فى إشاعة مناخ الإرهاب الدينى ، الذى يحدث الأن من هدم الكنائس وحرقها ، والإعتداء على الأقباط .. حتى فى الأحداث الأخيرة إكتشف المجلس العسكرى أن هناك إختراق من قبل هذه الجماعات الإرهابية داخل الشرطة العسكرية والأمن المركزى ، وهم من قاموا بمساعدة بعض البلطجية بعمل مذبحة ماسبيرو ، ومازال التحقيق مستمر ..

** هل لا يعلم المجلس العسكرى أن حلم الجماعة الدموية التى أسسها "حسن البنا" عام 1928 ، هو حكم مصر .. إننا نرى أن أحلام هذه الجماعة تتحقق على أيدى المجلس العسكرى ، والجميع صامتون .. نعم ، تتحقق هذه الوعود للإخوان لكى يقيموا شرع الله ويؤسسون الخلافة الإسلامية ، وهم يخدعون الوطن لأنهم لن يقيموا شرع الله الذى يتحدثون عنه ولكنهم سيقيمون شرع "حسن البنا" .. بل أن دستورهم أو الدستور الذى يخططون لإقراره ، هى أن تعليمات مرشد الجماعة أو تصريحاته هى تصريحات إلهية ؟!!! .. ، وأن تفسير أعضاء الجماعة للقرأن والسنة ومقاصد الشريعة هو التفسيرات التى إرتضاها الله وإبتغاها ؟!! .. وهنا يتوقف الوطن على من يفسر شرع الله ؟!! .. إنها كلمة لا يستخدمها إلا كل من يريد الإختفاء وراء الأديان ، للإمساك بصولجان السلطة السياسية والسلطة الدينية ..

** هل لا يعلم المجلس العسكرى كل هذه الأهداف التى يسعى إليها جماعات إرهابية ، لتخريب مصر ، وعودتها إلى الوراء ألاف السنين .. وللأسف شارك الجميع بل ويشاركون فى هدم الدولة للتمهيد للإخوان للوصول للحكم ، الجميع يطالبون برحيل "العسكر" ، كما يطالبون ولا يدرون أنهم يساعدون الإخوان ، فأين هى القوى البديلة التى ستقف ضد الإخوان ، هل الشعب المصرى يملك السلاح للوقوف ضد الإخوان .. هل الشعب المصرى يملك القرارات لعودة هذا الفصيل الإرهابى إلى السجون ، وطردهم من البلاد ؟ .. أعتقد أنه لا يملك لا السلاح ولا القرار ..

** إذاً ، من سيقف ضد هذا التيار الدموى الإرهابى .. أعتقد أنه لا يوجد سوى "المجلس العسكرى" ، والأن نرى المجلس العسكرى يقف أمامهم عاجزا حتى عن تنفيذ قراراته أمام تهديداتهم .. إن كل يوم نقترب فيه من الإنتخابات .. تأكدوا أن مصر تنتهى ، وتذكروا هذا الكلام جيدا ..

** لماذا لا ينتفض هذا الشعب ويخرج من خلال دعوة وطنية خالصة يقودها رجل وطنى ، نعم ، نحتاج لثورة جديدة ، فقد حملت لنا ثورة 25 يناير الفوضى والعار .. نعم ، نحتاج لثورة شريفة يقودها رجال أقوياء يعيدون هذه الأفاعى والحيات إلى جحورها ، ويخرسون كل الألسنة ، يدعون الشعب الحر للنزول إلى الميادين والتعبير عن رأيهم وحمايتهم .. يغلقون جميع القنوات القذرة المصرية ، ويعيدون مراجعة حواراتهم البذيئة التى خربت فى مصر .. نعم ، نريد القبض على كل هؤلاء اللصوص ..

** نعم ، نريد ثورة طاهرة مصرية ، ترفض الفتات التى تلقيها أمريكا القذرة على شعب مصر ، فنحن قادرون على النهوض بمصرنا الحبيبة ، والوصول بها إلى عنان السحاب ..

** نعم ، نحن نريد ثورة تطهرنا من هذه النجاسة التى حلت بالوطن ، ومن أصحاب الجلباب واللحى ، والحركات الدموية الإرهابية ، التى يصدرها لنا الغرب القذر والإرهاب الصربى .. نعم ، نريد ثورة مصرية خالصة تعدم هؤلاء المرتزقة فى الميادين ، وملعون كل من يطالب بحقوق الإنسان .. فقد إعتقلت الشرطة الأمريكية بالأمس عشرات ممن تظاهروا فى ميدان "وول ستريت" ، وهى منظمة أطلقت على نفسها "إحتلوا وول ستريت" ، وهدمت خيامهم وإستخدمت معهم العنف وإعتقلت العشرات منهم ، ولم نسمع عن المنظمات الإرهابية التى تدعى حقوق الإنسان ، تدين أمريكا ..

** من أنتم .. تسمحون بإدانة مصر عندما تواجه خطر الإرهاب ، ، وعلى الجانب الأخر لا تتجرأون لإدارنة أى دولة أخرى تستخدم العنف ضد الفوضى والإرهاب ، تزعمون أنكم مجالس حقوقية ولكنكم لا ترون إلا مصر ، دولة منتهكة للحريات ..

**أرجو وأتمنى أن تصل رسالتى إلى كل شريف وكل مواطن يخاف على هذا الوطن ، فكر كما تشاء ، ولكن لا تكن غبيا إلى هذه الدرجة ، فلم يتبقى على عمر مصر سوى أسبوع واحد ، ليتم تشييع جنازتها ، فهل تشاركون فى الجنازة ، أم ستفعلوا شيئا لهذا الوطن ؟!!!!

صوت الأقباط المصريين

CONVERSATION

0 comments: