الفوضى تعم مصر .. والمستفيد الإخوان المسلمين/ مجدى نجيب وهبة

** مما لا شك فيه أنه عندما تعم الفوضى والبلطجة الوطن ، فالسؤال الطبيعى لرجل الشارع هو .. من المستفيد ؟!! ..

** منذ 28 يناير ، وحتى تنحى مبارك عن السلطة فى 11 فبراير ، ومصر تسبح فوق بركان من الفوضى والدمار .. ففى أحداث قتل المتظاهرين بميدان التحرير فى 28 يناير ، تم ضبط مجموعة تتكون من 5 أفراد ، ومعهم أسلحة توضع عليها كاميرات قناصة تصل مداها إلى 5 كم ، وتم ضبطهم على أحد الأسطح بعقار بأحد مبانى عابدين .. ومع ذلك يبدو أن هناك أيادى خفية تتدخل دائما فى إخفاء هذه الملفات ، وتهريب هؤلاء المتهمين ، فسرعان ما يظهروا ، وسرعان ما يتبخروا فى الهواء .. فلا نقرأ سوى سطر أو كلمتين على الخبر ، ثم تختفى معالم هذه الجريمة ، ولا نقرأ عنها شيئا حتى ينساها الجميع ..

** فإذا كنا قبضنا على هؤلاء ، فأين هم ، وماذا تم بخصوص التحقيقات التى أجراها النائب العام ، وإذا كانت التحقيقات والأدلة التى ضبطت معهم من أدوات الجريمة تدل بما لا يدع للشك أن هناك أيدى متأمرة دفع بها داخل منطقة الميدان لقتل المتظاهرين ، لتحقيق أكبر عملية وقيعة بين المتظاهرين والنظام السابق ، فأين إختفت ، وهل تخشى جهات التحقيق .. ظهور أدلة تورط جهات خارجية فى عملية التخريب فى مصر ، حتى لا تبرئ من هم بالسجون الذين يتم التحقيق معهم .. وإذا صح ذلك ، فنحن أمام كارثة كبرى ليس لها حل ، سوى أن هناك من باعوا مصر ، وقبضوا الثمن ، وكل التمثيليات التى تجرى حتى الأن هى تحصيل حاصل ، وما يريدونه الذين قبضوا ثمن بيع مصر سيحدث ، مهما فعلنا ، ومهما كتبنا ، ومهما كشفنا عن وثائق ومستندات ، فكل شئ لا قيمة له ، وكله فى الطراوة ..

** أثناء إعتصامات التحرير ، تم ضبط مجموعة من عناصر حزب حماس ، وحزب الله اللبنانى ، وبعض أفراد من تنظيم "الجيش الجهادى" وسط الميدان ، بل تم تصوير بعضهم وهم يعدون زجاجات المولوتوف ، وقد شاهدناهم على شاشات القنوات المصرية من خلال البث المباشر ، ومع ذلك لن نسمع عن هذا الخبر أى شئ ، بل أن الذين إتهموا فى هدم أسوار السجون ، وتهريب السجناء السياسيين ، من أعضاء تنظيم خلية حزب الله ، الذين حكم عليهم بأحكام تتراوح ما بين 15 عاما وبين المؤبد ، ومحبوسين فى السجون المصرية ، وعلى رأسهم القيادى الإرهابى "سامى شهيب" ، وغيره الكثيرون ، وقد شاهدناهم وهم يتحدثون من غزة عقب هروبهم بعد ساعتين فقط عبر وسائل الإعلام المرئية .. ومع ذلك فالجريمة ثابتة ، إلا أنه بقدرة قادر نسينا هذا الملف بالكامل ، وإختفى ، ولم نعد نسمع عن من هى العناصر التى إقتحمت السجون والأقسام وهربت المساجين ، وأين إختفت هذه السيارات ذات الدفع الرباعى ، واللودرات التى هدمت أسوار السجون ، وكل الضباط يدافعون عن السجون حتى نفذت ذخيرتهم .. ومع ذلك فالشئ الغريب ، أن هناك إصرار على تقديم ضباط الشرطة الذين دافعوا عن الأقسام والسجون إلى المحاكمة بتهمة قتل الثوار ، وكتبنا أكثر من مليون مرة أن من يهاجم الأقسام ، ومديريات الأمن ، ويحرقها ، ويهدم أسوار السجون هم ليسوا ثوار ، ولكنهم مجموعة بلطجية مأجورين ، إلا أنه يتم تحويل الملف بقدرة قادر ويصبح هذا البلطجى شهيد ، والشرطى متهم ... ومع ذلك تكرر نفس السيناريو فى إختفاء هؤلاء المجرمين والإرهابيين ، الذين تم ضبطهم فى ميدان التحرير ، وإختفت ملفاتهم وإختفت دلائل الإتهام ، ولم نعد نسمع عن هذا الملف شيئا ...

** أثناء مظاهرات وإعتصامات التحرير ، تم ضبط سيارات بها أجانب ، ومعهم منشورات .. للتحريض ضد الوطن ، وجنسياتهم مختلفة وغير مصرية ، وضبطت هذه السيارات من قبل اللجان الشعبية التى إنتشرت فى هذا الوقت ، للمحافظة على الأحياء السكنية من البلطجية ، والخارجون على القانون والهاربون من الأقسام والسجون ، ومع ذلك لم نسمع شئ عن هذه السيارات ولا الأشخاص الذين قبض عليهم ، ومن لهم صلة بهذه المنشورات ، ومن هم ومن يمولهم ومن دفع لهم .. ومع ذلك ، فكلما هدأت الأمور تعود للإشتعال مرة أخرى ، هدم للكنائس وحرقها .. فتاوى ضد السياحة .. خلق الأكاذيب ، وإختلاق المواجهات مع الشرطة لكى تظل مهمشة ، وفى حالة إنكسار ، ثم نعود ونظل نتحدث عن اللهو الخفى الذى يحاول الوقيعة بين الشرطة والشعب ، وبين الجيش والشعب .. دون القبض على اللهو الخفى الذى يشعل الحرائق ، كلما هدأ الوطن والمجتمع .. رغم أن هذا اللهو الخفى معروف لدى الجميع ، وهو أمامنا فى الإعلام المصرى ، والفضائيات ، وفى جميع الصحف الصادرة فى مصر .. ومع ذلك نتعمد تجاهله ، ونبحث عن من نطلق عليهم اللهو الخفى ...

** يخرج علينا بيان من المجلس العسكرى بأن المؤسسة العسكرية خط أحمر ، لا يجوز المساس بهيبتها أو التعرض لأفرادها بالقول أو الفعل ، ومع ذلك يصدر تصريح كل يوم لأحد الإرهابيين الإسلاميين الذين خرجوا من الكهوف والبرك والمستنقعات والسجون ، وهم يهددون المجلس العسكرى ، ويطالبون برحيله الأن والعودة إلى ثكناته .. ومع ذلك لم يقبض المجلس العسكرى على أى أحد ، رغم البذاءات والتهديدات التى تطول الجيش المصرى ، والمجلس العسكرى ..

** لقد كتبنا أكثر من مقال ، وأكدنا أنه لولا المجلس العسكرى الذى رغب فى تغيير النظام السابق ، لما إستطاع أحد أن يجبر النظام بأكمله أو الحكومة بأكملها على الرحيل ، ومع ذلك يصر بعض البلهاء والمغيبين والخونة على التجريح فى المجلس العسكرى ، وإعتباره دخيلا على الثورة .. بعض هذه النماذج التى تطعن فى المجلس العسكرى كل لحظة ..

"صلاح أبو إسماعيل" .. يمهل المجلس العسكرى حتى نهاية الأسبوع لتسليم السلطة ، والعودة لثكناتهم .. "د. سعد الكتانتى" .. يهدد المجلس ، ويعلن أن وجودهم على الساحة الأن غير دستورى .. "عبد المنعم الشحات" .. يطالب برحيل المجلس العسكرى ، وبهدم الأثار ، وإغلاق السياحة .. "سليم العوا" .. يصدر بيان كل بضعة دقائق ، يطالب بتسليم السلطة ، ورحيل المجلس الأن ، والتحريض على الإعتصامات .. ومع ذلك لم يعترضه أحد ، ولم توجه له تهمة واحدة .. "عبد المنعم أبو الفتوح" .. يطالب بتسليم السلطة فورا .. "محمد البرادعى" .. نفس المطالب ، ويدعو الثوار للتواجد بالتحرير للتحريض ضد المجلس العسكرى .. رغم أنه هو الذى منع مصر من إقامة مشروعها النووى ، وهو نفس الشخص الذى حرض ضد العراق ، وكذب وضلل عندما قام بالكشف عن أسلحة الدمار الشامل داخل العراق ، وإدعى كذبا أن بها أسلحة بيولوجية وكيماوية فتاكة .. الإستشارى "ممدوح حمزة" .. يقود شباب 6 إبريل ، ويسدد لبعضهم الكفالات المالية ، ويسرف ببذخ ، ولم يسأله أحد ، لماذا تفعل ذلك ، ولمصلحة من رغم أن شباب 6 إبريل ، لهم علاقات بالكونجرس الأمريكى ، وبأحد المنظمات الصربية التى تدربت بعض أفرادها على كيفية قلب نظام الحكم .. وفى 2008 ، ضبطت عناصر عديدة من تنظيم 6 إبريل ، أثناء حريق المحلة ، فقد قادوا عملية حرق وتدمير المحلة بالكامل ، بعد إعلان عمال المحلة بالإعتصام للمطالبة بحقوقهم فى 6 إبريل 2008 ، ومع ذلك لم يسأله أحد ، وقد سبق أن إعتقل فى سجون لندن أكثرمن ثلاث سنوات ...
** فى الأحداث الأخيرة ، خرج السلفيين يقودهم "صلاح أبو إسماعيل" لإستعراض العضلات ، وتهديد المجلس العسكرى بتسليم السلطة ، ثم غادروا الميدان ، بعد أن أعلن "صلاح أبو إسماعيل" أن من يريد البقاء فليبقى ، ومن يريد الرحيل فليرحل ، وكأن التحرير قد تحول إلى عزبة خاصة يمتلكها ويديرها الشيخ "صلاح أبو إسماعيل" ، ومن هم على شاكلته ، وظل بعض السلفيين بالميدان ، وقالوا سنظل معتصمين حتى تتحقق مطالبنا ، ويوم السبت طلب بعض ضباط الداخلية فض الإعتصام ، لمنع تعطيل حركة الإنتاج ، إلا أن البعض منهم تعاملوا مع ضباط الشرطة بسلوك مشين ، وإعترضوا ، وهاجموا بعض أفراد الشرطة ، مما إستفز الشرطة ، فقاموا بهدم خيامهم ، وطردهم من الميدان .. وعادوا ومعهم المئات ، ثم الألاف ، وظهر مجموعة من البلطجية بالمئات الذين ظلوا يهاجمون مبنى وزارة الداخلية ، ويقذفون المبنى بالمولوتوف والحجارة .. مما إستفز رجال الشرطة الذين ظلوا أمام مبنى وزارة الداخلية للدفاع عنه ، وقاموا بإطلاق القنابل المسيلة للدموع لمحاولة تفريقهم وإبعادهم عن المبنى .. إلا أن الإعلام الذى باع مصر ظل يقلب الأوضاع ، تارة يقول "الشرطة هاجمت الثوار" ، و"الشرطة أصابت وأسقطت قتلى بين الثوار" ، و"هناك حالة إستفزاز تصيب الثوار عندما يروا رجال الشرطة" .. وإقترحت "فريدة الشوباشى" بنقل الوزارة حتى يهدأ الثوار ، وإقترحت "بثينة كامل" التى تهاجم الشرطة والجيش منذ يناير ، وليس الأن بتسليم السلطة فورا لحكومة إنقاذ وطنى ..

** وبالطبع كان هذا المطلب هو لـ د.محمد البرادعى ، وسليم العوا ، وصلاح أبو إسماعيل ، ومحمد البلتاجى ، والعديد من الكتاب الذين باعوا مصر ، وقبضوا الثمن ، والإعلاميين الذين إزدحمت بهم القنوات العاهرة ، وهم يهيلون التراب على المجلس العسكرى ، وعلى الشرطة ، وخرجت المنشورات بتكوين حكومة إنقاذ وطنى ، ولم يفيدنا أحد من هى هذه الحكومة التى يطالب بها المعتصمين بالتحرير ، حتى خرجت علينا بعض المنشورات تحمل أسماء عديدة ، تطالب بتشكيل حكومة إنتقالية فورا منهم ، وتطالب تشكيل قضاء برلمانى مدنى ، بمعنى الثورة على القضاء المصرى وعزله ، وتعيين قضاء موازى من مجموعة بالتحرير معتصمين ، وهذه المجموعة تسيطر عليها شباب 6 إبريل ، ويقودهم الإستشارى ممدوح حمزة .. وقد وزعوا منشورات للحكومة الجديدة لإنقاذ الثورة ، والقضاة المرشحين وهم أعضاء لحكومة الإنقاذ ، وبعض الأسماء التى وردت لإحتلال مناصب القضاة :

"حازم صلاح أبو إسماعيل" .. السلفى زعيم السلفيين .. "عبد المنعم أبو الفتوح" .. الذى إتهم بجمع الأموال لتدعيم تيار الإخوان عقب أحداث غزة الأخيرة ، ويلقب بالجراح التجميلى للإخوان المسلمين .. "محمد سليم العوا" .. الذى لا يطيق أن يرى الكنائس ، أو أجراس الكنائس ، وقد إتهم الأقباط والرهبان بتخزين الأسلحة ، ومازالت فتواه يعانى منها الأقباط بسبب هذا الجهل والسفالة والحقارة التى أطلقها فى فتواه .. "هشام البسطويسى" .. الذى أحيل للتقاعد لعدم الصلاحية بسبب ميوله الإخوانية .. "حسام الغربانى" .. أحد كوادر الإخوان المسلمين .. "طارق البشرى" .. شارك فى الدستور ، وقد إنتقده الجميع بسبب إنتمائه لجماعة الإخوان المسلمين .. "زكريا عبد العزيز" .. أخرج القضاة من وقارهم ، وهيبتهم ، وطالبهم بالخروج إلى الشارع للوقوف ضد الدولة ، وأحيل للتقاعد بسبب إنضمامه فى أفكاره مع الإخوان .. "أحمد مكى" .. أحد قضاة الإخوان .. "محمود الخضيرى" .. أخيه يكون أحد كوادر الإخوان المسلمين بالأسكندرية ، الذين قادوا تنظيم الإخوان ، وحكم عليه بالسجن ، ووالد زوجته ، والعائلة بأكملها .. ويؤمن بأفكار المرحوم "سيد قطب" ..
** سأكتفى بهذه الأسماء التى طرحها المتظاهرون فى التحرير ، لتكشف عن هويتهم وأهدافهم ، وللأسف نجد بعض الأقباط الذين ليس لديهم أى حس وطنى أو فكرى أو سياسى ينضمون إلى هذا الفصيل دون أن يدروا أنهم يدعمون الإخوان ويؤيدون تطبيق الشريعة الإسلامية ..

** وهكذا .. فالجميع يعمل لصالح هذا التيار الإرهابى ، وغدا لا تلوموا إلا أنفسكم ، بعد أن يكون التيار الإسلامى والفكر الوهابى والشيعى قد سيطروا على الدولة بأكملها ، وهو ما ظهر جليا فى الإنتخابات النقابية لنقابة المحاميين ، والذى يظهر فى نقابة المهندسين ، والذي سيتكرر فى معظم النقابات حتى يصل لإنتخابات مجلس الشعب ، ثم للحكم ، فلا وجود لأقباط مصر ، وسط هذا الزخام من الإسلام السياسى ، رغم الهتافات الكاذبة التى يجيدها جماعة الإخوان حتى وإن أعلنوا رفضهم للإنضمام لهذا الإعتصام والتظاهر إلا أنهم متواجدين بكوادرهم المسماة بمسميات أخرى والتى إنطلقت من الميدان تهتف "مسلم يعنى قبطى" .. "قبطى يعنى مسلم" ..

** فى النهاية .. نقول لكل الذين قبضوا .. لا تبكوا على مصر أيها الأغبياء ، فسوف ترون أيام أسود مما تتصورون ..

صوت الأقباط المصريين


CONVERSATION

0 comments: