في اولى ايام عيد الاضحى لم تتوقف عمليات القتل في حق المدنيين وخاصة حمص التي اصبحت تعتبر عاصمة الثورة بامتياز .والنظام لا تهمه المشاعر الاسلامية .ولا ايام العيد التي تكون مناسبة لادخال الفرحة في قلوب المواطنين .والشعوب العربية والاسلامية تحتفل بهذه المناسبة الجليلة .التي تبرز مدى التضحية التي ابان عنها سيدنا ابراهيم عليه السلام .والقصة القرانية يعرفها كل واحد منا .ويعرف دلالاتها العميقة في الانصياع الى امر الخالق سبحانه وتعالى .والحكمة في الصبر على البلاء .وهي امور لا تحرك رؤية النظام في دمشق .وتتحول الى قربان يقدمها الشعب .وطقس من طقوس التضحية في سبيل حكومة حزب البعث التي لاتقيم وزنا لمظاهر الاحتفال بهذه المناسبة الكريمة التي لا يمكن حصر معانيها في اشكال الصبر .والاصرار على التمسك بالارادة القوية في تحقيق اهداف الثورة..التي ينشدها ابنائها الاحرار في تدشين مظاهر الاصلاح و اسقاط النظام .ولايمكن الحديث عن مفاوضات او توافق بعدما وصل السيل الزبى .ولم يعد معه الامر في ظل عمليات القتل ومحاربة الشعب من طرف حاكمه .والقصاص منه .لانه خرج يعبر عن رغبته القوية في التغيير..
وتساهم جامعة الدول العربية بقسطها الوافر في توفير غطاء دبلوماسي لعمليات القتل .وتقديم التسهيلات الكافية لتمشيط مظاهر الاحتجاج .وتهييء الارضية المناسبة لاعطاء مزيدا من الوقت .وكان النظام يعتقد ان الامر يحل امنيا .وبالعنف الممنهج وانماط السلوك العسكري الذي دخل في مواجهات مباشرة مع الشعب الذي يحمل شعار التغيير والتحول في المناخ السياسي في هياكل نظام خسر جميع الاوراق التي كانت مطروحة لانقاذ البلاد من مازق حرب كارثية لا نستطيع التكهن بنتائجها الكارثية على منطقة الشرق الاوسط.وتداعياتها في حدوث حرب موسعة تتداخل فيها قوى واطراف لها مصالحها الاستراتيجية لضرب اهداف محددة في دول الجوار[b]..
الشعب السوري يستغيث ويتوسل احرار العالم .والقوى الحية في الدوائر الاممية .وداخل الامانة العامة للجامعة العربية التي عجزت حتى الان في اقرار حماية انسانية للشعب السوري .وسحب الالية العسكرية والاجهزة الامنية .واشباح الشبيحة .وجل مظاهر العنف والتعذيب والاعتقال خارج اطار اعلام رسمي يؤكد من خلاله ان الامور طبيعية ولا توجد مظاهر الاحتجاج ولا عمليات القتل .ولم يسقط قتيل واحد بيد الجيش او الامن .والى متى سيظل النظام يقتل في شعبه بهذه الطريقة التي لا يقبلها احد .ولا يستطيع السكوت عنها .وترك الشعب يسقط تباعا لان مزاج السلطة السورية لم يتوقع ان تخرج الامور من يده .وهو يعتز باجهزته الفعالة في رصد التحركات التي تخالف توجهات النظام .وقبضته الحديدية .ومؤسسة استخباراتية عريقة تفتخر بامكانياتها في رصد انفاس الواطنين .وهذا ما دفع بالنظام في جلب اجهزة متطورة من ايطاليا.ومراقبة المواقع الالكترونية.وتتبعها والتشويش عليها .وحذفها اذا تطلب الامر ذلك .وهذا ما يظهر تمسك النظام بنهجه الامني في محاربة الكلمة الحرة .واقفال باب النقاش السياسي الذي اصبح جرما يعاقب عليه في دمشق
الثورة السورية لا يمكن ان تحقق مبتغاها الا من الداخل .لان ارادة الشعب .واحرار الجيش .والصبر على النصر كلها مقومات اساسية لتخطو الثورة خطوات ثابتة .وتدفع بالنظام في استخدام كافة الامكانيات المتبقية .وتنحلل عقدته ووهمه الراسخ في البقاء الى الابد يحكم شعبه بالرصاص والسجون.وعدم احترام الارادة الدولية في تطبيق السلم والسلام لشعب تحول الى ارقام في سجل الاموات .ولائحة طويلة من المعتقلين .وروايات شهود عيان الذين تعرضوا للقتل اومختبئون في مكان ما يحملون هول الجرائم التي اقترفها النظام في حق شعبه الذي يعترف به في حالة واحدة .وهي ان يبارك النظام على ما فعل ويلتزم الصمت
واذا كانت الجامعة لم تف بوعودها .والياتها التي فشلت في توفير حماية للمدنيين .ولم تقوى على الاعتراف بالمجلس الوطني علانية .ولم ترسل مراقبيها خلال الايام الاولى من الاتفاق.ولم تجمد عضوتها .وارجات الامر حتى ينتهي العيد في ارسال مراقبين سرعان ما يعودوا خاوي الوفاض بعدما تهيء دمشق كافة الوسائل في تطبيق المبادرة العربية وخطة العمل العربي ..وهذا المعطى ساهم في زيادة عدد القتلى بشكل متواتر .ومتسارع .ويحقق النظام ما لم يحققه في الايام الاولى من الثورة السلمية
الثورة لا تتحقق الا بخروج الجميع الى الشارع .لا ان نبقى في بيوتنا ننتظر ماذا سيحصل .وبعدها نخرج .في الوقت الذي تخرج فئات تعتبر بالمئات .وهذا لا يكفي .لان الثورة تحتاج للشعب بشتى الوانه وطبقاته التي تساهم في الضغط القوي في انهيار الانظمة عندما ترى نفسها لا تستطيع ان تقتل الشعب كله .وهي الاغلبية الصامتة التي تحقق القوة الدافعة في نهاية اي نظام كيف ما كان حجمه وتاريخه.وعلى الجيش السوري ان يتحلى بالمسؤولية الوطنية في حماية الشعب لا في حماية نظام زائل.......
الكاتب خليل الوافي
khalil-louafi@hotmail
0 comments:
إرسال تعليق