مصر: الفتاة التى فقدت "عذريتها"/ مجدى نجيب وهبة



** مصر .. فتاة ممشوقة القوام ، جميلة يافعة .. أطلقوا عليها "فتاة النيل" .. ضفائر شعرها تتدلى فوق نهديها فى دلال وكبرياء .. عينيها زرقاء كلون البحر .. صافية كصفاء مياه النيل ..

** مصر .. فتاة إلتف حولها الذئاب من كل صوب وتجاه ، كل يحاول أن ينال منها ، ولكنها ظلت شامخة أبية .. تدافع عن شرفها وعرضها ، وعن كرامتها ، ولا يهتز لها جفن .. تنظر إلى الذئاب حولها فى تعفف وكبرياء ، فمن هؤلاء الأقزام الذين صورت لهم أنفسهم أن يسعون لرضائها ، وطلب ودها ..

** ظلت "مصر الفتاة" شامخة ، إلى أن بدأت الضربات الموجعة تنهال عليها .. ظلت تقاوم ، وتقاوم ، وتقاوم .. ولم تجد "مصر الفتاة" من يقف بجوارها ، حتى الذين وعدوها ، وقالوا لها .. لا تخافى ياعروستى .. فنحن نؤمنك ، ولن نسمح بأى ذئب الإقتراب منك .. كانت كلماتهم معسولة ، ولكنها كلمات لم تترجم على الواقع المر الذى أصابها ، بركت على رجليها ، ولم يتقدم أحد لكى يسعفها ، أو يساعدها على النهوض ، بل تركوها وعيروها .. بدأ وجهها فى الإنكماش ، وجفون عينيها الواسعتين فى الذبول ، بينما الدموع تتساقط من عينيها ، وهى ترى الذئاب والعقارب والحيات تقترب منها أكثر ، وأكثر .. وهى تقف عاجزة .. تنظر بعين مكسورة ، وجسد متهالك ، ونفس مهزومة ، والضربات الموجعة تأتيها من كل صوب وتجاه .. بحثت عن الذين قالوا لها "لا تخافى .. نحن سوف نحميكى" ، فنحن نملك السلاح والقوة والقانون والهيبة .. ولكنها لم تجد أحد .. تركها كل هؤلاء للذئاب الضالة والأفاعى والحيات ..

** بدأ الجميع يرقص حولها رقصة الموت ، حتى خارت قواها ، وسقطت على الأرض .. هتكوا عرضها رغم مرضها ، لم يرحمها أحد ، فالجميع نهشوا فى لحمها وعرّوها ، وغرسوا أصابعهم فى جسدها النحيل .. كانت تتحلى ببعض الأساور فى معصمها .. إنتزعوا هذه الأساور .. كانت ترتدى عقد من اللؤلؤ يتدلى من رقبتها .. إنتزعوه وأسقطوه وألبسوها عقد من الحجارة وزجاجات المولوتوف .. قذفوها بكرات اللهب .. أحرقوها ، وظلت تصرخ والجميع يرقص حولها رقصة الموت ..

** تركوا النار مشتعلة بها ، حتى تحولت إلى قطع صغيرة من الفحم .. ولم يعد أحد يبكى عليها .. فقط أسقطوها ، وهم يرفعون رايات النصر ..

صوت الأقباط المصريين

CONVERSATION

0 comments: