اقدمت الاجهزة الامنية التابعة لحركة "حماس" قبل ايام ، على اعتقال المصور الصحفي زياد عوض ، مراسل وكالة "اسوار برس" المعروفة بموضوعيتها ونزاهتها واستقلاليتها وشفافية عملها وتعاملها الموضوعي مع الحدث ، وقامت بمصادرة جهاز الحاسوب الخاص به والكاميرات التي يستخدمها في اثناء عمله الصحفي.
وياتي هذا الاعتقال التعسفي غير المبرر في خضم اللقاء بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس وخالد مشعل في القاهرة ، وفي اجواء الانفراج والتوافق بين حركتي "فتح" و"حماس" على الخطوات المستقبلية لانهاء الانقسام الفلسطيني وصياغة مشروع توافقي يصب في خدمة المصلحة الفلسطينية والمشروع الوطني التحرري الفلسطيني .
وهذه ليست المرة الاولى التي تقوم فيها اجهزة "حماس" الامنية باعتقال وملاحقة الصحفيين الفلسطينيين الذين يؤدون عملهم الصحفي ويقومون بتغطية ما يجري على الساحة الغزية والشارع الفلسطيني في القطاع ، فقد سبق اعتقال هذا الصحفي عدد آخر من الزملاء العاملين في هذا المجال وينتمون لفكر آخر مغاير لتوجهات ومواقف وممارسات حركة "حماس". وبهذا الاعتقال المرفوض تكشف الاجهزة الامنية الحمساوية عن وجهها الحقيقي المعادي لحرية العمل الصحفي والاعلامي وللفكر العقائدي الاخروي ، والعداء للكلمة الحرة المستقلة والفكر السياسي المختلف وحقوق الانسان والحريات الصحفية.
ان هذا الاعتقال دليل ومؤشر على الانحدار الذي تشهده المسيرة الفلسطينية ، فبعد ان كان للكلمة الفلسطينية الحرة والديمقراطية مكاناً واضحاً تحت الشمس ، وبعد ان كان الفلسطيني يباهي الدنيا والامم بانعتاقه من سطوة القمع والكبت والحصار الثقافي والفكري حتى وهو تحت نير الاحتلال ، فقد تبدل الحال الى النقيض ، وبات عشاق الكلمة واصحاب الفكر والثقافة ومتعاطي القلم يعانون الكبت والبطش والملاحقة والاعتقال ، الذي عانوا منه طويلاً من قبل سلطات الاحتلال ، وما زالوا، كما يحصل اليوم مع الصحفية الفلسطينية المقدسية اسراء سلهب ، التي تم اعتقالها .
ان اعتقال الصحفي زياد عوض يندرج في اطارعمليات القمع السياسي والارهاب الفكري ، وهو اعتقال سياسي تعسفي الهدف منه ترهيب واسكات الاقلام الحرة وتكميم الافواه ومصادرة الحقيقة وتغييبها .
اخيراً فاننا ندين ونستنكر ونرفض هذا الاعتقال الذي طال هذا الصحفي المبدع العامل في وكالة "اسوار برس" ونطالب باطلاق سراحه ، ولتوقف حملات الاعتقال والمضايقات ضد الصفيين الفلسطينيين من الفصائل الاخرى على خلفيات سياسية او نقابية او ايديولوجية.
0 comments:
إرسال تعليق