مع اقتراب استحقاق أيلول سوائب المستوطنين تنفلت من عقالها/ راسم عبيدات


..... المستوطنون هم بمثابة السرطان في خاصرة الوطن،فعدا عن كونهم مستعمرين ومحتلين،فهم مغرقين في العنصرية والتطرف،ويقومون كل يوم بارتكاب العديد من الجرائم بحق أبناء شعبنا الفلسطيني على طول جغرافيا فلسطين التاريخية،وتلك الجرائم والاعتداءات التي يقومون بها تجري بمعرفة وتواطؤ الجهاز السياسي الإسرائيلي وغض الطرف من قبل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية،حيث أن 99 % من تلك الجرائم والاعتداءات التي ينفذها المستوطنين بحق شعبنا الفلسطيني الأعزل يجري إغلاق ملفاتها بعد التحقيق وتسجيلها ضد مجهول،وجعل المستوطنين دولة داخل دولة ومعاملتهم على أساس أنهم فوق القانون،وحالة الانزياح الكبيرة الحاصلة في المجتمع الإسرائيلي نحو اليمين والتطرف،وتوفير الغطاء والدعم لهم من قبل المستوى السياسي وتواطؤ الجهاز القضائي،يجعلهم يتمادون في هجماتهم واعتداءاتهم،وتلك الاعتداءات والهجمات واضح أنها تتصاعد يوماً بعد يوم ومن المتوقع لها أن تبلغ ذروتها في يوم تقديم الطلب الفلسطيني إلى مجلس الأمن الدولي من أجل الحصول على عضوية كاملة لدولة فلسطين في هيئة الأمم والاعتراف بها كدولة مستقلة على جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس،حيث تتحدث الأنباء عن أن المستوطنين لم يكتفوا بالطرق والأساليب السابقة من إحراق للمساجد،والتي كان آخرها إحراق مسجد قصرة في منطقة نابلس وكتابة شعارات مسيئة للإسلام والعرب والمسلمين على جدران المؤسسات التعليمية كما حصل مع جامعة بيرزيت مؤخراً،أو القيام بتقطيع الأشجار وحرق المحاصيل الزراعية وإغلاق الطرق وقطعها على القرى العربية،أو النزول الى الشوارع وقذف الحجارة على السيارات العربية،او إطلاق الخنازير البرية لكي تدمر المحاصيل للمزارعين العرب وتروع الأطفال،أو القيام بإعمال عربدة وزعرنة كما جرى مع قرية عورتا قبل فترة ستة شهور،حيث أطلق الرصاص على المواطنين المحاصرين وأحرقت محاصيلهم ودمرت ممتلكاتهم وجوع أطفالهم، وما يجري في البلدة القديمة من الخليل حيث يتعرض الأهالي هناك إلى اعتداءات يومية من قبل المستوطنين المتطرفين،ويمنع الأطفال من الذهاب الى مدارسهم.

من الواضح أن الأمور ستأخذ منحاً خطيراً جداً مع حلول استحقاق أيلول،حيث قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" في موقعها على الشبكة بأن المستوطنين يخططون لمسيرات كبرى في الضفة الغربية،أطلق عليها "مسيرات السيادة"،والتي يتوقع أن تتجه باتجاه "مديرية التنسيق والارتباط التابعة للجيش الإسرائيلي"كما من المتوقع أن يتجه ناشطو اليمين المتطرف باتجاه البلدات الفلسطينية تحت شعار"نقل المواجهات الى مناطق السلطة الفلسطينية" ،إضافة إلى مظاهرة كبرى في تل ابيب في وسط الأسبوع،وبحسب المخطط أيضاً فإن لجان المستوطنين والمجالس الإقليمية للمستوطنين تخطط لمسيرات،ظهر الثلاثاء القادم،في ثلاثة محاور من مستوطنة "إيتمار"باتجاه نابلس،ومن مستوطنة "بيت ايل" باتجاه مديرية التنسيق والارتباط القريبة،ومن مستوطنة "كريات أربع" باتجاه جنوب الخليل،وذلك بذريعة منع مواجهات على حدود المستوطنات.

وتصريحات غلاة المستوطنين تنذر بالخطر الشديد وبأن هؤلاء المستوطنين عاقدون العزم على تنظيم اعتداءات منظمة ضد شعبنا وممتلكاته ومقدساته في الضفة الغربية والقدس،حيث نقل عن غرشون مسيكا،رئيس المجلس الاستيطاني الإقليمي "شومرون" قوله أن النشاط السياسي في الأمم المتحدة لا يقلقه،حيث أن غالبية القرارات هناك في العقود الأخيرة ضد إسرائيل،وان كل العالم يدرك أنه يوجد أغلبية لذلك،وأضاف"كما قال بن غورين،ليس مهماً ما يقوله الأغيار وإنما ما يفعله اليهود".

من جهته قال المستوطن المتطرف مئير برطل،أحد قادة "شبيبة التلال"،إنه يأمل أن تقوم إسرائيل بضم الكتل الاستيطانية في الضفة الغربية رداً على المسعى الفلسطيني في الأمم المتحدة وقال"نحن نشعر أننا في بيتنا في يهودا والسامرة،أما ناشط اليمين ايتمار بن غفير فقال"لن نجلس في المنازل بانتظار وصول الفلسطينيين إلى السياج،سنخرج الى الشوارع،ونبادر في مسيرات.

إننا ندرك تماماً بأن هؤلاء المتطرفين من المستوطنين والمدعومين من وزراء وأعضاء كنيست والذين يقومون باقتحامات متكررة للمسجد الأقصى بشكل شبه يومي وارتكاب الموبقات والفجور والأعمال المنافية للآداب وارتداء الملابس الفاضحة في ساحاته،والقيام بحفر الإنفاق أسفله والتي كان أخرها حفر نفق بطول ستمائة متر،وممارسة أعمال العربدة والزعرنة من قبل المستوطنين في طول وعرض جغرافيا فلسطين،يتطلب منا كشعب فلسطيني أن نعمل على إعادة بناء لجان الحراسة الشعبية في مختلف القرى والبلدات الفلسطينية وخصوصا الواقعة منها على تماس مع المستوطنات المقامة على أرضنا المحتلة، حيث أنه من المتوقع أن تتعرض تلك القرى لاعتداءات كبيرة من قبل المستوطنين ولا يستعبد أن يعمد المستوطنين إلى ارتكاب مجازر بحق شعبنا،وخصوصاً أن هناك تهديدات بقتل أي فلسطيني يقترب من الأسيجة الاستيطانية،وهناك خوف كبير أن يتم استهداف المسجد الأقصى باعتداءات كبرى،بهدف تفجير الأوضاع في المنطقة وتصدير حكومة الاحتلال لأزمتها وعزلتها،وحرف الأنظار عن الحملة الدبلوماسية الكبرى التي يشنها الفلسطينيون في هيئة الأمم المتحدة من أجل الحصول على اعتراف بدولتهم على جميع الأراضي المحتلة عام 1967،والذي من شأن هذا الاعتراف والحصول على العضوية الكاملة، أن يلقي الكثير من الأعباء والمخاطر على حكومة الاحتلال،من حيث أنه يفتح الأفاق أمام الفلسطينيين لرفع دعاوي أمام المحاكم الدولية ضد القادة والجنود الإسرائيليين الذي ارتكبوا جرائم حرب بحق شعبنا،وكذلك هذا يجعل الفلسطينيين يستطيعون التقدم إلى الهيئات والمؤسسات الدولية للاعتراف بالأسرى الفلسطينيين كأسرى حرب.

مطلوب منا جميعا كفلسطينيين ضرورة اليقظة والتوحد في هذا الظرف الحساس،وخصوصاً ونحن مقبلين على معركة سياسية كبرى،معركة ستحاول فيها إسرائيل استخدام كل الحجج والذرائع وكل الطرق والوسائل من أجل خلط الأوراق وتفجير الأوضاع،وقد تكون ورقة المستوطنين أحد تلك الأوراق،حيث نلمس ونشاهد على الأرض تصعيداً غير مسبوق من قبل المستوطنين تجاه شعبنا وأهلنا،وقد يعمد هؤلاء إلى شن هجمات على القرى الفلسطينية واقتحامها،أو قد يعمدون إلى القيام باعتداءات ضد الأماكن المقدسة وبالذات الحرم الابراهيمي في الخليل والمسجد الأقصى في القدس،والشواهد على الأرض تنذر بالخطر الشديد،فالمطلوب يقظة دائمة وتنظيم للدفاع عن النفس والحماية والعمل الجماعي والوحدوي.

CONVERSATION

0 comments: