حوار الإبراشى .. مع كافر سلفى/ مجدى نجيب وهبة


** يقال فى الأمثلة الشعبية "العيل قليل الأدب يجيب لأهله اللعنة" ، ومثل أخر يقول "إذا أتاك العيب من أهل العيب فليس عيب" ..

** فى حلقة الأمس ببرنامج الحقيقة .. أتحفنا أ. وائل الإبراشى بحواره مع أحد زعماء السلفيين "ياسر برهامى" ، وكان أهم ما فى الحوار الذى سأذكر بعض من كلماته ، أنه قام بتكفير جميع الأقباط علنا وعلى الهواء مباشرة وأعاد وكرر اللعبة وكأنه سعيد أن تتيح له قناة دريم فرصة لسماعنا أقبح الألفاظ وأقذر الإتهامات .. وإذا كنا نحن الأقباط فى نظر هذا البرهامى كفار ، فأنت فى نظرنا جميعا لست إلا بكافر ، أنت ومن يؤيدوك .. وأرجو أن تعفونى من التفاصيل التى قد تؤذى مشاعر إخواننا المسلمين المحترمين ولن ندخل فى جدال حول الأيات الصحيحة والضعيفة والإسرائيليات والمنسوخة ، فهذا ليس مكان للردح وكشف الأكاذيب ولكن دعونا نشاهد هذا الكافر الذى أصر على تكفيرنا على حد زعمه .. وقد بدأ الإبراشى حواره بإستطلاع أفكار البرهامى حول حكم السلفيين أو الإسلاميين فى حالة وصولهم إلى الحكم .. قال البرهامى :

أولا : الحكم بالشريعة الإسلامية .. وغير ذلك غير مقبول ولن نسمح به وأرفض مصطلح دولة مدنية على هوية دينية .
ثانيا : السياحة .. إلغاء كافة الأنشطة السياحية وإقتصارها على السياحة الثقافية وسياحة المؤتمرات ، والتنبيه على السائحات الإلتزام بالملابس الشرعية الإسلامية ورفض سياحة الشواطئ ... وإستشهد بالخربانة ملكة بريطانيا والبالغة من العمر 90 عاما التى يبدو أنها كانت فى زيارة ميمونة لأحد دول الخليج وقامت بإرتداء الحجاب على شعرها ، والمعروف أن شعر ملكة بريطانيا أثار فتنة شديدة بين شباب هولندا وشباب بريطانيا لشدة إثارته مما أدى إلى حروب طاحنة بين الدولتين !! .. وبالقطع سيتبع ذلك غلق جميع الفنادق التى لا تلتزم بالشريعة الإسلامية وتعاليم القرأن .. كما إستشهد البرهامى بالسياحة فى تركيا وقال .. أن فى تركيا يوجد "فنادق حلال" ، وقد إستمتع فيها هو وأسرته وشعر بسعادة بالغة .. وللرد على هذه الجزئية .. ليس من خلال القراءات فى الكتب ولكن من خلال زيارتى الأخيرة لتركيا قبل حلول شهر رمضان هذا العام وقضيت حوالى 9 أيام والحياة فى تركيا ليس لها أى علاقة بالإسلام رغم وجود عديد من المساجد .. التى تؤذن باللغة العربية ، أما شعب تركيا فهو شعب متحرر من كافة السلطات الدينية وهى دولة علمانية .. سوف يصيبك الذهول وأنت تتجول فى شوارع إسطنبول ، فمعظم الفتيات يسيرون شبه عرايا والحب والرومانسية على أشدها فى شارع الإستقلال وميدان تقسيم .. حيث تمنع مرور السيارات ومعظم الفتيات يدخنون السجائر ويقضون ساعات النهار فى المقاهى لتدخين الشيشة .. وفى الليل يذهبون إلى البارات للهو والضحك ، فالعلمانية هى دين الدولة .. وزيارة رجب أردوغان هى زيارة فاشينكية فالأتراك لا يعرفون شيئا عن مصر والليرة التركية تعادل أربعة جنيهات مصرية .. ولا لرجب أردوغان أو غيره تأثير على الدستور التركى الذى يحميه الجيش التركى والشعب التركى .. هذه الفقرة فقط بسبب هذا الترحيب الإسلامى برئيس وزراء تركيا .. وسوف أكتب مقال وصور وفيديو عن زيارتى الأخيرة لتركيا .. نعود للمقال ، والفتاوى والبذاءات التى قطعا سمعها الملايين وأصابتهم الغمة .
ثالثا : التعليم .. قال أنه يجب أن ترتبط المناهج التعليمية بتعاليم "الدين الحنيف" ومنع الإختلاط بين الجنسين حتى مراحل الجامعة ، وضرب مثالا بجامعة الأزهر ..
رابعا : العمل الحكومى .. الفصل بين الرجل والمرأة ، فلا يجوز أن تجمع المكاتب بين الجنسين .
خامسا : البنوك .. أفتى البرهامى بإلغاء جميع تعاملات البنوك وإحلال مكانها التعاملات الإسلامية أو الشركات الإسلامية والتى لا تعتمد على الربا ، لكن تعتمد على المضاربة بأموال المودعين .. ياصابت يا إثنين عور ، مثل الريان والسعد والشريف والسويركى الذين دمروا أموال المودعين ، وهرب بعضهم وصاروا المودعين حينما أدركوا أنهم وقعوا ضحايا عمليات نصب منظمة شارك فيها أحد شيوخ الإعلام والإعلام المصرى من خلال الدعاية المكثفة وبعد رفع عديد من القضايا لم يستطيعوا هؤلاء المودعين إلا أن يحصلوا على أقل القليل من أموالهم والتى دفعت من خلال أجهزة تكييف غير صالحة وسجاد وثلاجات بضعف أثمانها بالخارج ، ولكنهم إضطروا لشرائها للحصول على جزء من أموالهم !! ، كما وصف كل المجتمع بالأثمين لأنهم يتعاملون مع البنوك !1 ..
الغناء .. إلغاء جميع الأغانى التى تحرك المشاعر والعواطف ، والأفلام والأكتفاء بالأناشيد الدينية وأفلام الخلافة الإسلامية ورابعة العدوية ، وقد دعى معظم الفنانين للتوبة ويمكن قبل الإعلان عن توبتهم أن يتحدثوا مع الفنانات التائبات الذين سبقوا هذا الجيل .
· وعن الأقباط ودور الإسلام فى التعامل معهم :
** قال ياسر البرهامى .. هؤلاء كافرون وهذا ليس كلامى بل هو كلام القرأن ولا يجوز المجاملة فيه أو مناقشته ولكن يجوز التسامح فى المعاملات وإستشهد بالأية التى تقول "قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الأخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون" .. وحينما قال الإبراشى ..إذن فأنت تكفر الأقباط وما يترتب عليه من فتاوى مخيفة .. يرد "ياسر البرهامى" وهو يضحك .. لماذا يا أستاذ وائل تصر أن تجعلنا فزاعة ..

** لقد إكتفيت بهذا القدر من الحوار الذى كفر فيه "البرهامى" جميع الأقباط .. وبالتالى نحن نكفره ومن هنا وخلال سطور المقال ندعو الكاتبة فاطمة ناعوت ، والكاتب نبيل شرف الدين ، والسياسى طلعت السادات ، والدكتور رفعت السعيد ، وكل أصحاب العقول المستنيرة الذين ملأوا الدنيا صراخا حول المواطنة .. ليس بالرد على هذا البرهامى ولكن بالرد على هذه الأيات ، فهل هى من صحيح القرأن أم إسرائيليات أم أيات مدسوسة وهناك الكثير منها التى ذكرها البرهومى إستنادا لأنها أيات قرأنية لا يجوز مناقشتها إطلاقا .. ودعونا من الكلام المرسل عن الوطن الواحد والمواطنة ، فهناك ملايين الفتاوى التى تصدر ليتحرك الغوغائيين ضد الكنيسة والأقباط ولا يوجد أى ردع لهؤلاء الإرهابيين ، وهناك الأمثلة كثيرة مثلما حدث فى أطفيح وقنا وإمبابة وأسوان والأقصر وأماكن لم نكن نسمع عنها تحولت إلى بؤر للإرهاب الطائفى والإضطهاد ضد الأقباط لتكفيرهم يوميا!! .

** أما عن أفكار "ياسر البرهامى" فقد أفتى بعدم جواز العمل فى "هيئة البريد المصرية" وأفتى بحرمانية التأمين وأفتى بأنه لا يجوز أن تقبض موظفة مكافأة نهاية الخدمة من عملها فى بنك إلا بقدر يكفيها إذا كانت تعمل فى عمليات الإقراض ، وأفتى بأنه لا يجوز رفع شعار الهلال مع الصليب مستندا على الأية القائلة "وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم" .. وذكر أن الرسول لم يكن يحتفظ فى بيته بأى شئ فيه "تصليب" وهو ما دعى البعض بتحريم مفك الصليبة .. وتساءل البرهامى "كيف للمسلم أن يرفع شعار يناقض القرأن" ، وثبت فى الحديث أنه وثن وأفتى بعدم جواز مساواة الملل ، فلا يوجد شئ إسمه "صلاة مشتركة" أو "لنصلى معا" ..

** لقد أصدر هذه الفتاوى رغم أنه علق على أحداث كنيسة القديسين بالأسكندرية وقال هى "مفتاح شر بمصر .. وسفكا للدماء بدون وجه حق" .. وإعتبر أن المصريين مسلمين وأقباطا قد تعايشوا قرونا فى تسامح وسلام رغم إختلاف عقائدهم" ، ثم عاد وقال "نحن رغم إدانتنا للحادث إلا أنه لا يمكن قبول ما يخالف نصوص الكتاب والسنة وإجماع علماء الأمة" .

** لقد وصف البرهامى فى نهاية العام الماضى بيان لما يعرف "بجبهة علماء الأزهر" الذى يطالب بمقاطعة المسيحيين بأنه "بيان ممتاز وقوى" ، ورغم أن بيان جبهة علماء الأزهر والذى أعلن فى 12 سبتمبر الماضى تضمنه المقاطعة الإجتماعية رغم خطأه إلا أن البرهامى قرر تعميم البيان لأنهم على حد قوله كفار ..

** فى موقع "صوت السلف" الذى يحرره البرهامى هناك مجموعات من الفتاوى التى تحض على الكراهية وتعبر عن قناعات شديدة التطرف تناقض أبسط مبادئ الوحدة الوطنية وأسس التأخى المجتمعى إذ قال بوجوب عدم حضور حفلات عقد قران الأقباط لأنه يذكر فيها عبارات تخالف العقيدة لكنه أباح الذهاب للتهنئة بالقران فى البيت ووافق على جعل النصارى أهل كتاب مما قال فيهم إله الإسلام "أن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين فى نار جهنم خالدين فيها .. أولئك هم شر البرية" ..

** وأفتى البرهامى بأنه يجوز تعزية الأقباط لكن لا يجوز السير فى جنائزهم إذ يرفع فيها الصليب ، وهذا ما قاله منتصر الزيات عقب أحداث كنيسة العمرانية رافعين الصلبان .. قال الزيات كيف يرفع الصلبان فى سماء مصر الإسلامية ؟! وهذا المقال كتب فى جريدة صوت الأمة .. ولا تعليق ..

** وإعتبر البرهامى أن عمل طبيب مسيحى فى مستشفى حكومى يعتبر نوع من الإحسان ، وأجاز أن يدعو المسلم للنصرانى بشرط أن يكون دعوة بالهداية ، وأن يكون ذلك سرا لا جهرا إلا إذا كان المسلم يمارس الدعوة من أجل الإسلام .. وأفتى البرهامى أن محاربة التنصير أولى من بناء مسجد ، وأن من يقول لمسيحى سيادتك أو حضرتك إنما يرتكب إثما لأنه يقول ذلك لمنافق .. ونهى عن تهنئة المسيحيين بالأعياد لأن فيها تعظيم شرك بالله ، وأن موقف الإسلام من المسيحيين بإعتبارهم مخالفين فى العقيدة فهم طبقا للإسلام موصوفين بالكفار وهذا أمر محسوم لا رجعة فيه .. كما إعترض البرهامى على تسمية قتلة النصارى فى الحروب القوية بالشهداء .. وبعد هذه الفتاوى تعتصمون وتتظاهرون وترفعون لافتات "المسلم والمسيحى إيد واحدة " ..

** لقد أدى صدور بيان جبهة علماء الأزهر فى 12 سبتمبر 2010 بمقاطعة المسيحيين .. كتب البرهامى مقالا يوم 22 سبتمبر عنوانه "الكنيسة إستفزاز بلا حدود وفوق الإحتمال" .. مهاجما فيه ما قاله الأنبا بيشوى وقال "والله ما إستعلى هؤلاء المجرمون وتفوهوا بهذه الأقوال إلا بسبب ترك ما أمر به الله حتى وصلت لهم الجرأة على سلطة الدولة والتى أعطتهم المساواة بينهم وبين المسلمين فى كل شئ بل فى الحقيقة قدمتهم على المسلمين " .. وهو ما ردده مرة أخرى سليم العوا الإخوانى ليثبت للقارئ أن الإخوان والسلفيين إيد واحدة والعلاقة ممتدة بين الجماعتين حتى لو إدعوا غير ذلك وحتى لو إفتعلوا معارك فكرية بين الجانبين .. وقد تتلمذ البرهامى على يد كلا من الشيخ إبن باز والشيخ العثيميين ويدلف السلفيون عادة إلى الساحة من باب أنهم أقل شراسة من الإخوان وأنهم ينتمون إلى السلف الصالح وأنهم لا يمارسون العنف ولا يفعلون شئ سوى الدعوة إلى الله .. وتحت هذه الأستار تمكنوا أن ينتشروا بصورة رهيبة وهم وراء النقاب ، حتى أصبح النقاب أمر لا نقاش فيه على الإطلاق .. دليل تدين .

****************

** والأن دعونا نتساءل ما الهدف من إذاعة هذه الحلقة .. هل هى محاولة تبليغ رسالة عن طريق برنامج الحقيقة للإبراشى ؟!! .. أم هى دق ناقوس الخطر وتحذير المجتمع مما ينزلق إليه الجميع وإذا كان كذلك فنحن نحيى الأستاذ الإبراشى على هذه اللافتة المعبرة عن فوضى المجتمع بعد نكبة 25 يناير ، ونتساءل مع ذلك ما هو موقف المجلس العسكرى والمسئول أمام الله وأمام الجميع عن أمن وسلامة كل مواطنى هذه الدولة ...

** التساؤل الأخر نتوجه به إلى أقباط المهجر .. بالقطع لم تكونوا متابعين لهذا الحوار فأنا أكتبه من خلال مقالى لأوضح لكم ما وصلنا إليه بعد فوضى 28 يناير ومازال البعض منكم يشيدون بالأحداث دون أن يدروا الواقع ، رغم أنه سبق أن صرحت السيدة هيلارى كلينتون عن إرتياحها لوصول الإخوان إلى حكم مصر وكان هذا رأى السفيرة سكوبى ، كما كان رأى أوباما ، ورغم ذلك مازلنا نكرر لم تتوجه أقلامكم لإدانة الإدارة الأمريكية أو سياستها الخارجية على تخطيطها الدؤوب والمستمر ضد مصر بل ضد أقباط مصر ولكن الأن نستطيع أن نعرفكم أن السبب أصبح واضحا ومكشوفا للجميع ، فمعظم كتاب الأقباط بالخارج ينتمون بالولاء الكامل للإدارة الأمريكية ولمجالس حقوق الإنسان .. ومن هذا المنطلق والإنتماء لم يدين أى أحداث إدانة جدية يعيشها الوطن بل سيظلوا يمجدون فى ثورة 25 يناير والتى أفصحنا مليون مرة وهناك عند وكبرياء وإصرار .. وأكررها وإصرار على نشر فوضتهم من خلال مقالات تمجد فى هذه الفوضى .. نقول لهم أن ما تم هو إنقلاب عسكرى سلمى نؤيده ونسانده ونبارك الحكم العسكرى لحكم مصر فى تلك الظروف ونؤيد قانون الطوارئ ونطالب بتفعيل الأحكام العرفية والتشدد فى التعامل مع الغوغاء والبلطجية ومنع أى مظاهرات أو إعتصامات مستقبلية تحت أى مسميات ، فكفانا خراب وكفانا دمار ، فمصر بلد الأمن والأمان تحولت فى ليلة وضحاها إلى بلد الفوضى والدمار .. فما رأى أحبائنا كتاب أقباط المهجر ، وما رأى الذين يدعون دائما لعقد مؤتمرات بلا فائدة .. متى تنطلق أفواههم وأقلامهم بالحقيقة الصارخة .. متى يتحركون للبحث عن الحقيقة .. هل مازالت نفوسكم تسعى إلى مزيد من مكاسب المخططين لتخريب مصر هى هدفكم الأسمى ... هذا هو رأيى وسوف أصر عليه وأنتظر ردكم ولكنى أعلم أنكم لن تردون وستتجاهلون ما نكتب وسيخرج منكم بعض المتفزلكين الذين سوف يدعون للتظاهرات للمحافظة على مكاسب الثورة ولا ندرى أى مكاسب تتحدثون عنها .. تحياتى لكل شرفاء مصر وكل الأقلام الباكية على الوطن .

صوت الأقباط المصريين

CONVERSATION

0 comments: