** علينا أن نعترف بأننا خدعنا بمعسول الكلام الفارغ الذى ردده الرئيس الأمريكى "باراك أوباما" ، فى جامعة القاهرة 2009 .. نعم خدعنا جميعا بكلماته عن الحرية والديمقراطية والمحبة والتواصل بين الأديان ، فالوقت كشفه على حقيقته ، فما هو إلا أحد التروس الأمريكية ينفذ أجندة "الفوضى الخلاقة" الجمهورية لكن بأسلوب حزبه على نفس طريقة "بوش" ، وما حليفته هى الأخرى "هيلارى كلينتون" إلا كونداليزا "ديمقراطية" ، فالكل ديمقراطيون وجمهوريون يريدونها منطقة شرق أوسط جديدة .. فوضى وخراب وحروب طائفية وقلاقل وبأس وفقر ..
** بدأ تنفيذ هذا السيناريو ، عندما بدأت "هيلارى كلينتون" توجه إنتقادات مستفزة للدول العربية ، وتزامنت هذه الأحداث مع هروب "زين العابدين بن على" بعد إندلاع الثورة التونسية .. ويبدو أن إشتعال الثورة التونسية والقلاقل المتجددة فى الجنوب اللبنانى والإنفصال السودانى شغلت قادة هذه الدول ، مما أدى إلى مزيد من إشتعال الموقف .. وإستغلت هيلارى هذا الوضع المتدنى وأشعلت الشارع بالحديث عن الإصلاح السياسى ومكافحة الفساد ومعالجة البطالة ، تلك الأمراض التى تفشت فى الدول العربية وتقلقل الأنظمة الحاكمة ، بينما تلعب بها أمريكا ككروت إرهاب .. داعية لشعوب للخروج على حكامهم واصفة ذلك هى وأوباما بأنها شجاعة يجب أن نساندها .. صمت أوباما طيلة قرابة الشهر وهو يرى عشرات الأبرياء من التونسيين يتساقطون برصاص الشرطة الحى ولا يجد ما يقوله ، حتى تحولت الأمور إلى فوضى وهرب "بن على" ، فخرج عن صمته مادحا ما أسماه بالكرامة والشجاعة التونسية التى إتسم بها الشباب الذين خرجوا فى المظاهرات وفى مقدمتهم محمد البوعزيزى .. ثم خرجت بعد ذلك هيلارى للتأكيد على أن أمريكا لا تتدخل فى الشئون التونسية ، وتعتبر تحديد المستقبل شأنا خاصا بالشعب التونسى .. وتناست "هيلارى" أنها سبق أن شنت هجوما على الدول العربية مهددة إياها بالسقوط فى هوة الإضطرابات والفوضى والقلاقل بحجة إنتشار التطرف والتشدد ، دون التأكيد على الإسلاميين بشكل مباشر ، وإنطلقت شعارات "هيلارى" حول محاربة الفقر واليأس ولم تتطرق للإرهاب قط ، لأنها الوحيدة أمام الإدارة الأمريكية التى تدعو لتشكيل خريطة التغيرات السياسية فى المنطقة العربية وخصوصا ما دعا "محمود الخضيرى" المستشار السابق أن يجدها فرصة بالدعوة إلى النزول إلى الشارع، وقد صرح الخضيرى لأحد الصحف بأن المساندة الأمريكية جاهزة على شاكلة تصريحات ضبط النفس ، والعنف المبالغ فيه بإستخدام القوة وإحترام خيارات الشعوب وحق التظاهر .. التى لا تعرف الإدارة الأمريكية عنها إلا المشاهد الفوضوية التى تسليهم على الفضائيات ..
** نعم لقد نجحت هيلارى فى إشعال "الفوضى الهدامة" وما حدث فى مصر هو تكرار لسيناريو أحداث تونس وما حدث فى اليمن هو تكرار أحداث مصر ، وما حدث فى ليبيا هو تكرار أحداث اليمن ، وما حدث فى سوريا هو تكرار أحداث ليبيا ، والأن الجميع يستمتعون "بالربيع العربى" ، والديمقراطية الأمريكية ... فهل نفيق فى مصر وننهض كرجل واحد لإنقاذ مصر ..
صوت الأقباط المصريين
0 comments:
إرسال تعليق