أذكر قبل اكثر من 30 سنة في إيران حيث بدأ نظام الحكم بأمر من الخميني في تعذيب المنتمين لمجاهدي خلق في السجون وفي الأيام الاخيرة التي كانت فيها حالات من إمكانية ابداء الرأي سياسيا في إيران، كان البعض يحتجون على نهج ممارسة التعذيب الوحشي وكان الخميني الولي الفقيه للنظام آنذاك يقول: ”إن مجاهدي خلق هم نفسهم يعذبون انفسهم!” وتحول هذا الكلام إلى نكتة مبكية مضحكة في الاوساط السياسية آنذاك في إيران. واستمر هذا الاسلوب الدجال للنظام الحاكم حتى يومنا هذا.، والأروع أن ثقافة (يعذبون أنفسهم) قد انتقلت عدواها للعراق.
ويدعي النظام الايراني نفسه على لسان محسن رضائي القاعد العام السابق للحرس الثوري الإيراني والذي يشغل الآن منصب أمين مجلس مصلحة النظام، وفي هروب إلى الامام كعادته (يدعي) أن نصب أبراج التجسس وبث التشويش والإخلال في المواصلات أطراف أشرف من قبل قوة القدس الإرهابية ووزارة مخابرات الملالي هو من عمل سكان اشرف أنفسهم حتى يبثون تشويش على أنفسهم! (المصدر: موقع تابناك الحكومي الإيراني 10 سبتمبر 2011)
وما هي الحقيقة؟ الحقيقة ووفق معلومات كشفتها المقاومة الإيرانية هي أنه هناك مشروع قدمته ”الاطلاعات” (المخابرات الإيرانية) تحت عنوان «التجسس والقمع الالكتروني لأشرف» إلى مجلس الأمن القومي في النظام الإيراني وفي إجتماع بحضور قاسم سليماني قائد قوة القدس الإرهابية تم تبنى المشروع و الذي على أساسه يتم نصب أبراج التجسس وبث التشويش ضد مخيم أشرف موقع منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة لنظام الحكم في ايران الواقع في محافظة ديالى بالعراق.
ووفق المعلومات المستسقاة نفسها تم شراء الأجهزة الالكترونية المستخدمة في هذا المشروع بواسطة شركة هندسة «أفق توسعة صابري» من الشركات التابعة لمؤسسة تعاون قوات الحرس و كانت حكومة الملالي قد أدخلت إلى إيران خلال انتفاضة عام 2009 عبر هذه الشركة أجهزة مماثلة للإخلال في الشبكات الفضائية والاتصالات من ألمانيا وبريطانيا والصين وماليزيا ودبي وسنغافورة وتم نصب هذه الأجهزة في مواقع منها في برج ميلاد وشركة اكباتان وداراباد بطهران وشاهين شهر في إصفهان.
وفي نهاية الأسبوع الأول من شهر أغسطس الماضي تم إيفاد مفرزة فنية من ”الاطلاعات” من طهران إلى بغداد وأقام الفريق في فندق المهاجر الذي تسيطر عليه الاطلاعات الإيرانية وكانت مهمته نصب هذه الأجهزة في المناطق المحيطة بأشرف. واتبع هذا الفريق الفني المكلف من وزارة الاطلاعات تمويها حين قيامها بنصب ابراج واجهزة التجسس قصدت به اخفاء مشخصات افراده فكانت وجوههم ملثمة طيلة الوقت لاسباب امنية خشية ان يتعرف عليهم سكان اشرف.
وتؤكد التقارير أنه وفي يوم 7 سبتمبر 2011 قام ثلاثة من عناصر ملثمة تابعة لوزارة مخابرات النظام الإيراني بنصب جهازين لاسلكيين هوائيين جديدين على البرج الواقع في ساحة «لاله» (الزهور) المحتلة داخل أشرف وهو البرج الذي نصب عليه عدد من مكبرات الصوت الـ 300 العائدة لعملاء الاطلاعات.
وفي يوم 8 سبتمبر الحالي قام عنصران للاطلاعات الإيرانية بنصب هوائيات للمراقبة والرصد وكاميرا وأجهزة تجسسية أخرى على البرج الواقع في ساحة «لاله». وفي نفس اليوم قاموا بتوسيع مقرات العناصر التابعة لوزارة مخابرات النظام الإيراني وقوة «القدس» في أطراف مخيم أشرف., وفي يوم 9 سبتمبر 2011 نصبت عناصر وزارة مخابرات النظام الإيراني جهازا هوائيا لاسلكيا للرصد والمراقبة بطول 6 أمتار وكاميرا على ارتفاع 4 أمتار في الجناح الشرقي لمخيم أشرف.
وتفيد التقارير الواردة من داخل إيران إلى المقاومة الإيرانية أن ”الاطلاعات” أمرت العملاء العاملين بممارسة التعذيب النفسي بحق عناصر مجاهدي خلق الإيرانية سكان مخيم أشرف عبر مكبرات الصوت، وان تصعد الحكومة الإيرانية وبالتنسيق مع الحكومة العراقية الضغوط والمضايقات على السكان بهدف إغلاق أشرف وأن نصب الأبراج الجديدة في المناطق المحيطة بأشرف يدخل في هذا الإطار. علما أن المقاومة الإيرانية زودت الأمم المتحدة ومنظمة الاتصالات الدولية والسفارة الأمريكية بتفاصيل التخطيط والتنفيذ لهذه الإجراءات الإرهابية القذرة من قبل الملالي وهم على علم بشكل كام على ما يجري.
والواقع أن الحكومة العراقية التي تعمل طبقاً لأوامر النظام الإيراني قد فتحت الباب على مصراعيه أمام عناصر الاطلاعات المرسلة من قبل الملالي لتنفيذ مشروع أبراج التجسس وكلفت لجنة قمع أشرف في رئاسة وزراء العراقية بتنفيذ جميع مطالبهم ومنع العسكريين العراقيين من التدقيق حول هوية وتفاصيل عمل الفنيين المرسلين من قبل الملالي وذلك يعرض نموذجاً حياً من سيادة الولي الفقيه الرجعي على الأراضي العراقية.
من جانب آخر فإن الإشعاعات التي تبثها هذه الأجهزة تتسبب خاصة على مسافات قريبة في الإصابة بصنوف الأمراض الدموية وأمراض الدماغ والأعصاب والغدد الداخلية. ولهذا السبب أثار نصبها في طهران احتجاجات كثيرة حتى في داخل النظام نفسه مما دفع النظام إلى فك الأجهزة المنصوبة على برج «ميلاد» في العاصمة. وقد امتد الجدل حول هذا الموضوع إلى البرلمان في إيران ضمن الصراعات وحالات التكالب بين زمر النظام الداخلية أيضا حيث قام نواب البرلمان باستجواب وزير المواصلات الذي قال إنه لا علم له بذلك وإن هذا الأمر يهم الأجهزة الأمنية. وبعد ذلك تم تحذير نواب البرلمان من التدخل في هذا الأمر.
إن نصب هذه الأجهزة في المدن الإيرانية وفي أشرف يتابع هدفين مختلفين وهما في الحقيقة هدف واحد. الهدف الرئيس في المدن الإيرانية هو مواجهة وقمع الشعب مع ازدياد انتشار فضائية ”سيماي آزادي”(قناة الحرية) في اوساط الشعب الايراني بشكل واسع وهذا ما يربك النظام وتقوم (قناة الحرية) ببث أخبار المقاومة ومجاهدي خلق وأشرف ونشاطاتها وجاء نصب هذه الاجهزة لكي لا يتمكن المواطن الايراني من الوصول الى القناة. أما في أشرف فأن الديكتاتورية الإرهابية في إيران تنوي بذلك توسيع رقعة إجراءاتها القمعية والتجسسية ضد أشرف ممهدة الطريق للمجازر اللاحقة وفي الوقت نفسه منع الرأي العام من الاطلاع على جرائمها ضد الإنسانية.
وما جميع ما يجري إلا مؤامرة جديدة من قبل النظام الإيراني والحكومة العراقية ضد أشرف ويستوجب الامر ان نسترعي انتباه العالم وقواه الديمقراطية والمدنية الحرة مرة أخرى لضمان حماية سكان أشرف من قبل القوات الأميركية التي نزعت أسلحتهم والأمم المتحدة الطرف المعني برعاية الشرعية الدولية ويتطلب الامر نشر دائم لمراقبي الأمم المتحدة في أشرف.
و الهدف الرئيس من هذه المؤامرات هو أن لا تصل المساعي الصادقة والجادة والواسعة لإيجاد حل سلمي حول أزمة أشرف وتهيئة الاجواء لإرتكاب مجزرة أكبر وأبشع في أشرف ثم تكون المفاجأة المبكية المضحكة حيث سيأتي الدجالين الحاكمين في إيران ووكلائهم العراقيين ليدعوا كالمعتاد أن سكان أشرف ومجاهدي خلق هم الذين ارتكبوا كارثة إنسانية ضد انفسهم وأن انفسهم قاموا بقتل انفسهم و..
وعالم الدجل والشعوذة عالم ليس له أي نهاية في فبركة الاكاذيب.
*خبير ستراتيجي إيراني
m.eghbal2003@gmail.com
0 comments:
إرسال تعليق