لا شك أن شهادة الزور تؤدي إلى ضياع الحق والإبقاء على الظلم واستشراء الفساد، ومن هنا يمكننا أن نفهم الحديث الوارد في الصحيحين كيف أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحذرنا وهو يكشف لنا عن مدى قبحها وضراوتها وعواقبها وأثرها الخطير على المجتمع فقال ( ص ): ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ؟ قالوا: بلى يا رسول الله قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وكان متكئا، فجلس ثم قال: ألا وشهادة الزور ألا وشهادة الزور ألا وشهادة الزور، فما زال يكررها حتى قلنا: ليته سكت.
ولا يختلف وزر كتمان الشهادة عن النطق بها زورا لأن النتائج في كلاهما واحدة، يقول الله تبارك وتعالى ) وَلا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ )(البقرة/283 (.
الدنيا زائلة وكثيرا ما تختزل حياة الإنسان في تسجيل موقف نبيل في شهادة حق أو تسجيل موقف وضيع في شهادة زور، فمن سيق إليها وأرادها واكتفى بها هانت عليه نفسه، وأصبح سيئ السيرة بين الخلق ملعونا ومطرودا من رحمة ربه.
ولأن شهادة الحق تحتاج إلى قلب شجاع وضمير نابض وروح ترى بأنوار الحق سبحانه فيجب على كل ذي نفس صالحة أن تطلبها طلبا من الله تعالى عسى الله أن يوفقه لها، فيطمئن إلى مصيره ويسكن بها ولها ضميره.. نسأل الله الهادي إلى أنواره أن يهدينا إلى ما يحبه ويرضاه، إنه ولي ذلك والقادر عليه، آمين.
0 comments:
إرسال تعليق