** فى مقالى الأخير "مجدى الجلاد .. يواصل حملته التحريضية ضد مصر" ، قرأت بعض التعليقات والعبارات التى يتصور قائلوها أنهم ينالون من مقالى بمثل تلك العبارات البلهاء والإتهامات الساذجة .. الحق إننى ضحكت كثيرا وقتما قرأت ما يقولونه فقد وصفنى أحدهم بأننى أحد مشجعى التيار الإسلامى ..
** حقا لقد أحزننى هذا الغباء المرتبط بالجهل الفكرى والسطحى لمجموعة من المراهقين الذين يرددون كالبغبغاوات ما يملى عليهم زعمائهم الجهلاء ، متصورين إهانتنا .. فإرتدت بذاءاتهم إلى صدورهم لتكشف عن ضحالة فكرية وجهل عميق ، فكل ما ساقوه من تعليقات وأفكار أرادوا نشرها كالسموم وهللوا لها ليس سوى تعبير عن الغل والحقد الملئ بقلوبهم ، وهم يتوهمون أنهم أصابونى بالإحباط ، ولكن الحقيقة أننى مازلت أضحك .. فشر البلية ما يضحك ، ولأنهم حمقى وجهلاء فلا عتاب عليهم !! .. المهم دعونا ألا نخرج من دائرة الإرهاب التى أحاطت بنا ولا تدعوا هذه الحشرات عن التصدى للأحداث الإجرامية ..
** أحداث كبرى تمر بها مصرنا الغالية ، وجرائم طائفية وصلت إلى أقصى درجات العنف والفوضى والعبث .. أزمات تأتى وتذهب فى تواصل مستمر ، فلا أخبار مفرحة بل أنها جميعا أخبار محزنة تجعلنا ننفجر غضبا أو نتمزق حزنا .. وأنا أقرأ بعض تعليقات أحبائى القراء على موضوع أخر بموقع "صوت الأقباط المصريين" .. ردا على موضوع "المسمار الأخير فى نعش الأقباط" .. لقد أيد الفكرة القليل ولكن إستاء الكثير ، البعض تشبث بالأرض حتى لو نقلوا الأهرام أو النيل فهو سيظل يعيش على هذه الأرض وبعض الأقباط بالخارج قال أننى أتمنى أن أعيش فى مصر وأدفن فيها .. ولن نغادرها !! .. نقول له إذن لماذا هاجرت .. هل تحلل لنفسك ما تحرمه للأخرين ؟!! ..
** نعم أحترم كل رأى سواء كان متفق معنا أو معارضا لنا ، ولكن واجبنا أن ننبه الأخرين إلى خطورة الوضع على المواطنة فى مصر الأن .. دعونا من الشعارات البراقة والخطب الحنجورية ، فكل هذا لن يفيد بشئ ، بل سيكون الخدعة الكبرى التى سينزلق إليها الأقباط فى مصر .. وسواء تجمع 70 مليون مواطن أقباط ومسلمين على رفض جماعة الإخوان المسلمين ، ولم يتبقى سوى 15 مليون يؤيدون الجماعات الإسلامية .. فسوف تكون نتيجة الإستفتاء صادمة حتى لو تم تعيين مراقب دولى وفريق عسكرى أمام كل صندوق أو إقتراع إنتخابى .. لا يعرف ألاعيب الإخوان إلا من درس هذا الملف جيدا ، الإخوان تدعمهم أنظمة عربية وإيرانية ودولية ، ولديهم المال الذى يستطيع أن يشترى الذمم بداية من الناخب حتى المسئولين على اللجان ، ياريت تعرفوا هذا جيدا .. بل وستكون النتيجة فاضحة وكاذبة ، كما حدث فى الإستفتاء الأخير ، وسيلتزم الحنجوريين الصمت ، وربما يلجأون للصراخ فى الفضاء الواسع فى الصحراء أو داخل دورات المياه .. نعم ستكون النتيجة صادمة للجميع سواء ذهبنا أو لم نذهب ، فالنتيجة ستكون 85% لصالح الإخوان والتيارات الإسلامية والسلفية ، وكفانا غرور حتى نظل نكذب ثم نكذب ، وفى النهاية مطلوب أن نصدق كذبنا ، ونتعايش فيه ، وبعد ذلك لن يستطيع أحد أن يفتح فاه أو يملك حق الشكوى فقد إختار الإسلام دين الدولة والشريعة هى الحاكم والحدود هى الفاصلة .. نعم سيعم الخراب والفوضى والدمار كل شبر من أرجاء المحروسة ..
** لقد هاجمنا البعض عندما طالبنا فى مقال سابق عقب أحداث كنيسة القديسين بعنوان "حقنا للدماء إفتحوا أبواب الرحيل" .. البعض وافق والبعض إعترض .. وتوهم البعض أن مطالبنا قد تجد إستجابة لدى السفارات الأجنبية ولكن للأسف ذهب بعض الأقباط للسفارة الأمريكية والأسترالية ، ولم يجدوا سوى المهانة والطرد ، فى الوقت الذى رحبت فيه السفارة الأمريكية بمنح تأشيرة الهجرة لأسر وأفراد مسلمين .. ولم نعى الدرس ، "إن الجميع يطالبون أقباط مصر بعدم الرحيل ، حتى تظل القضية مشتعلة فإذا رحل الأقباط ، وهدأت الأوضاع فإذن أين تكون المصالح ، وأين يكون البيزنس ، وكيف تتربح "مجالس حقوق الإنسان" .. وتحصل على رواتبهم إن لم يكن هناك مشاكل يتحدثون عنها وسبوبة لكسب الدولارات" ، وما ينطبق على المستفيدين داخل مصر من حالة الإحتقان والجرائم الطائفية ، هو ينطبق على الدول الإستعمارية وطريقتها فى نهب ثروات الشعوب والعمل بكل طاقة لكسر شوكة مصر حتى تتاح لهم فرصة الهيمنة على المنطقة العربية بأكملها والخليج بصفة خاصة ..
** نعم لقد طالبت الرحيل ، منذ أحداث كنيسة القديسين حقنا للدماء وأتساءل .. لقد سقط النظام وظهر من هو ألعن من النظام ، فماذا تغير .. إنتقلنا من فساد إلى أسفل السافلين .. إنتقلنا من أحداث إرهابية إلى القانون الإرهابى ، والقوانين الوضعية .. لقد طالبت بالوقف الفورى لفكرة الإنتخابات البرلمانية فى مدة لا تقل عن سنتين حتى يتم القبض على فلول الإرهاب الذين إنتشروا فى كل إنحاء وربوع المحروسة ولكن للأسف يخرج كل يوم خبر من المجلس العسكرى ليؤكد على إتمام الإنتخابات فى موعدها .. لذلك فلم يعد أمام الأقباط إلا طريق واحد أيا كانت نتائجه وهو مقاطعة الإنتخابات القادمة ونشر إعلان بجميع الصحف ، والحصول على توقيعات الأقباط بالموافقة على عدم الإنتخاب .. وكالعادة هاجم الكثير الفكرة دون أن يقرأوا الأحداث التى وصلنا إليها ، ودون أدنى تفكير .. وقد أخذتهم النخوة والجلالة متوهمين أن هنا فى مصر ستكون الإنتخابات فى ظل ديمقراطية أو مراقبة دولية أو تحت إشراف مجالس حقوق الإنسان أو تحت الإشراف القضائى .
** لقد طالبت بالرحيل فى بلاد الله الواسعة حتى لو إضطرت أى دولة محترمة وشريفة أن تقوم بالتبادل بين المسلمين والأقباط ، لست أهذى ولا أخرف ، فالأيام القادمة هى أصعب مما تتصورون والمجلس العسكرى لا يفعل شئ بل أن بعض الداعرات يوجهون السباب للمجلس ، وهذا يحدث لأول مرة فى تاريخ مصر .. فإذا كانت أمريكا تدفع المال لتخريب مصر يمكن القبض على كل المحرضين داخل الوطن والمنظمات التخريبية والضرب بيد من حديد على كل الإرهابيين والمخربين ، سيجد المجلس وراءه أكثر من 70 مليون مصرى شريف يقفون بجانبه ويدافعون عن الوطن .. وسيعرون ويفضحون السياسة الإستعمارية لأمريكا حتى لو جوعنا .. حتى لو لم نجد رواتب أو أموال نصرف بها على أسرنا .. وسينكشف هؤلاء المخربون الذين باعوا الوطن وقبضوا الثمن .. إنهم يعرفون أنفسهم فى الصحافة والإعلام ..
** نعم سوف تظل مصر هى الشامخة أيها الكلاب .. وسنظل نردد أجمل ما رددته شادية "ياحبيبتى يامصر" معبرة عن المشاعر النافذة إلى القلوب .. جامعة لدموع الفرح والألم .. إنها أيقونة الشعور الوطنى .. يتساءل البعض لماذا هذه الأغنية بالذات ، وقد سمعناها فى التحرير أيام النكبة .. أقول لهم لا تسألوا فقد سرقها الإخوان كما سرقوا كل شئ فى الوطن ، ولكنهم لم يسرقوا هذا المقطع الرائع "ماشافش الرجال السمر الشداد فوق كل المحن" ، ومن يعجز عن فهم هذا سيكون السبب معلوما للجميع .. على الأقل لدينا "أصله ماعداش على مصر" ..
صوت الأقباط المصريين
0 comments:
إرسال تعليق