فتنة ماسبيرو بين المؤامرة والجهل/ عبدالواحد محمد

من ربوع مصر الخضراء ونيلها العذب نتنفس من رحمها حضارة الأجداد وعظمة الأخوة العميقة والمتينة التي تربط بين مسلميها ومسيحيها يوما بعد يوم وعلي مر العصور بمشاعر فياضة لا تعرف حقدا وبغضا بين الأشقاء الذين ترجموا للتاريخ الإنساني أروع صور النضال والكفاح معا في مواجهة العدو الحقيقي الذي يسعي لفرقة الوطن الكبير الذي يضمهم تحت راية التسامح والفطرة السليمة التي هي أساس بناء الشعب المصري العريق علي مر تاريخه ولعل فتنة (ماسبيرو )التي وقعت مساء الأحدالماضي هي شكل من أشكال تلك المؤامرة الكبري لتفتيت ذلك النسيج الاجتماعي فمن حاولها (خبيث ومريض نفسي ) ولم يعرف طبيعة مصر أم الدنيا بكل ملامحها الإسلامية والقبطية التي منحتنا جميعا علي أرضها إبداعا مفتوحا لنري ضمير الفنان المصري الشعبي يستوحي تلك الصور من خلال رحلة العائلة المقدسة لمصر الأديان السماوية لمصر المحبة والإيمان .
وفتنة ماسبيرو التي وقعت الأحد الموافق 9/10/2011 هي من صنع ذلك العدو المريض الذي يدرك أن قوة المصري تكمن في وحدة نسيجه الوطني منذ أن هبطت العائلة المقدسة مصر التي ذكرت في القرآن الكريم عدة مرات وفي النص القرآني مرآة لتلك العلاقة بين المسلم والمسيحي (لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون*وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين* وما لنا لا نؤمن بالله وما جاءنا من الحق ونطمع أن يدخلنا ربنا مع القوم الصالحين * فأثابهم الله بما قالوا جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزاء المحسنين * ) المائدة 81-85.
بما يؤكد وحدة شعب مؤمن لا يعرف علي مر تاريخه تعصبا بل كل ما يحدث من مرحلة لأخري علي مر الحقب هو (مؤامرات ) للنيل من مصر السلام وجديرا بالذكر للأجيال الناشئة نذكر لهم أن الرسول محمد عليه الصلاة والسلام تزوج من ماريا المصرية القبطية ليقينه بدور الرسالة المحمدية التي لا تعرف تعصبا ودلالة علي مدي حجم الأخوة والنسب بيننا جميعا كمصريين وهذا ما يمييز مصرنا التي هي بحق مهد لكل حضارة ونهضة لأنها لا تعرف تمييزا بل نجد أن الفاعل الحقيقي في كل مؤامرة ( جبانا وهاربا ) لكنه في اليقين المصري معروفا ومكشوفا لنا جميعا ؟
فمن زرع فتنة (ماسبيرو )عليه أن يتيقن أننا نرفضه شكلا وموضوعا حتي يعود إلي رشده إذا كان مصري النزعة والهوية !
ومن يسعي لأدخال الجيش المصري العريق والعظيم في صراع مع وطن ؟ لن يستطيع مهما كان حجم خبثه ومرضه وعلته التي سوف تقضي عليه هو ولن يفلحوا في ذلك فكلنا مصر ومصريين ونحن معهم يد واحدة واستشهد هنا بما جاء في (الوثيقة الأولي ) والهامة للدكتوروالباحث والصحفي الكبير رفعت سيد أحمد .........


الوثيقة الأولى تبرز عذابات المسيحيين المصريين فى عهد الرومان البيزنطيين وكيف أنصفهم الإسلام حين فتح مصر وتصور حال المصريين (الأقباط) فى تلك الأيام والتى كان فيها هرقل امبراطوراً على البيزنطيين ، والمقوقس بطريرك ملكانى على مصر ، وبنيامين بطريرك يعقوبى هارب من كرسيه فى الاسكندرية ومشرد فى بقاع مصر النائية ، ويقدم هذه الصورة أحد أساقفة الكنيسة القبطية : ساويرس بن المقفع ، فى مخطوطه الوثائقى النادر والمسمى (سير البيعة المقدسة) . قال - مع غض النظر عن لغته العربية غير المحكمة - نصاً : [وعظم البلايا والضيق الذى أنزلهم على الأرثذكسيين وغواهم لكى يدخلوا معه فى أمانته حتى ضل جماعة لا يحصى عددها ، قوم بالعذاب ، وقوم بالهدايا والتشرف ، وقوم بالسؤال ، حتى أن قيرس أسقف بنيقيوس وبقطر أسقف الفيوم وكثير خالفوا الأمانة المستقيمة الأرثذكسية ، ولم يسمعوا قول الأب المغبوط بنيامين فيختفوا مثل غيرهم فصادهم بصنارة ضلالته ، وضلوا بالمجمع الطمث الخلقدونى .
" ثم إن هرقل ظفر بالأب المغبوط مينا أخى الأب بنيامين ، فأنزل عليه بلايا عظيمة ، وأطلق المشاعل بالنار فى أجنابه حتى خرج شحم كلاه من جنبيه وسال على الأرض ، وقلعت أضراسه وأسنانه باللكم على الاعتراف المستقيم ، وأمر أن يملأ مزواد رمل ، ويجعل القديس مينا فيه ، وأخرج أكثر من سبع غلوات ، وأنزل فى الماء ثلاث دفعات .. وغرقوه .
ثم أنه أقام أساقفة فى بلاد مصر كلها إلى أنصنا ، وكان يبلى أهل مصر بأمور صعبة ، وكان كشبه الديب الخاطف يأكل القطيع ولا يشبع ".
" وفى تلك الأيام نظر هرقل مناماً : وكان من يقول له أن أمة تأتى عليك مختونة وتغلبك وتملك الأرض ، فظن أنهم اليهود ، فأمر أن يتعمدوا جميع اليهود والسمرة فى جميع الكور الذى سلطانه عليهم ، وبعد أيام يسيرة ثار واحد اسمه محمد ، فرد عباد الأوثان من العربان إلى معرفة الله : أنه واحد ، وأن يشهدوا ويقولوا : إن محمداً رسوله ، وكانت أمة مختونة بالجسد ، غلف القلوب ، ولهم ناموس يصلوا قبلى شرقى إلى موضع يسمى الكعبة ، وملك محمد هذا وصحبه دمشق والشام وعبر الأردن وبين النهرين .. وكان الرب يخذل جنس الروم قدامه لأجل أمانتهم الفاسدة " .
" فكم مات من الناس فى التعب الذى كانوا يقاسوه لما تمت العشرة سنين من مملكة المقوقس وهرقل ، وهو يطلب الرسولى الأب بنيامين ، وهو هارب بين يديه من مكان إلى مكان ، وهو فى البيع المخفية .
" فأنفذ ملك المسلمين لما ذكروه أصحابه بحال الأب البطريرك بنيامين : أميراً ومعه سرية إلى أرض مصر ، اسم ذلك الأمير عمرو بن العاص ، فى سنة ثلاث مائة وسبعة خمسين لدقلطيانوس ، فى اليوم الثانى عشرين من بؤونه ، ونزل عسكر الإسلام إلى مصر بقوة عظيمة ومقدمه عمرو الأمير ابن العاص ، وهدم الحصن ، وأحرق المراكب بالنار ، وأذل الروم ، وملك بعض الكورة ، وكانت أمته محبة للبرية ، فأخذوا الجبل إلى أن وصلوا إلى قصر مبنى حجارة بين الصعيد والزيف يسمى بابلون ، فضربوا خيامهم هناك لكى يترتبوا لملاقاة الروم ومحاربتهم .. وبعد قتالهم ثلاث دفعات غلبوا المسلمين .
فلما نظروا رؤساء المدينة هذه الأمور مضوا إلى عمرو ابن العاص الأمير ، وأخذوا منه أماناً على المدينة لكيلا تنهب ، ولذلك مسكوا أيديهم عن الكور ، وأهلكوا عسكر الروم وبطريقهم المسمى أريانوس . ومن سلم منهم هرب ] .
****
* إن استشهاد وجرح قرابة الـ500 مصرى مساء يوم الأحد 9/10/2011 يدعونا إلى تأمل التاريخ وعظمة الوحدة الوطنية بين مسلمى الوطن ومسيحييه ، ولنتابع الوثائق التاريخية حتى نتعلم ذلك ، ومن بينها وثيقة ساويرس ابن المقفع عن عذابات المصريين المسيحيين مع الرومان البيزنطيين وكيف أنقذهم الفتح الإسلامى ، نتابع الوثيقة التى نترك لغتها العربية غير المحكمة ذاهبين إلى دلالاتها التاريخية : [ فأما سانوتيوس المؤمن المسيحى فعرف عمرا بسبب الأب المعروف بنيامين ، وأنه هارب خوفاً من الروم فكتب إلى أعمال مصر ، يقول : " الموضع الذى فيه بنيامين رئيس النصارى ، له الهدى والأمان والسلام من الله ، فيحضر ويدبر حال بيعته " ، فلما سمع هذه الأخبار الشجاع بالحقيقة عاد إلى الاسكندرية بفرح بعد ثلاث عشرة سنة ، منها عشرة لهرقل ، وثلاث سنين للمسلمين قبل فتحهم الاسكندرية ، لابس لاكليل الصبر وعظم الجهاد الذى كان ، فلما ظهر للشعب فرحوا جميع المدينة ، وعرفوا سانوتيوس التكس الذى قاله لهم ، وقرر مع الأمير احضاره ، فمضى وعرف الأمير عمرا بوصوله ، فأمر بإحضاره بكرامة ومحبة ، فلما نظر إليه التفت إلى مقدميه ، وقال لهم : " إن فى الكور التى ملكناها إلى الآن لم أشاهد رجلاً لله يشبه هذا الرجل " ، وكان منظره حسن جداً ، ثم التفت إليه وقال له : " جميع بيعك ورجالك اضبطهم ، وإذا ما صليت على حتى أمضى إلى الغرب والخمس مدن ، وأملكها مثل مصر ، وأعود إليك بسرعة ، وكل ما تطلبه منى أفعله لك " .. ثم انصرف من عنده مكرماً .
ولما جلس هذا الروحانى الأب المعترف بنيامين على بيعته بنعمة الرب يسوع المسيح دفعة أخرى جذب إليه أكثر من خجلهم (جعلهم) هرقل مخالفين ، وكان يعيدهم بسكينة ووعظ ويعزيهم،وكثير ممن هرب إلى الغرب والخمس مدن من ذلك الكافر ، لما سمعوا عادوا ونالوا اكليل الاعتراف،وكذلك الأساقفة الذين خالفوا دعاهم ليعودوا إلى الأمانة الأرثذكسية، فمنهم من عاد بدموع غزيرة ، ومنهم من خاف من فضيحة الناس فأقام على كفره إلى أن مات".
" وبعد ذلك سار عمرو من الاسكندرية وعسكره ، وعدى معه المقدم سانوتيوس المحب للمسيح .. وكانت أعمال الأرثذكسيين تنمو يوماً فيوم ، وكانت الشعوب فرحين مثل العجايل الصغار إذا أطلقوا من الرباط على ألبانهم ، فلما دخل عمرو إلى مصر وخرج منها ومضى إلى الغرب أدركته معونة عظيمة " .
لقد نقلنا هذا النص من المخطوط التاريخى لساويرس ابن المقفع ليدلنا على عدة أشياء منها : فظاعة اضطهاد البيزنطيين للمصريين حتى وصفهم الأخيرون بالضلال وفساد الأمانة بل والكفر ، وتمنوا التخلص من نيرهم حتى قصوا الرؤى المبشرة بقدوم المسلمين لتحريرهم ، ووصف المسلمين بمحبة الناس جميعاً ، وعدم نهبهم القرى ، ثم الفرح الذى عم القبط بعودة بطريركهم، ومنحه السلطة ، حتى استطاع أن يعيد من اضطر إلى الانحراف ، وما تلا ذلك من غبطة وفرح ، وأخيراً ملازمة بعض الأقباط لجيش المسلمين وإعانتهم معونة عظيمة.
وكذلك ما جاء نصه في (الوثيقة الثانية) تأكيدا( للوثيقة الأولي) للباحث المستنير الدكتور رفعت سيد أحمد لكي توضع في عين العدو الحقيقي الذي لا يمت لمصرنا ولا لقواتنا المسلحة التي هي رمزا للصمود ومواجهة ذلك العدو المحتال والذي يسعي لهدم الكيان المصري بنعرة طائفية لن تكون مصر بوابة لها فسوف يسقطوا في أحضان كل مصري أصيل وهذا واجب الإعلام المصري أن يكشف مواطن الخطر الحقيقي لبعض من قلة مغرر بها فالوطن المصري ملكنا جميعا لا صوت فيه إلا لمن يفديها من كل دجال ومغتصب ؟!
الوثيقة الثانية التى تظهر دور الفتح الإسلامى فى إنهاء عذابات المسيحيين المصريين من الرومان ، فكتبها المؤرخ المصرى ابن عبد الحكم فى كتابه (فتوح مصر والمغارب) ، ويعتبر أقدم كتاب مصرى يعالج التاريخ المصرى والإسلامى عند فتح مصر : " فخرج عمرو بن العاص بالمسلمين حين أمكنهم الخروج ، وخرج معه جماعة من رؤساء القبط ، وقد أصلحوا لهم الطرق ، وأقاموا لهم الجسور والأسواق ، وصارت لهم القبط أعواناً على ما أرادوا من قتال الروم .. ثم فتح الله للمسلمين ، وقتل منهم المسلمون مقتلة عظيمة ، واتبعوهم حتى بلغوا الاسكندرية فتحصن بها الروم ، وكانت عليهم حصون مبنية لا ترام ، حصن دون حصن ، فنزل المسلمون ما بين حلوة إلى قصر فارس إلى ما وراء ذلك ، ومعهم رؤساء القبط يمدونهم بما احتاجوا إليه من الأطعمة والعلوفة " .
ويقول المفكر والمؤرخ المصرى المعاصر د. حسين نصار فى تحليله لتلك الفترة : " طبيعى بعد هذا كله أن يرضى أقباط مصر عن الحكم الجديد ، وأن يرضى عنهم ، وخاصة أن المسلمين لم يتدخلوا فى الأمور الدينية للقبط ، وتركوا التنظيم المالى على ما كان عليه أيام الرومان ، بل كان جل المشرفين عليه إن لم يكن كلهم من القبط ، ويجرى باللغتين القبطية واليونانية " .
وبقى هذا الرضا القرن الهجرى الأول كله ، ولكن ما أن بدأ القرن الثانى حتى بدأت سلسلة متصلة من الثورات التى قام بها الأقباط وحدهم أحياناً ، واشترك معهم العرب فى بعضها الآخر ، وأكثر هذه الثورات بسبب الخراج لا بسبب الشعور الوطنى أو الدينى " .
ومن يملك دليلا للأفتراء يقدمه لنا فمصر الكبيرة هي الحاضن لكل صاحب رسالة وحكمة وعلي عقلاء الأمة المصرية في هذا الظرف التاريخي من مرحلة بناء نحتاج لكل ساعد مصري أن يبصر بوعي لمخاطر جسام تحوم حولنا وخاصة في وهم ما يعرف حاليا بالثورات العربية ؟
والجديد لدي أعداء مصر من الخارج أن تبدو الفتنة بإيدي مصرية كما يفعلوها في العديد من الأوطان العربية البته لكن ربك بالمرصاد لمن تكبرونحن جميعا نملك الإيمان لصد تلك المؤامرات بمنطق وحوار ووحدة صف ؟!
وهذا ما كشفته فتنة ماسبيرومؤخرا التي هي مؤامرة جاهل كبير حرق نفسه ويحاول أن يستبدل ثوبه مرة ثانية متنكرا بيننا لكي يحرض بشكل من أشكال التمييز والقبح المعلوم !
فالقوات المسلحة المصرية هي قوات مصر والتي رفعت كرامتنا في معارك الصمود والمواجهة أمام العدو المغتصب وهزمت إسرائيل الخرافة والاكاذيب قي 1973 م من القرن العشرين واحتفلنا ومازلنا نحتفل بحرياتنا التي جاءت بعد هذا النصر الكبير فنتجه جميعا لكل قادة القوات المسلحة المصرية وعلي من يزايد عليهم بجهل يدرك أن مصر 85 مليون أكبر ممن يظنون أنفسهم الفضائيات وحدهم وضميرها الثقافي الزائف ؟ فقد كشفهم المشاهد المصري بتلك الفطرة الربانية وهم يتآمرون كل ليلة علي مصرالعظيمة حماها الله ؟
لماذا لا تدرك هذه القلة الإعلامية المريضة التي تروج للفتنة بجهل للوقعية بين الشعب والقوات المسلحة إن مصير كل عميل للأجنبي مهما كان حجمه ووزنه كما لا يظن هو الموت والهلاك علي أيديهم؟ وللتاريخ عبرة في هذا الشآن !
فالفرق كبير بين المؤامرة ونقل الحقيقة بكل شفافية وحيادية وبدون أجندات داخلية وخارجية فلن يصدقكم الشعب المصري لأنكم أدوات لتلك المؤامرة التي سوف تحرقكم أنتم أولا فنحن نعرف نواياكم لكن عليكم أن تفيقوا من غيبوبتكم لأن مصر وقواتنا المسلحة لا تستحق هذا منكم مهما كان الزعم كما نتوجه لرجال الشرطة الأوفياء بأن يكونوا بجانبنا وبجانب كل مصري حتي يعود الربيع الآمني من خريفه المؤقت ؟
ولكل شهيد مصري في فتنة ماسبيروا نقف حدادا علي أرواحهم الطاهرة كما نترحم علي شهداء ثورة 25 يناير وشهداء كل معارك التحرير المصري منذ نشأة مصر الحضاري ؟
كما يجب تغيير الخطاب السياسي بمنهجية وسعه أفق تدل علي إدراك طبيعة التحول من مرحلة ماقبل 25 يناير وبعد 25 يناير لنري معا من النافذة شعاع الشمس !
وما يجب ذكره هنا عندما استقليت عقب أحداث ماسبيروالموجعة والمؤلمة تاكسي من وسط العاصمة المصرية القاهرة أكد لي السائق الشاب المسيحي المصري الذي يدعي مينا عزيز والحاصل علي بكالوريوس تجارة من جامعة القاهرة أنهم كأشقاء مصريين لأخوانهم المسلمين يدركون طبيعة المؤامرة ومن يحاول زرعها بين مصري ومصري وهذا يؤكد الوعي بما يحاط حولنا جميعا من مؤامرات مزمنة فتحية لهذا السائق المصري الأصيل ولكل بيت مصري مفتوح لجاره وقت الازمات والشدائد فقد تربينا علي الفطرة الباعثة علي المودة فيما بيننا فقد زاملت والتصقت منذ طفولتي المبكرة بأستاذي فؤاد ميخائيل رحمه الله في مدرسة علي محمود طه الإلزامية بمدينة مولدي المنصورة التي تبعد عن القاهرة حوالي ساعتين بالسيارة وكان أبا للجميع يعلمنا دون مقابل بعد مواعيد الدوام المدرسي بل كان صديقا لتلاميذه من يمرض يزوره في بيته وفقيرنا كان يدفع له من جيبه الخاص مصاريفه الدراسية كما كان صديقا ملازما للحاج عوض مدرس اللغة العربية أزهري النشأة والثقافة ولكل زملاءه الاساتذة علي شهاب .. عبدالمنعم فارس .. صبحي متي .. جميل عبدالرحمن ..أبوبكرمحمد .. وغيرهم بروح المصري الذي لا تعرف فيها من المسيحي والمسلم وهذا ما يجب علي الإعلام الوطني المساند للحقيقة أن يخاطب به العالم أننا مصريين في مسيرة بناء وطن كبيرفكلنا ننشد معا مصر قوية وآمنة حما الله مصر السلام وملاذ كل الأحرار ..
كاتب مصري
abdelwahedmohaned@yahoo.com

CONVERSATION

0 comments: