سي تي في.. نحو النور.. وليس نحو الظلمة/ مجدى نجيب وهبة


** لم أجد سبب واحد يقنع ولو طفل صغير لإصرار الأستاذ "إيهاب صبحى" على مناشدة جميع الأقباط بالحرص على الذهاب إلى لجان الإنتخابات ، بل وطالبهم بعدم إمتثالهم لأى دعاوى تطالبهم بالمقاطعة لإنتخابات مجلس الشعب أو الشورى .. لم يكن لنا الحرص على التعليق على هذا الإصرار إلا إنه لم يعلق على رسالتى التى أرسلتها له بصورة ودية شارحا له مخاطر المشاركة فى البرلمان القادم ، وأسباب تمسكى بالمطالبة برفض الإنتخابات أصلا ، ولكن يبدو أن الأستاذ إيهاب أصر على موقفه وقام بالرد بالعامية أن سياسة القناة ستظل تدعو الأقباط إلى الذهاب إلى اللجان ورفض كل دعاوى المقاطعة .. قد يكون هذا قرار الأستاذ إيهاب صبحى ، وهذه هى حريته الشخصية ، ولكن أن يكون هذا الرأى يسمعه العامة من الأقباط ربما إبنى أو أخى أو زوجتى أو إبنتى أو صديقى ، وهو ما يؤثر على تفكيرهم ، فهنا من حقى أن أقوم بالرد على صديقى العزيز إيهاب صبحى ...

** بداية .. أنا أقدر شخصك العزيز إلى قلبى ونفسك المتواضعة والإنسان المعتز بكرامته .. ولكن لدى بعض الملاحظات الهامة والموثوقة ..

** دعنا نعود قليلا لبرلمان 2005 وما حدث فيه من أعمال بلطجة وإرهاب وقتل وتهديد للقضاة وإرهاب للناخبين ، ومع ذلك وقفت الشرطة عاجزة عن حماية اللجان أو حماية الناخبين .. والأن مصر بعد 25 يناير تحولت إلى فوضى خلاقة ثم فوضى هدامة ولا يوجد أمن ولا أمان ، وتحول الشارع المصرى إلى أن يحكمه البلطجية ، فهل هناك خلاف على ذلك ..

** الشرطة بعد نكبة 25 يناير تم محاصرتها والهجوم عليها من جميع الإتجاهات من .. "البلطجية .. تنظيمات وكوادر مسلحة من عناصر مشبوهة .. مجالس حقوق الإنسان .. المجتمع المدنى" ، فى الوقت الذى وقفت فيه الشرطة عاجزة عن الدفاع عن نفسها ، تم حرق الأقسام بالكامل والسجون وسرقة الأسلحة وتهريب السجناء بهدف زعزعة إستقرار الأمن فى الشارع المصرى وخلق الفوضى التى سعت لتنفيذها "أمريكا" ..

** بعد هذه الفوضى التى أصبحنا نعيش فيها وإندلاع الجرائم وإستخدام الأسلحة النارية والأسلحة البيضاء فى أبسط الإحتكاكات التى تحدث بين أفراد الشعب .. ماذا تتوقع أن تكون الصورة التى عليها اللجان الإنتخابية .. فلا أحزاب ولا فكر سياسى متوحد ، بل الشارع به شرذمة فكرية وحزبية ، ولا حزب واحد يتكلم بإسم مصر الحقيقي وليست أحزاب هشة وكرتونية كما هى على الساحة الأن .. ألا تقرأوا تصريحان الجماعات الإرهابية وقيادتها التى باتت لها أصوات عالية ، وهى تطالب المجلس العسكرى بالرحيل فورا والعودة لثكناته .. وتسليم السلطة إلى حكومة مدنية ..

** لقد أصاب جماعة الإخوان المسلمين لوثة عقلية وهم يحاولون الإستيلاء على مصر بأسرع ما يمكن .. خرجت تصريحات سليم العوا تهدد المجلس العسكرى ، وخرجت تصريحات الشيخ صلاح أبو إسماعيل تهدد وتتوعد ، وخرجت تصريحات سعد الكتاتنى بعدم شرعية تواجد المجلس فى إدارة شئون البلاد ، وإنه يجب إجراء إنتخابات فورا ، وخرجت تصريحات دعاة الفوضى والتخريب والحركات الإرهابية .. وتصريحات بعض الفضائيات المحرضة على حرق مصر بقيادة السيناتور وائل الإبراشى ومحمود سعد وعمرو الليثى وبدأ هؤلاء الإعلاميين بإستضافة كل من يطعن فى المجلس العسكرى وشرعيته فى التواجد فى هذه الفترة ، بعد أن نجحوا فى الطعن فى الشرطة المصرية وفقدان هيبتها وهيبة الوطن بأكمله .. رأينا وجوه سوداء وأسنان صفراء وعيون كريهة وهى تهيل التراب على المجلس العسكرى وخرج من يبرر لهم هجومهم ليقولوا أن المجلس شئ والجيش شئ أخر .. نعم إنهم كالعاهرات يبررون أعمال الدعارة ويحللونها وهم يمارسونها .. إستضافت هذه الفضائيات بعض الساقطات للطعن فى المجلس العسكرى وشاهدنا ورأينا كل ذلك فى الوقت الذى لم يعد أمام العاهرة هيلارى كلينتون إلا مصر والمطالبة بالديمقراطية وإطلاق "الربيع العربى" وهو المسمى الذى أطلقه أوباما على هذه الفوضى الخلاقة .. ومع تصاعد الأحداث يبدو أن المجلس العسكرى يقف عاجزا عن التعامل مع هذه الفوضى ..

** لم يقف الحد على الإخوان والسلفيين والحركات الإرهابية والتنظيمات الفوضوية لمهاجمة المجلس بل إنضم لهذه الحقبة الساقطة كل صحفيى مصر وإعلامهم المضلل ، وتحولت مصر إلى ذبيحة الكل يطعن فيها ... فماذا يكون حال الإنتخابات البرلمانية وسط هذا المحفل الفوضوى ..

** إقرأوا جيدا تهديدات د. محمد بديع المرشد الحالى للإخوان والتى يوجهها للمجلس العسكرى يطالبه بالرحيل فورا .. نفس المطالب لـ د. سعد الكتاتنى .. نفس المطالب لسليم العوا .. نفس المطالب للشيخ السلفى صلاح أبو إسماعيل .. "فوضى .. فوضى .. فوضى" ، لا يريدون أن يلتقط المجلس أنفاسه ليرى ما حوله من أحداث تتصاعد يوما تلو أخر وساعة عقب أخرى .. تنطلق كل هذه الأحداث فى كل أرجاء المحروسة .. فهناك فتنة طائفية .. وهنا إعتصام فئوى وهناك هدم لكنيسة وحرق لأخرى وأحداث تندلع فى إمبابة ثم أسوان ثم العديسات فى قرى ونجوع لم نكن نسمع عنها تدبر كل هذه الأحداث الإخوان المسلمين بكل ذكاء وخبث لإلهاء الشعب حول أخحداث الفتن الطائفية وشغل المجلس العسكرى حتى يمكنهم من السطو على البلاد .. هناك أيضا مطالب فئوية للمدرسين وهنا إعتصام لسائقى النقل وهناك قطع الطريق .. وهنا إرهاب للمحاكم .. وهناك دم الشهداء التى صارت كارت إرهاب وكلها كروت باطلة .. لو تركوا الأمن يحققون فيها والقضاء يحكم بالعدل ويبحثون فى ملفات هذه الأسماء لإكتشفنا أننا أمام مجموعة بلطجية وليسوا شهداء .. حتى بعض المحامين طالبوا برد المحكمة لأنها على حسب رؤيتهم لا تسير على هواهم .. هذا هو الشارع المصرى الذى أصبحنا نعيش فيه ..

** لقد طالبت كما طالب شرفاء عديدين ورجال أعمال .. طالب البرلمانى السابق طلعت السادات بتأجيل العملية الإنتخابية لأنه فى حالة إجرائها ستكون كارثة تقع على مصر بأكملها ، وطالب مصطفى حسين رسام الكاريكاتير ذلك فى أحد تلميحاته الكاريكاتيرية ، وطالب الأستاذ مفيد فوزى الإعلامى الرائع ذلك على الهواء مباشرة ، والعديد والعديد من رجال مصر الشرفاء .. طالبوا المجلس العسكرى بإدارة شئون البلاد فى تلك الفترة الخطيرة من مصير مصر الأمة والوطن .. ولكن الضغوط التى يمارسها البلطجية والإخوان والإعلام القذر المأجور إلى الصحف المصرية المنبطحة يريد أن يفرض على المجلس العسكرى سرعة إجراء الإنتخابات ونحن كل يوم نفاجئ ببيان للمجلس العسكرى بأن الإنتخابات البرلمانية ستجرى فى موعدها .. وهذا هو نهاية "مصر" .. ولأننا لا نملك أن نفرض رأيا على المجلس العسكرى كما لا نملك أن نفرض رأينا على الأقباط ، ولكننا نحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه .. فمصر تتعرض لمؤامرة سبق أن كتبت عنها عشرات المقالات ولكن لا حياة لمن تنادى .. وهى الأن فى مراحلها الأخيرة وهى تسليم السلطة للإخوان .

** لم يكن أمامنا كأقباط للنجاة من هذه الفخاخ إلا طريق واحد لا ثانى له وهو الإمتناع عن الذهاب إلى اللجان .. هذا هو الحل الوحيد أمامنا .. أما إذا كان رأى صاحب قناة c.t.v الأستاذ "إيليا ثروت باسيلى" أن يحث الأقباط على الذهاب فيجب أن يعلن ضمانات للأقباط للذهاب إلى اللجان ، وقد خاضوا تجربة قبل ذلك وخرجوا منها "صفر اليدين" ، وهى موقعة غزوة الصناديق .. لم يخرج الأقباط من قبل كما خرجوا فى التعديلات الدستورية الأخيرة ورغم ذلك خرجت النتيجة 4 مليون رفضوا التعديلات و18 مليون وافقوا ، وخرج علينا أحد تصريحات السلفيين بتأكيد الحق الإسلامى ، "واللى مش عاجبه مع ألف سلامة .. يرحل" .. وإعترض الجميع ولكن قال الإخوان أن هذه رغبة الشعب ، ولم يستطيع أحد الشك أو التبليغ عن فوضى إستمارات الإستفتاء التى وزعت وفوضى تقفيل الصناديق وأصبحنا أمام أمر واقع يحاول الجيش أن يخرج من هذا المأزق ولكن الكلاب المسعورة لا تعطى له فرصة ، فإذا كان هذه هى توجيهات صاحب القناة ، فهذه حريته ولكن يعلن أن هذا على مسئوليته الشخصية ، وأنه يتحمل عواقب السقوط المروع للأقباط فى مصر وما سوف يحدث من جراء حملته التى يحض فيها على الذهاب إلى صناديق الإقتراع رغم علمه أن ما يوجد على الساحة الأن من أحزاب هشة وكرتونية هى لن تستطيع الصمود أمام الفكر الإرهابى للإخوان المسلمين .

** وإذا كنا نوجه كلامنا إلى قناة c.t.v وبرنامج "فى النور" ، فإننا نوجه كلامنا لقداسة البابا ، فلا يمكن فى هذه الفترة الحرجة التى تعيشها الكنيسة والأقباط أن يظل البابا صامتا وهو يخشى أن يوجه له بعض الكلاب الإنتقادات .. أن يظل صامتا ولا يعبر عن إستياء الكنيسة للأحداث الجارية ، ويصدر المجلس البابوى بيانا برفض هذه الفوضى التى يعيش فيها الأقباط ، وأن يعلن هذا البيان فى الإجتماع الأسبوعى .. فليس هناك معنى للقاء الروحى ومصر تشتعل بأحداث طائفية تدمر فيها الكنائس ويقتل فيها الأقباط وتسلب أموالهم وتحرق منازلهم ثم يخرج علينا تصريح أحد أباء الكهنة بالقنوات الإعلامية ليقول "أن حال الأقباط أفضل بكثير قبل إندلاع ثورة 25 يناير" ، ليس هناك معنى للصمت على مواجهة السفالة والحقارة من البلطجية والإخوان والسلفيين .. نعم لا نطالب بالحماية الدولية ولا نطالب بحماية المجتمعات المدنية ولا مجالس حقوق الإنسان ، ولكننا نطالب جميع دول العالم بكشف حقيقة ما يجرى فى مصر من إرهاب ووقاحة يتعرض لها أقباط مصر كما أننا نطالب جميع دول العالم بموقف موحد ضد ما يجرى فى مصر وهذا المجتمع الدولى كفيل بوضع حد لهذه الفوضى التى أصبحنا نتعايش فيها ..

** أخيرا .. أختتم مقالى بتحذير بعض الأقباط الساعين لعقد مؤتمرات مع جماعة الإخوان المخربة على شرف مصر فى فنادق سميراميس وعلى النيل وعقد صفقات معهم متوهمين أن الثعالب والثعابين عندما تبرد وتنكمش فهى تكون أمنة .. نقول لهؤلاء عفوا لا تزايدوا لصنع أمجاد لأنفسكم وتقولون نحن نتحدث بإسم الأقباط ، فالوضع كارثى بكل المقاييس ، ولا يجوز المزايدة أو اللعب بالثلاث ورقات ..

صوت الأقباط المصريين

CONVERSATION

0 comments: