إرهاصات عربية/ مجد عوني


سنرى خلال بداية العام 2012 جوانب من أحداث عالمية محورها العالم العربي خلفها العام 2011 عايشنا ما لم يكن لنا تصوره انه سيحدث لكن ما بقي من الأحداث هو الأهم فنظرة إلى مصر تونس وليبيا تبين لنا أن التغيير القادم يجب ان يكون محوريا ليشمل أطراف مركزية في مفاصل الأحداث فعلى سبيل المثال مصر الآن لم تكتمل ثورتها بعد ونعزو السبب في ذلك تدخل غربي واضح في مجريات الأحداث في مصر فالنخب الحاكمة وان زالت رؤوسها فلازالت تملك نظام دولة متكامل ليس بمقدور أي كان تغييره بيوم وليلة هذه النظم التي سقطت رؤوسها لازالت فاعلة على الأرض لكن بدعم خارجي مؤكد وإلا لخافت وتحجمت وابتلعها النظام الجديد الذي لم تبدو معالمه بعد وهي المعضلة في الحالة المصرية تونس كذلك لكن الأضواء الآن مسلطة باتجاه آخر مسلطة بشكل كبير وعنيف جدا على الساحة السورية وعلى الأحداث الظرفية التي تحدث كقصة محاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن واتهام إيران عدا عن ملفها النووي الذي لم يطوى بعد وأيضا الأضواء تأخذك باتجاه قضية تبادل الأسرى الفلسطينيون وشاليط لتعود مرات أخرى للتسليط من جديد على ما يحدث في سوريا فهي الهدف المنشود الآن مركزيا فلازال الأمر مقلق هناك وكل مايو حي لك به الإعلام العالمي أن العالم كله بات قلقا على وضع المدنيين هناك فبعد الفيتو المزدوج والذي ادخل الغرب في صدمة والدعوة الخليجية لعقد اجتماع طارئ حول سوريا والذي وأده أرضا مندوب سوريا الدائم لدى الجامعة العربية فالدعوة جاءت أمريكية من واشنطن اذ لم يسبق للجامعة أن أدت ايجابية واحدة طوال عقود تجد واشنطن نفسها واعتقد للمرة الأولى في تاريخها وبإصرار تواصل إحداث قلقلة بشتى الطرق في الداخل السوري وتفشل بعد الجهد الجهيد وإنفاق مليارات من جيوب الخليجيين وإحداث ما لم يتصور احد أن يتمكن منه من مهولية الضخ الإعلامي المستمر وتمويل وتسليح بعض الفئات داخل سوريا في بعض المدن الحدودية وايهام المواطن السوري ان التركي لازال عطوفا عليه وبدعم لوجستي أمريكي ضخم عبر الأقمار الصناعية وإذ بها أي أمريكا تفشل وفشلا ذريعا أمريكا المنهكة اقتصاديا نتيجة الحروب والتي بدت ملامح مظاهرات وول ستريت تتجه شرقا وغربا في العالم بأسره وهذا ما سوف يزعزع الكيان الأمريكي ويهدده كما أن أوروبا المشغولة بانهيارات دول اليورو اقتصاديا والتي ستشمل الدول الكبيرة ليس فقط اليونان والدول الصغرى ونتحول إلى فرنسا لنجد ان اليسار الاشتراكي قد فاز بغالبية مقاعد البرلمان ما معناه خسارة مؤكدة لساكوزي في المعركة الانتخابية , سبحانك يا الله فكلما ضاقت على سوريا المؤامرة واحكم الحصار عليها أتاها فرجها من الله عز وجل فالآن الأمن السوري يواصل تطهير المدن السورية من المسلحين والذين اعترفت بهم جهات عديدة على أنهم معارضة منهم مسلحين وليسو سلميين لتبدأ هدوءا تدريجيا وعافية ينتظرها غالبية السوريين , على الطرف الموازي نجد ان مشكلة الخليج والتي بدأت في الظهور داخل السعودية والتي ستشتعل أكثر جنوبا على الحدود اليمنية بعد زوال صالح وهو ما لم تعد السعودية وواشنطن تملك غيره للحؤول دون سقوط مدوي لعلي عبد الله صالح واعني مدوي ليس لليمنيين فهو قد سقط وتحررت اليمن منه لكنه مدوي في واشنطن والرياض إذ أن القادم لليمن اقل ما يمكن قوله انه حانق على الجارة السعودية لاستجرار الدعم العسكري وقتل آلاف اليمنيين بأيدي سعودية وطائرات بلا طيار أمريكية ما سيأتي أعظم مما نرى وأغرب من الخيال , نعرج قليلا على قطر التي ارتأت أنها دولة قادرة على فعل الكثير وتسعى لإصلاح ذات البين في عدد من الدول العربية لنقول لهم انظروا الى خارطة بلدكم وعدد سكانكم وقربكم من ايران فالقاعدة الأمريكية هناك على مرمى النيران الإيرانية ليس الصاروخية إذ لايحتاج الإيراني إلا بضع بوارج قريبة من حدودها وهنا نتمنى على الله ان لا تقوم أي حرب في الخليج لأنها ليست في مصلحة احد وستحصد أرواحا كثيرة , لا ننسى حرب التطهير التي شنها الأطلسي على ليبيا وبدعم من الجامعة العربية وبما يسمى " الطيارون القطريون" الذين ساهموا في قتل إخوتهم الليبيين وما لم يعلمونه القطريون أنهم بيتوا النية لهذا القتل وحسب عليهم الإثم دون أن يدوم وجودهم هناك إلا بضعة أيام لانعدام الكفاءة العملية لديهم حيث أن الأطلسي قتل إلى الآن الثر من 60 ألف شخص في ليبيا لكنا لم نرى شيئا على الفضائيات فقتل أولئك اقرب ما يكون انه حدث في الحرب العالمية الثانية لتصل الإخبار بعد أسابيع كي تخبرنا بشيء قليل عما يجري على ارض الواقع, بربكم ما هذا الاستغباء العالمي للشعوب وكيف تقاس الأمور وكيف يتم تحديد مسؤولية القاتل وكيف تسلط الأضواء وأين ولماذا هذا الصمت المريع أمام شعوب العالم وأي معنى يعطى لقتلى ليبيا المسكوت عمن قتلهم سوى أننا على اقل تقدير مسئولين أمام الله عن هذا الظلم والسكوت عن الحق.

CONVERSATION

0 comments: